ILL
10-14-2011, 06:24 PM
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على نبيه الكريم
وعلى آله الطيبين وصحبه الطاهرين ومن نحى منحاه
ونهج نهجه واقتفى آثره وسلك سبيله إلى يوم الدين وبعد :
حياكم الله تعالى أسأل الله تعالى أن يبصرنا بديننا ويرزقنا الثبات عليه إلى يوم نلقاه .. آمين
إخواني أريد أن نحلل مسألة من المسائل التي كثر الحديث عنها .. ونسلط عليها الأضواء لتتجلى لنا وتتضح بفضل الله تعالى .. لإغنه قد كثر الحديث عنها في هذه الأيام .. ونحن أمة الدليل و لا نقبل القول بدونه البته ..
ونحن فخورون بهذا والله كيف لا ؟ و الدليل هو النور الذي ينير لنا الطريق إلى الله تبارك وتعالى .. قال طلق بن حبيب في تفسير التقوى ولا أعلم أحدا فسر التقوى بأقوى ما فسرها به طلق فلقد سدد ووفق في حدها يقول رحمه الله :" التقوى أن تعمل على طاعة الله على نور من الله ترجوا ثواب الله وأن تترك معاصي الله على نور من الله تخشى عقاب الله " يقول على نور أي على علم أي بالدليل .. تعلم الحرام بالدليل والحلال بالدليل فتترك هذا بعلم وتعمل هذا بعلم .. فهذا هو دأب آبائنا من السلف ولنا فيهم أسوة ..
أولائك آبائي فأتني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير المجامع .
المسألة هي عبارة عن سؤال يتبادر في ذهن كل واحد منا خصوصا في هذه الأيام التي توسع فيها القوم كثيرا .. وأدى بهم هذا التوسع إلى أشياء يقولون لا شئ فيه مستندين إلى فتاوي بعض العلماء.. وسوف نبينها ونجليها بفضل الله تبارك وتعالى ..وأرجوا على كل قارئ أن يقرأ البحث كله إن تيسر له .. لأنه إذا قرأ البعض منه قد يخرج بفكرة غير التي أريد ..والله الموفق ..
المسألة :
هل الأصل في الغناء الحل أم الحرمة ؟
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما وابن ماجة في سننه وغيرهم عن عائشة رضي الله عنها قالت :" دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار في يوم بعاث , قالت وليستا بمغنيتين , فقال أبو بكر : أبمزمور الشيطان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم , وذلك في يوم عيد الفطر , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا "
النبي صلى الله عليه وسلم أقر أبا بكر رضي الله عنه لما قال : أبمزمور الشيطان في بيت النبي .. ولم يقل له لا إنه ليس كذلك مثلا أو شئ من هذا .. إنما أقره على تسميته مزمار الشيطان .. فسمى أبو بكر رضي الله عنه وهو من هو في الفقه والفهم والعلم و معرفة أسرار الشريعة ومقاصدها وأنه شبعان ريان من حال النبي صلى الله عليه وسلم فهو الصديق والصاحب رضي الله عنه سمى ذلك بمزمور الشيطان .
والنبي صلى الله عليه وسلم رخص للجواري الصغار اللاواتي لسن بمغنيات في يوم العيد أن يقلن شيئا من الغناء على مسامعه صلى الله عليه وسلم .
إذن الأصل في الغناء الحرمة وليس الحل .. هذا إذا كان الغناء خارج يحوي كلام الخناء والفحش والبذاءة .. وكان خاليا من آلات الطرب وسائر المخالفات الشرعية .. فالغناء ممنوع لذاته وهو في أصله حرام ...
واليوم ولا حول ولا قوة إلا بالله يمارس الغناء باسم النشيد .. ونحن نعلم أن "العبرة بالحقائق والمعاني لا بالألفاظ والمباني " .. أرأيتم لو أن رجلا سكب خمرا في كأس فقال للأخر :" اشرب ماءا : فهل قوله له اشرب ماءا يحل ما في الكأس ؟؟ ولو أن رجلا آخر سكب ماءا في إناء وقال للأخر :" اشرب خمرا " فهل هذا يحل ما في الإناء ؟؟ أبدا لا يكون الخمر حلالا .. ولا يكون الماء حراما .. لأن العبرة بالحقائق والمعاني لا بالألفاظ والمباني .. والحق أن الكأس في المثال الأول فيه الخمر وإن قال له اشرب ماءا فقوله ماءا لا يحلل ما في الكأس ..
والنشيد في العربية من نشد الشئ إذا رفع الصوت به ..
فالشعر ورفع الصوت به هذا مشروع .. وكان النبي صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري في الأدب المفرد يقول :" الشعر كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح "
وكان يقول لحسان بن ثابت :" اهجهم ورب القدس معك "
أما أن نجعل النشيد غناءا أو أو نسمي الغناء نشيدا ونقول هذا نشيد فحلال .. فهذا حاله كحال من سكب الخمر في إناء وقال ماء فحلال .. فالعبرة بحقائق الأشياء ..
غن وتغن بالشئ أي مطط الكلام وأتى بالأوزان التييعرفها أهل الصنعة اليوم ..
فالبعض اليوم يفرغ نغمات و أوزان الأغاني المعروفة ويغيرون كلماتها وينشدون ويقولون هذا نشيد والنشيد حلال ويأتي بفتاوي العلماء في ذلك .. وهذا في الأصل ليس بنشيد إنما هو غناء والنغمة فيه كانت يوما من الأيام غناءا معروفة ..
فالغناء ممنوع لذاته .. لإن صحبه كلام فيه مخالفة في الشرع كمدح الخمر مثلا أو ذكر عورات أو ترويج الفسق فيكون الغناء في هذه الحالة حرام من وجهين .. لإن صحب ذلك آلات الطرب والمعازف فيكون حرام من ثلاثة أوجه .. وإن صحب ذلك رقص واختلاط الرجال بالنساء فيكون حرام من أربعة أوجه أو خمسة .
كالخنزير كما قال الإمام أحمد :" من أكله فقد ارتكب حراما من وجه .. فإن سرقه وأكله فقد ارتكب حراما من وجهين فإن أكله من غير تذكية فقد ارتكب حراما من ثلاثة أوجه ."
هذا وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والله الموفق .
والسلام عليكم ورحمة الله
والصلاة والسلام على نبيه الكريم
وعلى آله الطيبين وصحبه الطاهرين ومن نحى منحاه
ونهج نهجه واقتفى آثره وسلك سبيله إلى يوم الدين وبعد :
حياكم الله تعالى أسأل الله تعالى أن يبصرنا بديننا ويرزقنا الثبات عليه إلى يوم نلقاه .. آمين
إخواني أريد أن نحلل مسألة من المسائل التي كثر الحديث عنها .. ونسلط عليها الأضواء لتتجلى لنا وتتضح بفضل الله تعالى .. لإغنه قد كثر الحديث عنها في هذه الأيام .. ونحن أمة الدليل و لا نقبل القول بدونه البته ..
ونحن فخورون بهذا والله كيف لا ؟ و الدليل هو النور الذي ينير لنا الطريق إلى الله تبارك وتعالى .. قال طلق بن حبيب في تفسير التقوى ولا أعلم أحدا فسر التقوى بأقوى ما فسرها به طلق فلقد سدد ووفق في حدها يقول رحمه الله :" التقوى أن تعمل على طاعة الله على نور من الله ترجوا ثواب الله وأن تترك معاصي الله على نور من الله تخشى عقاب الله " يقول على نور أي على علم أي بالدليل .. تعلم الحرام بالدليل والحلال بالدليل فتترك هذا بعلم وتعمل هذا بعلم .. فهذا هو دأب آبائنا من السلف ولنا فيهم أسوة ..
أولائك آبائي فأتني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير المجامع .
المسألة هي عبارة عن سؤال يتبادر في ذهن كل واحد منا خصوصا في هذه الأيام التي توسع فيها القوم كثيرا .. وأدى بهم هذا التوسع إلى أشياء يقولون لا شئ فيه مستندين إلى فتاوي بعض العلماء.. وسوف نبينها ونجليها بفضل الله تبارك وتعالى ..وأرجوا على كل قارئ أن يقرأ البحث كله إن تيسر له .. لأنه إذا قرأ البعض منه قد يخرج بفكرة غير التي أريد ..والله الموفق ..
المسألة :
هل الأصل في الغناء الحل أم الحرمة ؟
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما وابن ماجة في سننه وغيرهم عن عائشة رضي الله عنها قالت :" دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار في يوم بعاث , قالت وليستا بمغنيتين , فقال أبو بكر : أبمزمور الشيطان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم , وذلك في يوم عيد الفطر , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا "
النبي صلى الله عليه وسلم أقر أبا بكر رضي الله عنه لما قال : أبمزمور الشيطان في بيت النبي .. ولم يقل له لا إنه ليس كذلك مثلا أو شئ من هذا .. إنما أقره على تسميته مزمار الشيطان .. فسمى أبو بكر رضي الله عنه وهو من هو في الفقه والفهم والعلم و معرفة أسرار الشريعة ومقاصدها وأنه شبعان ريان من حال النبي صلى الله عليه وسلم فهو الصديق والصاحب رضي الله عنه سمى ذلك بمزمور الشيطان .
والنبي صلى الله عليه وسلم رخص للجواري الصغار اللاواتي لسن بمغنيات في يوم العيد أن يقلن شيئا من الغناء على مسامعه صلى الله عليه وسلم .
إذن الأصل في الغناء الحرمة وليس الحل .. هذا إذا كان الغناء خارج يحوي كلام الخناء والفحش والبذاءة .. وكان خاليا من آلات الطرب وسائر المخالفات الشرعية .. فالغناء ممنوع لذاته وهو في أصله حرام ...
واليوم ولا حول ولا قوة إلا بالله يمارس الغناء باسم النشيد .. ونحن نعلم أن "العبرة بالحقائق والمعاني لا بالألفاظ والمباني " .. أرأيتم لو أن رجلا سكب خمرا في كأس فقال للأخر :" اشرب ماءا : فهل قوله له اشرب ماءا يحل ما في الكأس ؟؟ ولو أن رجلا آخر سكب ماءا في إناء وقال للأخر :" اشرب خمرا " فهل هذا يحل ما في الإناء ؟؟ أبدا لا يكون الخمر حلالا .. ولا يكون الماء حراما .. لأن العبرة بالحقائق والمعاني لا بالألفاظ والمباني .. والحق أن الكأس في المثال الأول فيه الخمر وإن قال له اشرب ماءا فقوله ماءا لا يحلل ما في الكأس ..
والنشيد في العربية من نشد الشئ إذا رفع الصوت به ..
فالشعر ورفع الصوت به هذا مشروع .. وكان النبي صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري في الأدب المفرد يقول :" الشعر كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح "
وكان يقول لحسان بن ثابت :" اهجهم ورب القدس معك "
أما أن نجعل النشيد غناءا أو أو نسمي الغناء نشيدا ونقول هذا نشيد فحلال .. فهذا حاله كحال من سكب الخمر في إناء وقال ماء فحلال .. فالعبرة بحقائق الأشياء ..
غن وتغن بالشئ أي مطط الكلام وأتى بالأوزان التييعرفها أهل الصنعة اليوم ..
فالبعض اليوم يفرغ نغمات و أوزان الأغاني المعروفة ويغيرون كلماتها وينشدون ويقولون هذا نشيد والنشيد حلال ويأتي بفتاوي العلماء في ذلك .. وهذا في الأصل ليس بنشيد إنما هو غناء والنغمة فيه كانت يوما من الأيام غناءا معروفة ..
فالغناء ممنوع لذاته .. لإن صحبه كلام فيه مخالفة في الشرع كمدح الخمر مثلا أو ذكر عورات أو ترويج الفسق فيكون الغناء في هذه الحالة حرام من وجهين .. لإن صحب ذلك آلات الطرب والمعازف فيكون حرام من ثلاثة أوجه .. وإن صحب ذلك رقص واختلاط الرجال بالنساء فيكون حرام من أربعة أوجه أو خمسة .
كالخنزير كما قال الإمام أحمد :" من أكله فقد ارتكب حراما من وجه .. فإن سرقه وأكله فقد ارتكب حراما من وجهين فإن أكله من غير تذكية فقد ارتكب حراما من ثلاثة أوجه ."
هذا وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والله الموفق .
والسلام عليكم ورحمة الله