المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كنت أظن ...ولكني اكتشفت...فقررت !!! {4} متجدد ان شاء الله


الثلايا
10-03-2011, 04:07 PM
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSRf0l7XNgpagMVUDVk2DzK93LpEapsi rjFyQxBehRALfD3usFM (http://www.monms.com/vb)


http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTjigj5HhZz4jzoHn24VMq8KYbRi90y5 eKFNZkWVXwkcmXNwr2_ (http://www.monms.com/vb)

هذه مجموعة دروس تربوية لأحد آباءنا المجربين لشتى دروس الحياة لخصوها لنا كي نتعلم منها شارح هذه الدروس هو الاخ ابو مهند الفهري

(الدرس الرابع)


كنت أظن . .



أن الهموم والقضايا التي تحيط بالمسلم، ابتداءً بما يحمله من هموم آخرته، وما فيها من أهوال وشدائد، ومروراً بهموم دنياه وما يواجهه فيها من فتن ومصاعب، ووصولاً إلى هموم أمته، وما نزل بها من نكبات ومصائب؛ كفيل بألا يجعل إلى قلب المسلم سبيلاً للترويح والمزاح!! وبالتالي فحياة الملتزم غالباً ما يسيطر عليها الهم والحزن!!

http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTSdJD6FnrutWElOJRhgzuJjSNlEMgS4 g6ePb1X7mFornnhDapS2w (http://www.monms.com/vb)

ولكني اكتشفت . .



أن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي نزل عليه الوحي بثقله، وحمَّله أعظم الهموم وأجلها، متمثلة في تأدية أمانة تبليغ الرسالة التي كلفه الله بها، ناهيك عن كونه قد رأي الجنة ونعيمها!! والنار بأهوالها رأي العين!! وهذا وحده كفيل بأن يذهب بعقل أي واحدٍ منَّا!!

غير أنه على الرغم من ذلك؛ كان يعلمنا كيف نتعامل مع بشريتنا بواقعية متميزة، بل ونهانا عن توهم إمكانية العيش كملائكة، وذلك من خلال عتابه للصحابي الجليل حنظلة الأسيدي رضي الله عنه، حينما اتهم نفسه بالنفاق؛ لمجرد أنه كان إذا انصرف من عند النبي صلى الله عليه وسلم داعب الأهل والأولاد!!

فعاتبه (صلى الله عليه وسلم) قائلاً : (يا حنظلة ساعة وساعة) وكررها ثلاثاً!! كما أنه كثيراً ما كان يداعب صحابته للترويح عن نفوسهم (البشرية) حتى قالوا له فيما رواه الترمذي : يارسول الله إنك لتداعبنا!! فقال : "إني لا أقول إلا حقاً" فها هو (صلى الله عليه وسلم) يمازح بلالاً حين أراد أن يضحي بكبش، فلم يجد إلا ديكاً، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم هل يجزئ عنه، فقال له صلى الله عليه وسلم :

(أيضحي مؤذن بمؤذن)؟!

وهذه امرأة تسأله أن يعطيها بعيراً لتركبه فقال لها : "أحملك على ولد الناقة" فتعجبت!! ما تصنع بولد الناقة، قال لها : "وهل تلد الإبلَ إلا النوقُ؟!"
وسأل امرأة ذات مرة : أزوجك الذي في عينه بياض؟! فقالت : عقرى أي (يا ويلي) فقال لها (صلى الله عليه وسلم) : "وهل من عين إلا وفيها بياض"؟!
بل وتصفه حبيبته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين سُئلت عن حاله إذا خلا في بيته (صلى الله عليه وسلم) فقالت: "كان ألين الناس وكان رجلاً من رجالكم إلا أنه كان ضحاكا بساما"

هذه الأمثلة وغيرها، تؤكد على إدراك النبي صلى الله عليه وسلم التام لطبيعة النفس البشرية، وتعطي نماذج عملية، بل ومثالية في كيفية التعامل معها، ففي النفس بواعث الفرح والحزن، والضحك والبكاء، والحب والبغض، والرضا والغضب، والحماسة والخوف، فكان من البديهي أن يتيح لها منهج الله الشامل الوافي نصيبها المقسوم من التفاعل الطبيعي مع كل ذلك (كنفس بشرية) ولكن في إطار توجيهات وسطية دونما إفراط أو تفريط، وكل من يتوهم عكس ذلك فهو واهم، أو إن شئت فقل، لم يبلغ وعيه القدر الكافي بشمولية هذا الدين!!


http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTSdJD6FnrutWElOJRhgzuJjSNlEMgS4 g6ePb1X7mFornnhDapS2w (http://www.monms.com/vb)
فقررت . .



أن أعيش بدين الله كما أراده الله لي (كنفس بشرية) منسجماً بهذا التوازنٍ التام بين ما أملك من الصفات البشرية، متفاعلاُ بمتطلباتها في حدود من الأطر الشرعية، وبين ما أواجهه من الأحداث الدنيوية، متفاعلاً معها بقلب المسلم (القدوة) الذي يرشد الناس (بأفعاله) لا بمجرد أقواله فحسب إلى التصرف الصحيح في كل موقف، وكذا بين ما أرجوه من التطلعات الأخروية، بإخلاص القلب لله، وتحويل كل عمل دنيوي بالنية الصادقة إلى عبادة أخروية!!

فأخالط الناس مبتسماً ضحوكاً، وأكون بحكمتي قريباً منهم، وفي كل مواقفي وأطروحاتي مؤثراً لا متأثراً، وأتفاعل مع قضايا الأمة، ولكن دون إتاحة الفرصة للهموم لكي تهزمني، وإنما أبعث بها مع أول تنهيدة عبر الأمال العريضة إلى آفاق الوعد المحتوم بنصر الله تعالى لهذا الدين، دونما تقاعس عن بذل كل ما في مقدوري من النصرة، ولو بالدعاء بظهر الغيب لإخواني.

وهكذا لو تفاعل المسلم مع كل ما يعترضه من أحدث من خلال هذا المنظور الواقعي للتفاعل الإيجابي بمنهج هذا الدين، سواءً مع نفسه أو مع البيئة المحيطة به، فلن يعرف البؤس إلى حياته طريقاً!!

بل سوف يشعر بسعادة بالغة تغمر حياته، هذا إلم يفاجأ يوماً من الأيام بأنه قد صار بحكمته وسعة صدره؛ مصدر السعادة للكثيرين من حوله!!

إن تصويب المسلم بصره نحو آخرته، وثبات أقدامه على طريق رضوان ربه، وتذليل الصعاب أمام مسيرته بما كان من هدي نبيه، لهو المنهج الشامل الذي يجعل المسلم يحترف كيف يتفاعل بهذا الدين، روحاً وقلباً، جسداً ونفساً، مشاعراً وعقلاً، عزلة واختلاطاً، فرحاً وحزناً، يسراً وعسراً، ليجعل من مسيرته كلها، أفضل رحلة إلى الله والدار الآخرة!!

تماماً كما كان حال النبي صلى الله عليه وسلم



تابعوا . .

محبكم
أبو مهند القمري

nanasaf
10-03-2011, 07:52 PM
كلام جميل جدا

ابتسامة
10-03-2011, 11:06 PM
كلام رأئع وطرح مميز فعلا هذه هي الوسطية في ديننا
وهذه هي أخلاق نبينا محمد عليه الصلاة والسلام
بأبي هو وأمي مابعث إلا رحمة للعالمين
جزاك الله خير أخي الثلايا على هذا الموضوع القيم والمفيد
جعله الله في ميزان حسناتك
وجزى الله خيرا الأخ ابو مهند على هذا الكلام الرائع
ونفع بكم الإسلام والمسلمين

ســـيـبـرو
10-03-2011, 11:24 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

كلام جميل جدا وفي مكانه ..
كيف لا وهو من أخلاق نبينا الصادق الأمين ..
هذه هي أخلاق سيد الأنام .. محمد (صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين )
شكرا لك أخي الثلايا جوزيت خيرا على هذا الطرح المتجدد والمفيد ..
بارك الله فيك أنت والأخ أبو مهند ..
جعل الله هذا في ميزان حسناتكم ..
خالص الشكر والتقدير لكما ..
بأنتظار الدرس القادم بأذن الله ..

بــــــــــالــــــــتــــــــــوفــــــــيـــــــ قـــــ ..

BLOOD
10-04-2011, 01:48 AM
جزاك الله خير

كم سيحزننى انى لن ارى باقى تلك الكلمات

ماذا تفعل اخى الثلايا لو قلت لك انى لن ادخل المنتدى ثانيا

واريد ان اتابع موضوعك هذا .هل ستسعى للوصول لى ؟؟؟ لنشر العلم ابتغاء مرضات الله

بون كلاي احبك
10-04-2011, 09:04 PM
الله استخدمني لنصرة دينك وكتابك ونبيك

اللهم اجزي مشرفنا عنا خير

الثلايا
10-10-2011, 05:23 PM
جزى الله خيرا من مر على الموضوع ومن شاهد ومن رد
حفظ الله الجميع

Alaa Hatim
10-10-2011, 06:30 PM
جزااااااااااااك الله خيرا

هذا أكثر درس أعجبنى

أرجو ألا تحرمنا منها

exe
10-11-2011, 06:22 AM
السلام عليكم

يعطيك العافية ،، على الموضوع الجميل

وانتظر ابداعاتك القادمة

تقبل مروري

شكر + تقيم

في أماان الله

yacine manga
10-12-2011, 05:54 PM
مواضيعك دائما جميلة ومفيدة لقد وفقتي أختي بأذن الله

صادق العهد*$*
10-15-2011, 07:20 PM
جزاك الله ألف خير