مروة
08-16-2011, 03:48 PM
بسم الله ابتدي
اخوتي الافاضل
يشرفني ان ابتدأ اول موضوع لي
في قسم الاسلاميات
عسى ان ننال منه العبرة َ والموعظه والفائده
الموضوع طويل بعض الشيء
لكنه مليء بالعبر
الرجاء الانتباه ومشاهدة رابط الفديو في آخر الموضوع
بسم الله الرحمن الرحيم
اخوتي واخواتي الاعزاء
هل سألنا انفسنا ماذا اعددنا ليوم الحساب (http://www.3iny3ink.com/forum/t47106.html) واهواله ؟؟
هل فكرنا ولو لمره بجديه حقيقيه لما بعد عالمنا وحياتنا هذه ؟؟
يا ترى هل عملنا بجهد واستحقاق لما نبغي ونروم ؟؟
اكيد امنية كل من يقرأ هذا الموضوع امنية كل مسلم ان يدخل الجنه وهذا ما لا يقبل
النقاش اوالجدل
فهل عملنا ما يستحق لننال مبتغانا ؟؟
يجب علينا كمسلمين ان نعرف اهوال هذا اليوم لكي يتعظ من لم يعمل بحساب هذا اليوم
ويزيد بصلاح اعماله من يفكر ويعمل لهذا اليوم اللذي لا مفر منه
ولا يغني عنه لا مال ولا بنون ...
وجاءت سكرة الموت بالحق
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, أما بعد:
هو الـموت ما منه ملاذ ومــهرب ******* متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب
نؤمــل آمالا ونرجـوا نتاجهـــا ******* لعل الرجا مما نرجـــيه أقرب
ونبني القصور المشمخرات في الهوى ******* وفي علمنا أنا نموت وتخــرب
إلى الله نشــكو قــسوة في قلوبنا ******* وفي كل يوم واعظ الموت ينـدب
وصف الموت:
حضرت الوفاةُ عمرو بن العاص الذي يسمى أرطبون العرب لأنه كان داهية من الدهاة , ولكن لا حيلة مع الموت... أبطل الموتُ حيلةَ الدهاة , وأعدم الموت قوة الأقوياء , ونسف الموت بنيان الأغنياء , فلما أصبح في سكرات الموت قال له ابنه عبد الله الزاهد: يا أبتِ صف لي الموت, فإنك أصدق واصف للموت! (لأنه الآن يعاني سكرات الموت)
قال: يا بني, والله كأن جبال الدنيا على صدري , وكأني أتنفس من ثقب الإبرة.....
وأورد ابن رجب أن كعب الأحبار قال له عمر رضي الله عنه : صف لي الموت.
قال: يا أمير المؤمنين , ما مثل الموت إلا كرجل ضُرب بغصن من شوك من سدر أو طلح فوقعت كل شوكة في عرق , فسحب الغصن فانسحب معها كل عرق في الجسم.
إذا وضعت في الحفرة:
والله لو عاش الفتى في عمره ****** ألفا من الأعوام مالك أمره
متنعما فيها بكـل لذيــذة ******* متلذذا فيها بسـكن قصره
لا يعتريه الهم طول حـياته ******* كلا ولا ترد الهموم بصدره
ما كان ذلك كــله أن يفي ******* فيها بأول ليلة في قبــره
كان عمر بن عبد العزيز أميرا من أمراء الدولة الأموية يغير الثوب في اليوم أكثر من مرة وعنده المال والخدم والقصور والمطاعم والمشارب وكل ما اشتهى وكل ما طلب وكل ما تمنى.
فلما تولى الخلافة وتقلد ملك الأمة الإسلامية انسلخ من ذلك كله لأنه تذكر أول ليلة في القبر.
وقف على المنبر يوم الجمعة, وقد بايعته الأمة و حوله الأمراء والوزراء والشعراء والعلماء و قواد الجيش فقال: خذوا بيعتكم. فقالوا: ما نريد إلا أنت , فتولاها. فما مر عليه أسبوع أو أقل إلا وقد هزل, وضعف وتغير لونه, ولم يكن عنده إلا ثوب واحد.....!
فأراد المسلمون أن يعرفوا سبب ضعفه الذي بدا ظاهرا عليه فجأة فقالوا لزوجته: ما لعمر قد تغير؟
قالت: والله ما ينام الليل ووالله إنه ليأوي إلى فراشه فيتقلب كأنه نائم على الجمر, ويقول: آه لقد توليت أمر أمة محمد صلى الله عليه و آله وسلم وسوف يسألني يوم القيامة الفقير والمسكين والطفل والأرملة.
ويحكى عنه أيضا, أنه خرج من صلاة العيد فلما مر بالمقبرة وقف وبكى بكاء طويلا ثم قال: يا أيها الناس هذه قبور أجدادي وآبائي وإخواني... وجيراني.
أتدرون ماذا فعل بهم الموت؟
ثم بكى بكاء طويلا... فقال الناس: ماذا فعل يا أمير المؤمنين؟
قال: يقول الموت: إنني فقأت الحدقتين, وأكلت العينين, وفصلت الكفين عن الساعدين, والساعدين من العضدين, والعضدين من الكتفين, والقدمين من الساقين, والساقين من الركبتين, وفصلت كل شيء على حدة.
ثم بكى فبكى الناس جميعا البار والفاجر....
أتيت القبور فناديتـها ******* أين المعظم والمحــتقر
تفانوا جميعا فما من خبر ******* وماتوا جميعا ومات الخبر
قال الله الملك الجبار المتكبر المتعال: { وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد* ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد * وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد * لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد }.
جاء في التاريخ أن هارون الرشيد الخليفة العباسي الذي تحدى الغمام والسحب أن تمطر أرضه بنى قصرا مشيدا في بغداد وقال للشعراء: ادخلوا علي (ليمدحوه)
فدخلوا جميعا ثم دخل أبو العتاهية الزاهد فقال لهارون في قصيدة:
عش ما بدا لك سالما ******* في ظل شاهقة القصور
فقال هارون وقد ارتاح وانبسط وهش وبش: هيه يعني زد.
فقال أبو العتاهية:
يجري عليك بما أردت ****** مع الغدو مع البكور
قال: هيه.
فقال:
فإذا النفوس تغرغرت ****** بزفير حشرجة الصدور
فهناك تعلم موقنــا ****** ما كنت إلا في غرور
فهوى يبكي حتى أغمي عليه...
من ساعات الموت عند الصالحين:
معاذ بن جبل رضي الله عنه.... أتته سكرات الموت مع الفجر , فقال اللهم إني أعوذ بك من صباح إلى النار, اللهم إنك تعلم أني لم أحبب الحياة لغرس الأشجار ولا لجري الأنهار ولا لعمارة الدور, ولا لبناية القصور , لكني كنت أحب الحياة لثلاث خصال:
لمكابدة الهواجر ( أي صيام الأيام الحارة ).
ولقيام الليل.
ولمزاحمة العلماء في حلق الذكر.
أما نحن لو سُـئـلـنـا لقلنا: كنا نحب الحياة لنزور فلانا وعلانا, ولنركب السيارة الفاخرة , ونسكن في الشقة الوثيرة ولنتمتع بالأطعمة الفاخرة ... والله المستعان.
وعامر بن ثابت بن الزبير كان يسأل الله الميتة الحسنة , فلما سئل عنها قال: أن يتوفاني الله وأنا ساجد. فصلى المغرب يوما فقبضه الله وهو في السجود من الركعة الأخيرة, فطوبى لهم من قوم صالحين.
فيا عباد الله اغتنموا أوقاتكم بالطاعات والعبادات لعل الله يرحمكم, واحرصوا على أوقاتكم أشد الحرص, فالوقت هو الحياة...
دقات قلب المرء قائلة لـــه ******* إن الحياة دقائق وثـوان
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها ******* فالذكر للإنسان عمر ثان
واعمل لتلك الساعة التي ستتمنى فيها العمل ولكنك لن تستطيع...
خرس إذا نودوا كأن لم يعلموا ******* أن الكلام حلال مطلق!!!
أخي المسلم : هل رأيت القبور؟ هل رأيت ظلمتها؟ هل رأيت وحشتها؟ هل رأيت شدتها؟ هل رأيت ضيقها؟ هل رأيت هوامها وديدانها؟
أما علمت أنها أعدت لك كما أعدت لغيرك؟
أما رأيت أصحابك وأحبابك وأرحامك نقلوا من القصور إلى القبور .. ومن ضياء المهود إلى ظلمة اللحود .. ومن ملاعبة الأهل والولدان إلى مقاساة الهوام والديدان .. ومن التنعيم بالطعام والشراب إلى التمرغ في الثرى والتراب .. ومن أنس العشرة إلى وحشة الوحدة .. ومن المضجع الوثير إلى المصرع الوبيل؟ فأخذهم الموت على غرة، وسكنوا القبور بعد حياة الترف واللذة ، وتساووا جميعاً بعد موتهم في تلك الحفرة، فالله نسأل أن يجعل قبورنا روضة من رياض الجنة .
* فيا إخوتاه ! ألا تبكون من الموت وسكرته ؟
* ويا إخوتاه ! ألا تبكون من القبر وضمته ؟
* ويا أخوتاه ! ألا تبكون خوفاً من النار في القيامة ؟
* ويا إخوتاه ! ألا تبكون خوفاً من العطش يوم الحسرة والندامة ؟
المنهمك في الدنيا المكب على غرورها يغفل قلبه لا محالة عن ذكر الموت فلا يذكره، وإذا ذكر به كرهه وبغضه.. أولئك هم الذين قال الله تعالى فيهم {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ..}.
أما التائب فإنه يكثر من ذكر الموت لتنبعث به من قلبه الخشية فيفي بتمام التوبة، وربما يكره الموت خوفاً من أن يخطفه قبل تمام التوبة.
وقال الحسن: فضح الموت الدنيا فلم يترك لذي لب فرحاً.
وقال أبو الدرداء: إذا ذكرت الموتى فعد نفسك كأحدهم.
وقال مطرف بن عبد الله: لو علمت متى أجلي لخشيت على ذهاب عقلي، ولكن الله تعالى من على عباده بالغفلة عن الموت، ولولا الغفلة ما تهنأوا بعيش ولا قامت بينهم الأسواق.
وقال الحسن:السهو والأمل نعمتان عظيمتان على بني آدم، ولولاهما ما مشى المسلمون في الطرق.
إن أهم أسباب طول الأمل حب الدنيا وكل من كره شيئاً رفعه من نفسه، والإنسان شغوف بالأماني الباطلة فيمني نفسه أبداً بما يوافق هواه، والذي يوافق هواه البقاء في الدنيا، فيلهو عن ذكر الموت، فإن خطر له الاستعداد للموت سوّف ووعد نفسه إلى أن يكبر، أو يصير شيخا، أو يفرغ من بناء، الدار أو يرجع من السفر، أو يفرغ من مسكن هذا الولد، فلا يخوض في شغل إلا ويتعلق بإتمام ذلك الشغل عشرة أشغال أخر، فالذي يدعوه إلى التسويف الآن هو معه غداً، فما قضى أحد منها لبناته وما انتهى أب إلى أرب، ولا علاج لذلك إلا الإيمان باليوم الآخر وبما فيه من عظيم العقاب وجزيل الثواب. ومهما حصل له اليقين بذلك ارتحل عن قلبه حب الدنيا، فإن حب الخطير هو الذي يمحو حب الحقير، ولا علاج في تقدير الموت في القلب مثل النظر إلى من مات.
مراتب الناس في طول الأمل وقصره
من الناس من يأمل البقاء، ويشتهي ذلك أبداً، { يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ}.
ومنهم من يأمل البقاء إلى الهرم وهو أقصى العمر الذي شاهده ورآه وهذا هو الذي يحب الدنيا حباً شديداً.
1- ومنهم من يأمل إلى سنة، فلا يشتغل بتدبير ما وراءها فلا يقدر لنفسه وجوداً، في عام قابل.
إن علامة التوفيق أن يكون التوفيق نصب العين لا يغفل عنه ساعة فليستعد للموت فإن عاش إلى المساء شكر الله تعالى على طاعته، وفرح أنه لم يضع نهاره، بل استوفى منه حظه وادخر لنفسه، ثم يستأنف مثله إلى الصباح، ولا يتيسر هذا إلا لمن فرغ القلب عن العز فمثل هذا إذا مات سعد وإن عاش سر بحسن الاستعداد ولذة المناجاة.
قال الحسن: تصبروا وتشددوا فإنما هي أيام قلائل وإنما أنتم ركب وقوف يوشك أن يدعى الرجل منكم فيجيب ولا يلتفت، فانتقلوا بصالح ما بحضرتكم. وقال ابن مسعود: ما منكم من أحد أصبح إلا هو ضيف ومالُه عارية، والضيف مرتحل والعارية مؤادة.
في سكرات الموت
اعلم أنه لو لم يكن بين يدي العبد المسكين كرب ولا هول ولا عذاب سوى سكرات الموت لكان جديراً بأن يفارقه سهوه وغفلته ويستعد له، لاسيما وهو في كل نفس بصدده.
ومع سكرات الموت يقول النبي صلى الله عليه وسلم :" إن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته، وإن الكافر إذاحضره بشر بعذاب الله وعقوبته".
واعلم أن المحبوب عند الموت من صورة المحتضر هو الهدوء والسكون، ومن لسانه أن يكون ناطقاًُ بالشهادة، ومن قلبه أن يكون حسن الظن بالله تعالى.
وينبغي للملقن أن لا يلح في التلقين ولكن يتلطف، فربما لا ينطق لسان المريض فيشق عليه ذلك، ويؤدي إلى استثقاه التلقين.
وقد قيل لعبد الملك بن مروان في مرضه الذي مات فيه:
كيف تجدك يا أمير المؤمنين؟
قال: أجدني كما قال الله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ ..} ومات.
- كان أبو هريرة إذا رأى جنازة قالامضوا فإنا على الأثر).
إن البصير هو الذي ينظر إلى قبر غيره فيرى مكانه بين أظهرهم فيستعد للحوق بهم، ويعلم أنهم لا يبرحون من مكانهم ما لم يلحق بهم.
واعلم أنك لوعرضت على ميت يوماً من أيام عمرك الذي هو مضيع لكان ذلك اليوم أحب إليهم من الدنيا لأنهم عرفوا قدر الأعمار وانكشفت لهم حقائق الأمور؛ فإنما حسرتهم على يوم من العمر ليتدارك المقصر به تقصيره، فيتخلص من العقاب، وليستزيد المؤمن به رتبته فيتضاعف له الثواب، فإنهم عرفوا قدر العمر على ساعة من الحياة، وأنت قادر على تلك الساعة وغيرها، وأنت مضيع للجمع.
مما يساعد على عدم التأسف على الميت من ولد ووالد أو قريب أن يعلم أنه سافر إلى موطنه وأنه سيلحق به،
ويستحب الثناء على الميت وألا يذكر إلا بالجميل.
" لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا".
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إذا مات أحدكم عرض عليه غدوة وعشية، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، ويقال هذا مقعدك حتى تبعث إليه يوم القيامة".
قال الله تعالى:{.. وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ }.
إن أعلم العلماء وأحكم الحكماء ينكشف له عقِب الموت من العجائب والآيات ما لم يخطر قط على باله، فلو لم يكن للعاقل هم إلا الفكر في خطر تلك الحال وما الذي ينكشف عنه الحجاب... هل هي شقاوة لازمة أم سعادة دائمة؟! لكان ذلك كافياً في استغراق العمر في الإيمان والعمل الصالح قال تعالى: { فَأَمَّا مَن طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى}.
ولو خرجنا من مكمن الغرور وأنصفنا أنفسنا لعلمنا أننا من حين نصبح إلى حين نمسي لا تسعى إلا في الحظوظ العاجلة ولا نتحرك ولا نسكن إلا لعاجل الدنيا. { أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ }.
تخيل نفسك وأنت واقف عار مكشوف ذليل مدحور متحير مبهوت، منتظر ما يجري عليك.
فالويل كل الويل للغافلين، الله تعالى يعرفنا غفلتنا فيقول:{ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ }
{ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ }
{ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا }
ثم بعد ذلك يكون أحسن أحوالنا أن نتخذ دراسة هذا القرآن عملاً، فلا نتدبر معانيه.
ولا ننظر في كثرة أوصاف هذا اليوم وأساميه.
في هذا اليوم سيؤخذ واحد واحد فيسأله الله تعالى شفاها عن قليل عمله وكثيره وعن سره وعلانيته وعن جميع جوراحه وأعضائه.
في هذا اليوم تتطاير الصحف، وينصب الميزان وتشخص الأبصار إلى الكتب أتقع في اليمين أم في الشمال؟!، ثم إلى الميزان أيميل إلى جانب السيئات أم إلى جانب الحسنات؟!.
إن الأمر شديد؛ فهناك يوم لا يسامح فيه بخطوة ولا يتجاوز فيه عن لطمة ولا عن كلمة حتى ينتقم للمظلوم من الظالم.
إن من اجتمعت عليه مظالم وقد تاب عنها وعسر عليه استحلال أرباب المظالم فليكثر من حسناته ليوم القصاص، وليسر ببعض الحسنات بينه وبين الله بكمال الإخلاص بحيث لا يطلع عليها أحد إلا الله.
من استقام في هذا العالم على الصراط المستقيم خف على صراط الآخرة، ونجا، ومن عدل عن الاستقامة في الدنيا وأثقل ظهره بالأوزار تعثر على الصراط.
إن الناجي من خطير الميزان هو من حاسب نفسه ووزن فيها بميزان الشرع أقواله وأفعاله.
إن الذي يحاسب نفسه إنما يحاسبها ليتوب عن كل معصية قبل الموت توبة نصوحا، ويتدارك ما فرط من تقصير في فرائض الله تعالى، ويرد المظالم ويستحل كل من تعرض بلسانه ويده وسوء ظنه بقلبه، ويطيب قلوبهم حتى يموت، وإن مات قبل رد المظالم أحاط به خصماؤه:
هذا يقول: ظلمتني.
وهذا يقول: استهزأت بي.
وهذا يقول: ذكرتني في ... بما يسوؤني.
وهذا يقول: جاورتني فغششتني.
وهذا يقول: عاملتني فغششتني.
وهذا يقول: رأيتني محتاجا وقد كنت غنيا فما أطعتمتني.
وهذا يقول: وجدتني مظلوما وكنت قادرا على دفع الظلم عني فداهنت الظالم وما راعيتني.
وهكذا حتى لم يبق في عمرك أحد عاملته في درهم أوجالسته في مجلس إلا وقد استحق عليك مظلمة بغيبة أو خيانة أو نظر بعين استهتار.
اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم.
وهذا المقطع من الفديو اتمام لموضوعي اللذي لو استرسلت فيه من حديث وجمع من معلومات لم ولن
انتهي منه لانه الى يوم نبعث لنلقى حسابنا وما عملت ايدينا مستمر
اخوتي الافاضل
يشرفني ان ابتدأ اول موضوع لي
في قسم الاسلاميات
عسى ان ننال منه العبرة َ والموعظه والفائده
الموضوع طويل بعض الشيء
لكنه مليء بالعبر
الرجاء الانتباه ومشاهدة رابط الفديو في آخر الموضوع
بسم الله الرحمن الرحيم
اخوتي واخواتي الاعزاء
هل سألنا انفسنا ماذا اعددنا ليوم الحساب (http://www.3iny3ink.com/forum/t47106.html) واهواله ؟؟
هل فكرنا ولو لمره بجديه حقيقيه لما بعد عالمنا وحياتنا هذه ؟؟
يا ترى هل عملنا بجهد واستحقاق لما نبغي ونروم ؟؟
اكيد امنية كل من يقرأ هذا الموضوع امنية كل مسلم ان يدخل الجنه وهذا ما لا يقبل
النقاش اوالجدل
فهل عملنا ما يستحق لننال مبتغانا ؟؟
يجب علينا كمسلمين ان نعرف اهوال هذا اليوم لكي يتعظ من لم يعمل بحساب هذا اليوم
ويزيد بصلاح اعماله من يفكر ويعمل لهذا اليوم اللذي لا مفر منه
ولا يغني عنه لا مال ولا بنون ...
وجاءت سكرة الموت بالحق
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, أما بعد:
هو الـموت ما منه ملاذ ومــهرب ******* متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب
نؤمــل آمالا ونرجـوا نتاجهـــا ******* لعل الرجا مما نرجـــيه أقرب
ونبني القصور المشمخرات في الهوى ******* وفي علمنا أنا نموت وتخــرب
إلى الله نشــكو قــسوة في قلوبنا ******* وفي كل يوم واعظ الموت ينـدب
وصف الموت:
حضرت الوفاةُ عمرو بن العاص الذي يسمى أرطبون العرب لأنه كان داهية من الدهاة , ولكن لا حيلة مع الموت... أبطل الموتُ حيلةَ الدهاة , وأعدم الموت قوة الأقوياء , ونسف الموت بنيان الأغنياء , فلما أصبح في سكرات الموت قال له ابنه عبد الله الزاهد: يا أبتِ صف لي الموت, فإنك أصدق واصف للموت! (لأنه الآن يعاني سكرات الموت)
قال: يا بني, والله كأن جبال الدنيا على صدري , وكأني أتنفس من ثقب الإبرة.....
وأورد ابن رجب أن كعب الأحبار قال له عمر رضي الله عنه : صف لي الموت.
قال: يا أمير المؤمنين , ما مثل الموت إلا كرجل ضُرب بغصن من شوك من سدر أو طلح فوقعت كل شوكة في عرق , فسحب الغصن فانسحب معها كل عرق في الجسم.
إذا وضعت في الحفرة:
والله لو عاش الفتى في عمره ****** ألفا من الأعوام مالك أمره
متنعما فيها بكـل لذيــذة ******* متلذذا فيها بسـكن قصره
لا يعتريه الهم طول حـياته ******* كلا ولا ترد الهموم بصدره
ما كان ذلك كــله أن يفي ******* فيها بأول ليلة في قبــره
كان عمر بن عبد العزيز أميرا من أمراء الدولة الأموية يغير الثوب في اليوم أكثر من مرة وعنده المال والخدم والقصور والمطاعم والمشارب وكل ما اشتهى وكل ما طلب وكل ما تمنى.
فلما تولى الخلافة وتقلد ملك الأمة الإسلامية انسلخ من ذلك كله لأنه تذكر أول ليلة في القبر.
وقف على المنبر يوم الجمعة, وقد بايعته الأمة و حوله الأمراء والوزراء والشعراء والعلماء و قواد الجيش فقال: خذوا بيعتكم. فقالوا: ما نريد إلا أنت , فتولاها. فما مر عليه أسبوع أو أقل إلا وقد هزل, وضعف وتغير لونه, ولم يكن عنده إلا ثوب واحد.....!
فأراد المسلمون أن يعرفوا سبب ضعفه الذي بدا ظاهرا عليه فجأة فقالوا لزوجته: ما لعمر قد تغير؟
قالت: والله ما ينام الليل ووالله إنه ليأوي إلى فراشه فيتقلب كأنه نائم على الجمر, ويقول: آه لقد توليت أمر أمة محمد صلى الله عليه و آله وسلم وسوف يسألني يوم القيامة الفقير والمسكين والطفل والأرملة.
ويحكى عنه أيضا, أنه خرج من صلاة العيد فلما مر بالمقبرة وقف وبكى بكاء طويلا ثم قال: يا أيها الناس هذه قبور أجدادي وآبائي وإخواني... وجيراني.
أتدرون ماذا فعل بهم الموت؟
ثم بكى بكاء طويلا... فقال الناس: ماذا فعل يا أمير المؤمنين؟
قال: يقول الموت: إنني فقأت الحدقتين, وأكلت العينين, وفصلت الكفين عن الساعدين, والساعدين من العضدين, والعضدين من الكتفين, والقدمين من الساقين, والساقين من الركبتين, وفصلت كل شيء على حدة.
ثم بكى فبكى الناس جميعا البار والفاجر....
أتيت القبور فناديتـها ******* أين المعظم والمحــتقر
تفانوا جميعا فما من خبر ******* وماتوا جميعا ومات الخبر
قال الله الملك الجبار المتكبر المتعال: { وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد* ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد * وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد * لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد }.
جاء في التاريخ أن هارون الرشيد الخليفة العباسي الذي تحدى الغمام والسحب أن تمطر أرضه بنى قصرا مشيدا في بغداد وقال للشعراء: ادخلوا علي (ليمدحوه)
فدخلوا جميعا ثم دخل أبو العتاهية الزاهد فقال لهارون في قصيدة:
عش ما بدا لك سالما ******* في ظل شاهقة القصور
فقال هارون وقد ارتاح وانبسط وهش وبش: هيه يعني زد.
فقال أبو العتاهية:
يجري عليك بما أردت ****** مع الغدو مع البكور
قال: هيه.
فقال:
فإذا النفوس تغرغرت ****** بزفير حشرجة الصدور
فهناك تعلم موقنــا ****** ما كنت إلا في غرور
فهوى يبكي حتى أغمي عليه...
من ساعات الموت عند الصالحين:
معاذ بن جبل رضي الله عنه.... أتته سكرات الموت مع الفجر , فقال اللهم إني أعوذ بك من صباح إلى النار, اللهم إنك تعلم أني لم أحبب الحياة لغرس الأشجار ولا لجري الأنهار ولا لعمارة الدور, ولا لبناية القصور , لكني كنت أحب الحياة لثلاث خصال:
لمكابدة الهواجر ( أي صيام الأيام الحارة ).
ولقيام الليل.
ولمزاحمة العلماء في حلق الذكر.
أما نحن لو سُـئـلـنـا لقلنا: كنا نحب الحياة لنزور فلانا وعلانا, ولنركب السيارة الفاخرة , ونسكن في الشقة الوثيرة ولنتمتع بالأطعمة الفاخرة ... والله المستعان.
وعامر بن ثابت بن الزبير كان يسأل الله الميتة الحسنة , فلما سئل عنها قال: أن يتوفاني الله وأنا ساجد. فصلى المغرب يوما فقبضه الله وهو في السجود من الركعة الأخيرة, فطوبى لهم من قوم صالحين.
فيا عباد الله اغتنموا أوقاتكم بالطاعات والعبادات لعل الله يرحمكم, واحرصوا على أوقاتكم أشد الحرص, فالوقت هو الحياة...
دقات قلب المرء قائلة لـــه ******* إن الحياة دقائق وثـوان
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها ******* فالذكر للإنسان عمر ثان
واعمل لتلك الساعة التي ستتمنى فيها العمل ولكنك لن تستطيع...
خرس إذا نودوا كأن لم يعلموا ******* أن الكلام حلال مطلق!!!
أخي المسلم : هل رأيت القبور؟ هل رأيت ظلمتها؟ هل رأيت وحشتها؟ هل رأيت شدتها؟ هل رأيت ضيقها؟ هل رأيت هوامها وديدانها؟
أما علمت أنها أعدت لك كما أعدت لغيرك؟
أما رأيت أصحابك وأحبابك وأرحامك نقلوا من القصور إلى القبور .. ومن ضياء المهود إلى ظلمة اللحود .. ومن ملاعبة الأهل والولدان إلى مقاساة الهوام والديدان .. ومن التنعيم بالطعام والشراب إلى التمرغ في الثرى والتراب .. ومن أنس العشرة إلى وحشة الوحدة .. ومن المضجع الوثير إلى المصرع الوبيل؟ فأخذهم الموت على غرة، وسكنوا القبور بعد حياة الترف واللذة ، وتساووا جميعاً بعد موتهم في تلك الحفرة، فالله نسأل أن يجعل قبورنا روضة من رياض الجنة .
* فيا إخوتاه ! ألا تبكون من الموت وسكرته ؟
* ويا إخوتاه ! ألا تبكون من القبر وضمته ؟
* ويا أخوتاه ! ألا تبكون خوفاً من النار في القيامة ؟
* ويا إخوتاه ! ألا تبكون خوفاً من العطش يوم الحسرة والندامة ؟
المنهمك في الدنيا المكب على غرورها يغفل قلبه لا محالة عن ذكر الموت فلا يذكره، وإذا ذكر به كرهه وبغضه.. أولئك هم الذين قال الله تعالى فيهم {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ..}.
أما التائب فإنه يكثر من ذكر الموت لتنبعث به من قلبه الخشية فيفي بتمام التوبة، وربما يكره الموت خوفاً من أن يخطفه قبل تمام التوبة.
وقال الحسن: فضح الموت الدنيا فلم يترك لذي لب فرحاً.
وقال أبو الدرداء: إذا ذكرت الموتى فعد نفسك كأحدهم.
وقال مطرف بن عبد الله: لو علمت متى أجلي لخشيت على ذهاب عقلي، ولكن الله تعالى من على عباده بالغفلة عن الموت، ولولا الغفلة ما تهنأوا بعيش ولا قامت بينهم الأسواق.
وقال الحسن:السهو والأمل نعمتان عظيمتان على بني آدم، ولولاهما ما مشى المسلمون في الطرق.
إن أهم أسباب طول الأمل حب الدنيا وكل من كره شيئاً رفعه من نفسه، والإنسان شغوف بالأماني الباطلة فيمني نفسه أبداً بما يوافق هواه، والذي يوافق هواه البقاء في الدنيا، فيلهو عن ذكر الموت، فإن خطر له الاستعداد للموت سوّف ووعد نفسه إلى أن يكبر، أو يصير شيخا، أو يفرغ من بناء، الدار أو يرجع من السفر، أو يفرغ من مسكن هذا الولد، فلا يخوض في شغل إلا ويتعلق بإتمام ذلك الشغل عشرة أشغال أخر، فالذي يدعوه إلى التسويف الآن هو معه غداً، فما قضى أحد منها لبناته وما انتهى أب إلى أرب، ولا علاج لذلك إلا الإيمان باليوم الآخر وبما فيه من عظيم العقاب وجزيل الثواب. ومهما حصل له اليقين بذلك ارتحل عن قلبه حب الدنيا، فإن حب الخطير هو الذي يمحو حب الحقير، ولا علاج في تقدير الموت في القلب مثل النظر إلى من مات.
مراتب الناس في طول الأمل وقصره
من الناس من يأمل البقاء، ويشتهي ذلك أبداً، { يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ}.
ومنهم من يأمل البقاء إلى الهرم وهو أقصى العمر الذي شاهده ورآه وهذا هو الذي يحب الدنيا حباً شديداً.
1- ومنهم من يأمل إلى سنة، فلا يشتغل بتدبير ما وراءها فلا يقدر لنفسه وجوداً، في عام قابل.
إن علامة التوفيق أن يكون التوفيق نصب العين لا يغفل عنه ساعة فليستعد للموت فإن عاش إلى المساء شكر الله تعالى على طاعته، وفرح أنه لم يضع نهاره، بل استوفى منه حظه وادخر لنفسه، ثم يستأنف مثله إلى الصباح، ولا يتيسر هذا إلا لمن فرغ القلب عن العز فمثل هذا إذا مات سعد وإن عاش سر بحسن الاستعداد ولذة المناجاة.
قال الحسن: تصبروا وتشددوا فإنما هي أيام قلائل وإنما أنتم ركب وقوف يوشك أن يدعى الرجل منكم فيجيب ولا يلتفت، فانتقلوا بصالح ما بحضرتكم. وقال ابن مسعود: ما منكم من أحد أصبح إلا هو ضيف ومالُه عارية، والضيف مرتحل والعارية مؤادة.
في سكرات الموت
اعلم أنه لو لم يكن بين يدي العبد المسكين كرب ولا هول ولا عذاب سوى سكرات الموت لكان جديراً بأن يفارقه سهوه وغفلته ويستعد له، لاسيما وهو في كل نفس بصدده.
ومع سكرات الموت يقول النبي صلى الله عليه وسلم :" إن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته، وإن الكافر إذاحضره بشر بعذاب الله وعقوبته".
واعلم أن المحبوب عند الموت من صورة المحتضر هو الهدوء والسكون، ومن لسانه أن يكون ناطقاًُ بالشهادة، ومن قلبه أن يكون حسن الظن بالله تعالى.
وينبغي للملقن أن لا يلح في التلقين ولكن يتلطف، فربما لا ينطق لسان المريض فيشق عليه ذلك، ويؤدي إلى استثقاه التلقين.
وقد قيل لعبد الملك بن مروان في مرضه الذي مات فيه:
كيف تجدك يا أمير المؤمنين؟
قال: أجدني كما قال الله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ ..} ومات.
- كان أبو هريرة إذا رأى جنازة قالامضوا فإنا على الأثر).
إن البصير هو الذي ينظر إلى قبر غيره فيرى مكانه بين أظهرهم فيستعد للحوق بهم، ويعلم أنهم لا يبرحون من مكانهم ما لم يلحق بهم.
واعلم أنك لوعرضت على ميت يوماً من أيام عمرك الذي هو مضيع لكان ذلك اليوم أحب إليهم من الدنيا لأنهم عرفوا قدر الأعمار وانكشفت لهم حقائق الأمور؛ فإنما حسرتهم على يوم من العمر ليتدارك المقصر به تقصيره، فيتخلص من العقاب، وليستزيد المؤمن به رتبته فيتضاعف له الثواب، فإنهم عرفوا قدر العمر على ساعة من الحياة، وأنت قادر على تلك الساعة وغيرها، وأنت مضيع للجمع.
مما يساعد على عدم التأسف على الميت من ولد ووالد أو قريب أن يعلم أنه سافر إلى موطنه وأنه سيلحق به،
ويستحب الثناء على الميت وألا يذكر إلا بالجميل.
" لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا".
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إذا مات أحدكم عرض عليه غدوة وعشية، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، ويقال هذا مقعدك حتى تبعث إليه يوم القيامة".
قال الله تعالى:{.. وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ }.
إن أعلم العلماء وأحكم الحكماء ينكشف له عقِب الموت من العجائب والآيات ما لم يخطر قط على باله، فلو لم يكن للعاقل هم إلا الفكر في خطر تلك الحال وما الذي ينكشف عنه الحجاب... هل هي شقاوة لازمة أم سعادة دائمة؟! لكان ذلك كافياً في استغراق العمر في الإيمان والعمل الصالح قال تعالى: { فَأَمَّا مَن طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى}.
ولو خرجنا من مكمن الغرور وأنصفنا أنفسنا لعلمنا أننا من حين نصبح إلى حين نمسي لا تسعى إلا في الحظوظ العاجلة ولا نتحرك ولا نسكن إلا لعاجل الدنيا. { أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ }.
تخيل نفسك وأنت واقف عار مكشوف ذليل مدحور متحير مبهوت، منتظر ما يجري عليك.
فالويل كل الويل للغافلين، الله تعالى يعرفنا غفلتنا فيقول:{ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ }
{ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ }
{ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا }
ثم بعد ذلك يكون أحسن أحوالنا أن نتخذ دراسة هذا القرآن عملاً، فلا نتدبر معانيه.
ولا ننظر في كثرة أوصاف هذا اليوم وأساميه.
في هذا اليوم سيؤخذ واحد واحد فيسأله الله تعالى شفاها عن قليل عمله وكثيره وعن سره وعلانيته وعن جميع جوراحه وأعضائه.
في هذا اليوم تتطاير الصحف، وينصب الميزان وتشخص الأبصار إلى الكتب أتقع في اليمين أم في الشمال؟!، ثم إلى الميزان أيميل إلى جانب السيئات أم إلى جانب الحسنات؟!.
إن الأمر شديد؛ فهناك يوم لا يسامح فيه بخطوة ولا يتجاوز فيه عن لطمة ولا عن كلمة حتى ينتقم للمظلوم من الظالم.
إن من اجتمعت عليه مظالم وقد تاب عنها وعسر عليه استحلال أرباب المظالم فليكثر من حسناته ليوم القصاص، وليسر ببعض الحسنات بينه وبين الله بكمال الإخلاص بحيث لا يطلع عليها أحد إلا الله.
من استقام في هذا العالم على الصراط المستقيم خف على صراط الآخرة، ونجا، ومن عدل عن الاستقامة في الدنيا وأثقل ظهره بالأوزار تعثر على الصراط.
إن الناجي من خطير الميزان هو من حاسب نفسه ووزن فيها بميزان الشرع أقواله وأفعاله.
إن الذي يحاسب نفسه إنما يحاسبها ليتوب عن كل معصية قبل الموت توبة نصوحا، ويتدارك ما فرط من تقصير في فرائض الله تعالى، ويرد المظالم ويستحل كل من تعرض بلسانه ويده وسوء ظنه بقلبه، ويطيب قلوبهم حتى يموت، وإن مات قبل رد المظالم أحاط به خصماؤه:
هذا يقول: ظلمتني.
وهذا يقول: استهزأت بي.
وهذا يقول: ذكرتني في ... بما يسوؤني.
وهذا يقول: جاورتني فغششتني.
وهذا يقول: عاملتني فغششتني.
وهذا يقول: رأيتني محتاجا وقد كنت غنيا فما أطعتمتني.
وهذا يقول: وجدتني مظلوما وكنت قادرا على دفع الظلم عني فداهنت الظالم وما راعيتني.
وهكذا حتى لم يبق في عمرك أحد عاملته في درهم أوجالسته في مجلس إلا وقد استحق عليك مظلمة بغيبة أو خيانة أو نظر بعين استهتار.
اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم.
وهذا المقطع من الفديو اتمام لموضوعي اللذي لو استرسلت فيه من حديث وجمع من معلومات لم ولن
انتهي منه لانه الى يوم نبعث لنلقى حسابنا وما عملت ايدينا مستمر