Fubukii
08-05-2011, 04:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
التفخيـــم والترقيـــق
الفهرس
تعريف التفخيم
تعريف الترقيق
تقسيم الحروف بالنسبة للتفخيم والترقيق
حكم الحرفين المتجاورين
المثلان
المتقاربان
المتجانسان
المتباعدان
الفرق بين الحرفين المتجاورين والمتباعدين
تعريف التفخيـــم
لغة : التسمين .
واصطلاحاً : سمنٌ يدخل على الحرف عند النطق به ؛ فيملأ الفم بصداه .
والتفخيم والتغليظ والتسمين ألفاظ مترادفة بمعنى واحد والمستعمل منها في اللام التغليظ وفي الراء التفخيم .
تعريف الترقيق
لغة : التنحيف .
واصطلاحاً : رقة تلحق الحرف عند النطق به فلا يمتلئ الفم بصداه .
تقسيم الحروف الهجائية بالنسبة للتفخيم والترقيق
قسم يفخم دائماً .
قسم يرقق دائماً .
قسم يفخم في بعضها أي الأحوال ويرقق في البعض الآخر .
أما القسم الذي يفخم دائماً فهو أحرف الاستعلاء السبعة المجموعة في قوله ( خص ضغط قظ ) وهي متفاوتة في هذا ا
لتفخيم قوة وضعفاً على مراتب خمسة أعلاها المفتوح وبعده ألف نحو {فصالاً} كقوله تعالى {فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ
مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا} (سورة البقرة: 233). ، ثم المفتوح وليس بعده ألف نحو {صبرًا} كقوله تعالى {فَاصْبِرْ
صَبْرًا جَمِيلاً} (سورة المعارج : 5) ، ثم المضموم نحو {فضرب بينهم} كقوله تعالى {يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ
آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ
مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ} (سورة الحديد: 13) ، ثم الساكن نحو {تقهر} كقوله تعالى {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ } سورة الضحى (9) ،
ثم المكسور نحو {خيانة} كقوله تعالى {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ}
(سورة الأنفال: 58).
أما الحروف التي ترقق دائماً : فهي أحرف الاستفال كلها عدا الألف اللينة واللام في لفظ الجلالة والراء .
أما الألف اللينة فإنها تابعة لما قبلها تفخيماً وترقيقاً فإن كان مفخماً فخمت وإن كان مرققاً رققت نحو {كان} كما في قوله
تعالى {ثُمَّ كَانَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} (سورة البلد الآية: 17) ـ {قال} كما في قوله تعالى {إِذَا
تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ} (سورة المطففين الآية: 13).
وأما اللام من لفظ الجلالة إن وقعت بعد فتح نحو {وعد الله} كما في قوله تعالى { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} (سورة المائدة الآية: 9) أو ضم نحو {عبد الله} كما في قوله تعالى {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ
كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} ( سورة الجن : 19) فخمت وإن وقعت بعد كسر نحو { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} رققت
وذلك في قول ابن الجزري :
وفخم اللام من اسم الله عن فتح أو ضم كعبد الله
حكم الراء :
وأما حكم الراء فقد تكون متحركة وساكنة والمتحركة ينظر إلى حركتها فإن كانت مكسورة كسرة أصلية أو عارضة سواء
كانت في أول الكلمة أو وسطها أو طرفها فإنها ترقق نحو (رجال ـ الصابرين ـ وأمر) مع ملاحظة أن العارضة لا تكون إلا في
الطرف نحو وأنذر الناس ، وإن كانت مفتوحة أو مضمومة تفخم سواء كانت في أول الكلمة نحو {ربكم} كما في قوله
تعالى {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} (سورة نوح الآية: 10) ـ {روح} كما في قوله تعالى {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ
رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} (سورة النحل الآية: 102) ـ أوسطها نحو {يراءون} كما في قوله
تعالى {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا
قَلِيلا} (سورة النساء الآية: 142) ـ {قروء} كما في قوله تعالى {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ } (سورة البقرة
الآية: 228) ـ أو متطرفة نحو {إن الأبرار}كما في قوله تعالى {إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا} (سورة
الإنسان الآية: 5) {هو الأبتر} كما في قوله تعالى {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ } (سورة الكوثر الآية: 3) إلا إذا كانت مفتوحة
ممالة ترقق نحو {مجريها} كقوله تعالى {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِاِسْمِ اللَّهِ مَجْرَيهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} (سورة هود: 41) .
أما الراء الساكنة فإنها تقع بعد همزة الوصل أو في وسط الكلمة أو في طرفها ، فإن كانت بعد همزة الوصل فإنها تفخم
مطلقاً سواء كانت بعد كسرها نحو {ارجع} كما في قوله تعالى { ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ
مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ} (سورة النمل الآية: 37) أو ضمها نحو {اركض} كما في قوله تعالى { ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ
بَارِدٌ وَشَرَابٌ} (سورة ص الآية: 42) ولا توجد راء ساكنة بعد همزة الوصل إلا في نحو هذين المثالين وتقع ساكنة بعد
همزة الوصل المسبوقة بفتح نحو {وارزقنا} كما في قوله تعالى {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنْ
السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ} (سورة المائدة الآية: 114) ويكون حكمها التفخيم
أيضاً أما إذا كانت الراء الساكنة متوسطة فإنها ترقق بعد كسر أصلي متصل بها ولم يقع بعدها حرف استعلاء في كلمتها
نحو {فرعون} كما في قوله تعالى {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} (سورة النازعات الآية: 17) و{مرية} كما في قوله تعالى
{أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ} (سورة فصلت الآية: 54) ، فإن وقعت ساكنة بعد كسر عارض
متصل أو منفصل فإنها تفخم نحو {اركبوا} كما في قوله تعالى {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِاِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي
لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} (سورة هود الآية: 41) ـ {لمن ارتضى} كما في قوله تعالى {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلا
لِمَنْ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} (سورة الأنبياء الآية: 28) أو وقع بعدها حرف استعلاء في كلمتها نحو
{قرطاس} كما في قوله تعالى {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ
مُبِينٌ} (سورة الأنعام الآية: 27) و{مرصادا} كما في قوله {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا } (سورة النبأ الآية: 21) . أما إذا انفصل
عنها حرف الاستعلاء أول الكلمة الثانية فإنها ترقق نحو {فاصبر صبراً جميلاً} كما في قوله تعالى { فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلا}
(سورة المعارج الآية:5) ، و{ولا تصعر خدك } كما في قوله تعالى {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ
اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور} (سورة لقمان الآية: 18) ، فإن كان حرف الاستعلاء الواقع بعدها في كلمتها مكسوراً جاز
التفخيم والترقيق وذلك في كلمة {فِرْقٍ} كما في قوله تعالى {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ
كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} (سورة الشعراء الآية: 63) لقول ابن الجزري أو الخلف في (فرق) لكسر يوجد.
أما إذا سكنت بعد فتح أو ضم سواء كانت متوسطة أو متطرفة فإنها تفخم نحو {يرجعون} كما في قوله تعالى {فَاصْبِرْ إِنَّ
وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } (سورة غافر الآية: 77) ـ {قرية} كما في قوله
تعالى {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلا نَاصِرَ لَهُمْ} (سورة محمد الآية: 13) ـ
{وانحر} كما في قوله تعالى {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } (سورة الكوثر الآية: 2) ـ {وأمر} كما في قوله تعالى {خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ
بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ} (سورة الأعراف الآية: 199) ، وتفخم أيضاً إذا كان السكون عارضاً للوقف بعد فتح أو ضم
نحو {القمر} كما في قوله تعالى { اقتربت الساعة وانشق القمر } (سورة القمر الآية 9) ـ {الدبر} كما في قوله تعالى
{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } (سورة القمر الآية: 45) .
أما إذا كانت الراء ساكنة متطرفة وحال بينها وبين الكسر ساكن غير حرف الاستعلاء فإنها ترقق نحو {الذكر} كما في
قوله تعالى {أَءُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ} (سورة القمر الآية: 25). ـ {السحر} كما في قوله تعالى
{فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرْ } (سورة يونس الآية: 81) ، وكذا حكمها الترقيق وقفاً إذا وقع قبلها ياء ساكنة
نحو {خبير} كما في قوله تعالى {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } (سورة التغابن الآية: 8) ـ
{قدير} كما في قوله تعالى {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (سورة الملك الآية: 1).
أما إذا كان الساكن الفاصل بينها وبين الكسر حرف الاستعلاء فإنها تفخم وصلاً ووقفاً في نحو { مصراً} كما في قوله
تعالى {قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ} (سورة البقرة الآية: 61) ـ
{قطرا}ً كما في قوله تعالى {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي
أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا } (سورة الكهف الآية: 96) ـ وكلمة {إخراج} حيث وقعت وكيف وقعت كما في قوله تعالى {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ
مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ
مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (سورة البقرة الآية: 240) ـ أما كلمة {مصر} في حالة الوصل تفخم قولاً واحداً كما في
قوله تعالى {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} (سورة يوسف الآية: 99) وفي
الوقف جاز فيها (أي الراء) التفخيم والترقيق ، وأما كلمة {القطر} فإنها ترقق وصلاً كما في قوله تعالى {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ
غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنْ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ
مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ} (سورة سبأ الآية: 12) وفي الوقف اختار ابن الجزري أن ترقق أيضاً والتفخيم في الوقف اختيار غيره
قال بعضهم .
واختير أن يوقف مثل الوصل في راء مصر القطر يا ذا الفضل
وقد أشار ابن الجزري إلى أحكام الراء في قوله :
ورقــق إذ مـا كســرت كذلك بعد الكسر حيث سكنت
إن لم تكن من قبل حرف اعتلا أو كانت الكسرة ليست أصلا
والخلف في فرق لكسر يوجد وأخـف تكريـراً إذا تشـدد
وأما كلمة {نذر} كما في قوله تعالى {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } (سورة القمر الآية: 30) فيكون في رائها الترقيق
والتفخيم وقفاً والترقيق أولى لأصالة كسر الراء .
حكم الحرفين المتجاورين
المثــلان :
هما الحرفان اللذان اتفقا مخرجاً واتحدا صفة كاللامين والباءين نحو {قال لهم} كما في قوله تعالى { قَالَ لَهُمْ مُوسَى
وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنْ افْتَرَى} (سورة طـه الآية: 61) (سورة طـه الآية: 61) ،
{اضرب بعصاك} كما في قوله تعالى {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ}
(سورة الشعراء الآية: 63) . (سورة الشعراء الآية: 63) .
أقسام المثلين :
ينقسم إلى :
صغير :
وهو أن يسكن الحرف الأول ويتحرك الثاني ، ويسمى صغيراً لقلة العمل فيه بالقلب ثم الإدغام .
كبـير:
وهو أن يتحرك الحرفان معاً ، ويسمى كبيراً لكثرة العمل فيه بالإسكان ثم بالقلب ثم بالإدغام .
مطلق:
وهو أن يتحرك الأول ويسكن الثاني ، ويسمى مطلقاً لخروجه عن قيد الصغير والكبير .
فالصور الثلاثة لكل من المثلين والمتجانسين والمتقاربين والمتباعدين.
حكم المثلين الصغير :
وجوب الإدغام إلا في مسألتين :
الأولى : الواو والياء المديان نحو {آمنوا وعملوا} كما في قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ
الْفِرْدَوْسِ نُزُلا} (سورة الكهف الآية: 107) {الذي يؤتى} كما في قوله تعالى { الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى} (سورة الليل الآية:
18) إذ لو أدغمنا لزال المد بالإدغام .
والثانية : هاء ماليه في { ماليه هلك } كما في قوله تعالى {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيه هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَه} (سورة الحاقة
الآية: 28 - 29) ، وحكمها جواز الإظهار والإدغام وصلاً لأنها هاء سكت ، ويكون الإظهار بسكتة لطيفة بين الهاءين مقدارها
حركتان بحركة الإصبع قبضاً أو بسطاً .
حكم المثلين الكبير :
الإظهار لحفص وغيره من طريق الشاطبية نحو {قال له} كما في قوله تعالى { قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ
تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} (سورة الكهف الآية: 66).
حكم المثلين المطلق :
وجوب الإظهار لجميع القراء نحو {تترا} كما في قوله تعالى {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا
بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ} (سورة المؤمنون الآية: 44).
المتقاربان
هما الحرفان اللذان تقاربا مخرجاً وصفة بحيث يكون مخرج أحدهما قريباً من الآخر وصفات كل قريبة من الآخر كاللام والراء
في نحو { قل رب} كما في قوله تعالى { قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ} (سورة المؤمنون الآية: 93) ـ {قال رب } كما في
قوله تعالى { قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَارًا} (سورة نوح الآية: 5) ، أو تقاربًا في المخرج دون الصفة بحيث يكون
مخرج كل منهما قريباً جداً من الآخر ولكن صفاتهما مختلفة مثل الدال والسين في { قد سمع } كما في قوله تعالى {
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} (سورة المجادلة
الآية: 1) و {عدد سنين} كما في قوله تعالى {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ } (سورة المؤمنون الآية: 112) ، أو
تقاربًا في الصفة دون المخرج بحيث تكون صفات كل منهما قريبة من صفات الآخر ولكنهما في المخرج بعيدان كالشين
والسين نحو { العرش سبيلا } كما في قوله تعالى {قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلا }
(سورة الإسراء الآية: 42) .
حكم المتقاربين الصغير :
الإظهار لحفص ـ واتفقوا على إدغام اللام في الراء إذا لم يسكت على اللام نحو {وقل رب } كما في قوله تعالى { وَقُلْ
رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ} (سورة المؤمنون الآية: 97) ، { بل ران } كما في قوله تعالى {كَلا بَلْ رَانَ عَلَى
قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (سورة المطففين الآية: 14).
حكم المتقاربين الكبير :
الإظهار لحفص نحو {قال رب} كما في قوله تعالى {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} (سورة المؤمنون الآية: 99).
حكم المتقاربين المطلق :
الإظهار لجميع القراء نحو {لن} كما في قوله تعالى {قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنْ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا} (سورة
الجـن الآية: 22) .
المتجانسان
هما الحرفان اللذان اتفقا مخرجاً واختلفا صفة سواء كان الاختلاف في صفة واحـــدة
( كالثاء والذال ) في {يلهث ذلك} كما في قوله تعالى {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ
الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} (سورة الأعراف الآية: 176) أو في أكثر نحو { قد تبين } كما في قوله تعالى {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ
قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ
عَلِيمٌ} (سورة البقرة الآية:256) و{كاد تزيغ} ـ كما في قراءة نافع في قوله تعالى {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ
وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}
(سورة التوبة الآية: 177).
حكم المتجانسين الصغير :
الإظهار نحو{ فاصفح عنهم } كما في قوله تعالى { فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} (سورة الزخرف الآية: 89)
، إلا في أربعة مواضع فيجب الإدغام فيها وهي :
1- الدال في التاء نحو {قد تبين} كما في قوله تعالى {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ} (سورة البقرة الآية: 256).
2 ـ التاء في الدال نحو { أجيبت دعوتكما } كما في قوله تعالى {قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانِ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} (سورة يونس الآية: 89)
3 ـ التاء في الطاء نحو { ودت طائفة } كما في قوله تعالى { وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلا
أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} (سورة آل عمران الآية: 69).
4 ـ الذال في الظاء نحو { إذ ظلموا } كما في قوله تعالى {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ
لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} (سورة النساء الآية: 64) .
وهناك موضعان تعين الإدغام فيهما لحفص من طريق الشاطبية والوجهان ( الإظهار والإدغام ) من طريق الطيبة وهما :
1 ـ { يلهث ذلك } كما في قوله تعالى {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ
كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} (سورة الأعراف الآية: 176) .
2 ـ { اركب معنا } كما في قوله تعالى {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ
مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ} (سورة هـود الآية:42) .
حكم المتجانسين الكبير :
الإظهار لحفص وغيره ولبعضهم الإدغام نحو {يعذب من} كما في قوله تعالى { يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ
تُقْلَبُونَ} (سورة العنكبوت الآية: 21).
حكم المتجانسين المطلق : وجوب الإظهار لجميع القراء نحو {المبطلون} كما في قوله تعالى {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ } (سورة الجاثية الآية: 27).
المتباعدان
هما الحرفان اللذان تباعدا مخرجاً وصفة كالهمز والدال في {أدنى}كما في قوله تعالى {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى }
(سورة النجم الآية: 9) .
حكم المتباعدين الصغير ، والكبير، والمطلق :
الإظهار وجوباً نحو {عليهم غير} كما في قوله تعالى {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ}
(سورة الفاتحة الآية: 7) { إبراهيم حنيفًا} كما في قوله تعالى {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ
حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ} (سورة البقرة الآية: 135) – {الحمد} كما في قوله تعالى { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
(سورة الفاتحة الآية: 2).
اتمني ان يعجبكم
التفخيـــم والترقيـــق
الفهرس
تعريف التفخيم
تعريف الترقيق
تقسيم الحروف بالنسبة للتفخيم والترقيق
حكم الحرفين المتجاورين
المثلان
المتقاربان
المتجانسان
المتباعدان
الفرق بين الحرفين المتجاورين والمتباعدين
تعريف التفخيـــم
لغة : التسمين .
واصطلاحاً : سمنٌ يدخل على الحرف عند النطق به ؛ فيملأ الفم بصداه .
والتفخيم والتغليظ والتسمين ألفاظ مترادفة بمعنى واحد والمستعمل منها في اللام التغليظ وفي الراء التفخيم .
تعريف الترقيق
لغة : التنحيف .
واصطلاحاً : رقة تلحق الحرف عند النطق به فلا يمتلئ الفم بصداه .
تقسيم الحروف الهجائية بالنسبة للتفخيم والترقيق
قسم يفخم دائماً .
قسم يرقق دائماً .
قسم يفخم في بعضها أي الأحوال ويرقق في البعض الآخر .
أما القسم الذي يفخم دائماً فهو أحرف الاستعلاء السبعة المجموعة في قوله ( خص ضغط قظ ) وهي متفاوتة في هذا ا
لتفخيم قوة وضعفاً على مراتب خمسة أعلاها المفتوح وبعده ألف نحو {فصالاً} كقوله تعالى {فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ
مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا} (سورة البقرة: 233). ، ثم المفتوح وليس بعده ألف نحو {صبرًا} كقوله تعالى {فَاصْبِرْ
صَبْرًا جَمِيلاً} (سورة المعارج : 5) ، ثم المضموم نحو {فضرب بينهم} كقوله تعالى {يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ
آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ
مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ} (سورة الحديد: 13) ، ثم الساكن نحو {تقهر} كقوله تعالى {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ } سورة الضحى (9) ،
ثم المكسور نحو {خيانة} كقوله تعالى {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ}
(سورة الأنفال: 58).
أما الحروف التي ترقق دائماً : فهي أحرف الاستفال كلها عدا الألف اللينة واللام في لفظ الجلالة والراء .
أما الألف اللينة فإنها تابعة لما قبلها تفخيماً وترقيقاً فإن كان مفخماً فخمت وإن كان مرققاً رققت نحو {كان} كما في قوله
تعالى {ثُمَّ كَانَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} (سورة البلد الآية: 17) ـ {قال} كما في قوله تعالى {إِذَا
تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ} (سورة المطففين الآية: 13).
وأما اللام من لفظ الجلالة إن وقعت بعد فتح نحو {وعد الله} كما في قوله تعالى { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} (سورة المائدة الآية: 9) أو ضم نحو {عبد الله} كما في قوله تعالى {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ
كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} ( سورة الجن : 19) فخمت وإن وقعت بعد كسر نحو { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} رققت
وذلك في قول ابن الجزري :
وفخم اللام من اسم الله عن فتح أو ضم كعبد الله
حكم الراء :
وأما حكم الراء فقد تكون متحركة وساكنة والمتحركة ينظر إلى حركتها فإن كانت مكسورة كسرة أصلية أو عارضة سواء
كانت في أول الكلمة أو وسطها أو طرفها فإنها ترقق نحو (رجال ـ الصابرين ـ وأمر) مع ملاحظة أن العارضة لا تكون إلا في
الطرف نحو وأنذر الناس ، وإن كانت مفتوحة أو مضمومة تفخم سواء كانت في أول الكلمة نحو {ربكم} كما في قوله
تعالى {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} (سورة نوح الآية: 10) ـ {روح} كما في قوله تعالى {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ
رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} (سورة النحل الآية: 102) ـ أوسطها نحو {يراءون} كما في قوله
تعالى {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا
قَلِيلا} (سورة النساء الآية: 142) ـ {قروء} كما في قوله تعالى {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ } (سورة البقرة
الآية: 228) ـ أو متطرفة نحو {إن الأبرار}كما في قوله تعالى {إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا} (سورة
الإنسان الآية: 5) {هو الأبتر} كما في قوله تعالى {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ } (سورة الكوثر الآية: 3) إلا إذا كانت مفتوحة
ممالة ترقق نحو {مجريها} كقوله تعالى {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِاِسْمِ اللَّهِ مَجْرَيهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} (سورة هود: 41) .
أما الراء الساكنة فإنها تقع بعد همزة الوصل أو في وسط الكلمة أو في طرفها ، فإن كانت بعد همزة الوصل فإنها تفخم
مطلقاً سواء كانت بعد كسرها نحو {ارجع} كما في قوله تعالى { ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ
مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ} (سورة النمل الآية: 37) أو ضمها نحو {اركض} كما في قوله تعالى { ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ
بَارِدٌ وَشَرَابٌ} (سورة ص الآية: 42) ولا توجد راء ساكنة بعد همزة الوصل إلا في نحو هذين المثالين وتقع ساكنة بعد
همزة الوصل المسبوقة بفتح نحو {وارزقنا} كما في قوله تعالى {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنْ
السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ} (سورة المائدة الآية: 114) ويكون حكمها التفخيم
أيضاً أما إذا كانت الراء الساكنة متوسطة فإنها ترقق بعد كسر أصلي متصل بها ولم يقع بعدها حرف استعلاء في كلمتها
نحو {فرعون} كما في قوله تعالى {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} (سورة النازعات الآية: 17) و{مرية} كما في قوله تعالى
{أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ} (سورة فصلت الآية: 54) ، فإن وقعت ساكنة بعد كسر عارض
متصل أو منفصل فإنها تفخم نحو {اركبوا} كما في قوله تعالى {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِاِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي
لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} (سورة هود الآية: 41) ـ {لمن ارتضى} كما في قوله تعالى {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلا
لِمَنْ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} (سورة الأنبياء الآية: 28) أو وقع بعدها حرف استعلاء في كلمتها نحو
{قرطاس} كما في قوله تعالى {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ
مُبِينٌ} (سورة الأنعام الآية: 27) و{مرصادا} كما في قوله {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا } (سورة النبأ الآية: 21) . أما إذا انفصل
عنها حرف الاستعلاء أول الكلمة الثانية فإنها ترقق نحو {فاصبر صبراً جميلاً} كما في قوله تعالى { فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلا}
(سورة المعارج الآية:5) ، و{ولا تصعر خدك } كما في قوله تعالى {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ
اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور} (سورة لقمان الآية: 18) ، فإن كان حرف الاستعلاء الواقع بعدها في كلمتها مكسوراً جاز
التفخيم والترقيق وذلك في كلمة {فِرْقٍ} كما في قوله تعالى {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ
كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} (سورة الشعراء الآية: 63) لقول ابن الجزري أو الخلف في (فرق) لكسر يوجد.
أما إذا سكنت بعد فتح أو ضم سواء كانت متوسطة أو متطرفة فإنها تفخم نحو {يرجعون} كما في قوله تعالى {فَاصْبِرْ إِنَّ
وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } (سورة غافر الآية: 77) ـ {قرية} كما في قوله
تعالى {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلا نَاصِرَ لَهُمْ} (سورة محمد الآية: 13) ـ
{وانحر} كما في قوله تعالى {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } (سورة الكوثر الآية: 2) ـ {وأمر} كما في قوله تعالى {خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ
بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ} (سورة الأعراف الآية: 199) ، وتفخم أيضاً إذا كان السكون عارضاً للوقف بعد فتح أو ضم
نحو {القمر} كما في قوله تعالى { اقتربت الساعة وانشق القمر } (سورة القمر الآية 9) ـ {الدبر} كما في قوله تعالى
{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } (سورة القمر الآية: 45) .
أما إذا كانت الراء ساكنة متطرفة وحال بينها وبين الكسر ساكن غير حرف الاستعلاء فإنها ترقق نحو {الذكر} كما في
قوله تعالى {أَءُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ} (سورة القمر الآية: 25). ـ {السحر} كما في قوله تعالى
{فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرْ } (سورة يونس الآية: 81) ، وكذا حكمها الترقيق وقفاً إذا وقع قبلها ياء ساكنة
نحو {خبير} كما في قوله تعالى {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } (سورة التغابن الآية: 8) ـ
{قدير} كما في قوله تعالى {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (سورة الملك الآية: 1).
أما إذا كان الساكن الفاصل بينها وبين الكسر حرف الاستعلاء فإنها تفخم وصلاً ووقفاً في نحو { مصراً} كما في قوله
تعالى {قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ} (سورة البقرة الآية: 61) ـ
{قطرا}ً كما في قوله تعالى {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي
أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا } (سورة الكهف الآية: 96) ـ وكلمة {إخراج} حيث وقعت وكيف وقعت كما في قوله تعالى {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ
مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ
مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (سورة البقرة الآية: 240) ـ أما كلمة {مصر} في حالة الوصل تفخم قولاً واحداً كما في
قوله تعالى {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} (سورة يوسف الآية: 99) وفي
الوقف جاز فيها (أي الراء) التفخيم والترقيق ، وأما كلمة {القطر} فإنها ترقق وصلاً كما في قوله تعالى {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ
غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنْ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ
مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ} (سورة سبأ الآية: 12) وفي الوقف اختار ابن الجزري أن ترقق أيضاً والتفخيم في الوقف اختيار غيره
قال بعضهم .
واختير أن يوقف مثل الوصل في راء مصر القطر يا ذا الفضل
وقد أشار ابن الجزري إلى أحكام الراء في قوله :
ورقــق إذ مـا كســرت كذلك بعد الكسر حيث سكنت
إن لم تكن من قبل حرف اعتلا أو كانت الكسرة ليست أصلا
والخلف في فرق لكسر يوجد وأخـف تكريـراً إذا تشـدد
وأما كلمة {نذر} كما في قوله تعالى {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } (سورة القمر الآية: 30) فيكون في رائها الترقيق
والتفخيم وقفاً والترقيق أولى لأصالة كسر الراء .
حكم الحرفين المتجاورين
المثــلان :
هما الحرفان اللذان اتفقا مخرجاً واتحدا صفة كاللامين والباءين نحو {قال لهم} كما في قوله تعالى { قَالَ لَهُمْ مُوسَى
وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنْ افْتَرَى} (سورة طـه الآية: 61) (سورة طـه الآية: 61) ،
{اضرب بعصاك} كما في قوله تعالى {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ}
(سورة الشعراء الآية: 63) . (سورة الشعراء الآية: 63) .
أقسام المثلين :
ينقسم إلى :
صغير :
وهو أن يسكن الحرف الأول ويتحرك الثاني ، ويسمى صغيراً لقلة العمل فيه بالقلب ثم الإدغام .
كبـير:
وهو أن يتحرك الحرفان معاً ، ويسمى كبيراً لكثرة العمل فيه بالإسكان ثم بالقلب ثم بالإدغام .
مطلق:
وهو أن يتحرك الأول ويسكن الثاني ، ويسمى مطلقاً لخروجه عن قيد الصغير والكبير .
فالصور الثلاثة لكل من المثلين والمتجانسين والمتقاربين والمتباعدين.
حكم المثلين الصغير :
وجوب الإدغام إلا في مسألتين :
الأولى : الواو والياء المديان نحو {آمنوا وعملوا} كما في قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ
الْفِرْدَوْسِ نُزُلا} (سورة الكهف الآية: 107) {الذي يؤتى} كما في قوله تعالى { الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى} (سورة الليل الآية:
18) إذ لو أدغمنا لزال المد بالإدغام .
والثانية : هاء ماليه في { ماليه هلك } كما في قوله تعالى {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيه هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَه} (سورة الحاقة
الآية: 28 - 29) ، وحكمها جواز الإظهار والإدغام وصلاً لأنها هاء سكت ، ويكون الإظهار بسكتة لطيفة بين الهاءين مقدارها
حركتان بحركة الإصبع قبضاً أو بسطاً .
حكم المثلين الكبير :
الإظهار لحفص وغيره من طريق الشاطبية نحو {قال له} كما في قوله تعالى { قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ
تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} (سورة الكهف الآية: 66).
حكم المثلين المطلق :
وجوب الإظهار لجميع القراء نحو {تترا} كما في قوله تعالى {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا
بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ} (سورة المؤمنون الآية: 44).
المتقاربان
هما الحرفان اللذان تقاربا مخرجاً وصفة بحيث يكون مخرج أحدهما قريباً من الآخر وصفات كل قريبة من الآخر كاللام والراء
في نحو { قل رب} كما في قوله تعالى { قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ} (سورة المؤمنون الآية: 93) ـ {قال رب } كما في
قوله تعالى { قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَارًا} (سورة نوح الآية: 5) ، أو تقاربًا في المخرج دون الصفة بحيث يكون
مخرج كل منهما قريباً جداً من الآخر ولكن صفاتهما مختلفة مثل الدال والسين في { قد سمع } كما في قوله تعالى {
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} (سورة المجادلة
الآية: 1) و {عدد سنين} كما في قوله تعالى {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ } (سورة المؤمنون الآية: 112) ، أو
تقاربًا في الصفة دون المخرج بحيث تكون صفات كل منهما قريبة من صفات الآخر ولكنهما في المخرج بعيدان كالشين
والسين نحو { العرش سبيلا } كما في قوله تعالى {قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلا }
(سورة الإسراء الآية: 42) .
حكم المتقاربين الصغير :
الإظهار لحفص ـ واتفقوا على إدغام اللام في الراء إذا لم يسكت على اللام نحو {وقل رب } كما في قوله تعالى { وَقُلْ
رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ} (سورة المؤمنون الآية: 97) ، { بل ران } كما في قوله تعالى {كَلا بَلْ رَانَ عَلَى
قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (سورة المطففين الآية: 14).
حكم المتقاربين الكبير :
الإظهار لحفص نحو {قال رب} كما في قوله تعالى {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} (سورة المؤمنون الآية: 99).
حكم المتقاربين المطلق :
الإظهار لجميع القراء نحو {لن} كما في قوله تعالى {قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنْ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا} (سورة
الجـن الآية: 22) .
المتجانسان
هما الحرفان اللذان اتفقا مخرجاً واختلفا صفة سواء كان الاختلاف في صفة واحـــدة
( كالثاء والذال ) في {يلهث ذلك} كما في قوله تعالى {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ
الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} (سورة الأعراف الآية: 176) أو في أكثر نحو { قد تبين } كما في قوله تعالى {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ
قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ
عَلِيمٌ} (سورة البقرة الآية:256) و{كاد تزيغ} ـ كما في قراءة نافع في قوله تعالى {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ
وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}
(سورة التوبة الآية: 177).
حكم المتجانسين الصغير :
الإظهار نحو{ فاصفح عنهم } كما في قوله تعالى { فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} (سورة الزخرف الآية: 89)
، إلا في أربعة مواضع فيجب الإدغام فيها وهي :
1- الدال في التاء نحو {قد تبين} كما في قوله تعالى {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ} (سورة البقرة الآية: 256).
2 ـ التاء في الدال نحو { أجيبت دعوتكما } كما في قوله تعالى {قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانِ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} (سورة يونس الآية: 89)
3 ـ التاء في الطاء نحو { ودت طائفة } كما في قوله تعالى { وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلا
أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} (سورة آل عمران الآية: 69).
4 ـ الذال في الظاء نحو { إذ ظلموا } كما في قوله تعالى {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ
لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} (سورة النساء الآية: 64) .
وهناك موضعان تعين الإدغام فيهما لحفص من طريق الشاطبية والوجهان ( الإظهار والإدغام ) من طريق الطيبة وهما :
1 ـ { يلهث ذلك } كما في قوله تعالى {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ
كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} (سورة الأعراف الآية: 176) .
2 ـ { اركب معنا } كما في قوله تعالى {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ
مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ} (سورة هـود الآية:42) .
حكم المتجانسين الكبير :
الإظهار لحفص وغيره ولبعضهم الإدغام نحو {يعذب من} كما في قوله تعالى { يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ
تُقْلَبُونَ} (سورة العنكبوت الآية: 21).
حكم المتجانسين المطلق : وجوب الإظهار لجميع القراء نحو {المبطلون} كما في قوله تعالى {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ } (سورة الجاثية الآية: 27).
المتباعدان
هما الحرفان اللذان تباعدا مخرجاً وصفة كالهمز والدال في {أدنى}كما في قوله تعالى {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى }
(سورة النجم الآية: 9) .
حكم المتباعدين الصغير ، والكبير، والمطلق :
الإظهار وجوباً نحو {عليهم غير} كما في قوله تعالى {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ}
(سورة الفاتحة الآية: 7) { إبراهيم حنيفًا} كما في قوله تعالى {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ
حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ} (سورة البقرة الآية: 135) – {الحمد} كما في قوله تعالى { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
(سورة الفاتحة الآية: 2).
اتمني ان يعجبكم