مشاهدة النسخة كاملة : //لامع // قصة من تأليفي ..
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على نبيه الكريم أما بعد:
شاع بين الناس أسطورة الملك أولينك الذي أباد دولة بأكملها في أقل من ساعة ,كان
عادلا متصف بجميع الصفات التي استطاع بها أن يدخل قلوب الناس جميعا.
كان ذلك منذ زمن بعيد قبل 500 سنة من العصر الذي نحن فيه الان .
بالقرب من النهر الأسود الميت( المخييييف )_سمي أسودا لأنه لا يرى قاعه وسمي ميتا
لأنه راكد لا يجري_ هناك بالقرب منه , مرت امرأة عجوز وهي راجعة الى حتشها
المعزول عن المدينة, بعد أن جمعت ما خرجت لأجله :بعض من الحطب لتشعل نارا
تستدفئ بها في الليل , والليالي في مدينة سباطة تكون قارسة شديدة البرودة .
وفي طريقها الى الكوخ المعزول وجدت صبيا مرميا بجانب النهر ,فلما وقع عينها عليه
اهتز قلبها فزعا, فخافت منه , خالته عفريتا, لما شيع بين الناس أن النهر الأسود تسكنه
العفاريت, فلما رأته لا يحرك ساكنا ,تقدمت اليه بحذر شديد تخطو خطوة وتقف ساعة,
وتحدث نفسها ربما هذه خدعة, ربما هذا كمين, وبعد حين تنظر اليه مرة أخرى فتراه لا
يحرك ساكنا, فتقدمت مرة أخرى نحوه بحذر , وهكدا تفعل هذا حتى وصلت اليه,
وأيقنت أن الصبي مصاب وهو وعاجز عن الحركة فهو مغشي عليه تماما, فرق قلبها
عليه وأخذته بكلفة شديدة على متن ظهرها مع بعض الحطب..
وضعته في مكانها الذي تنام عليه ,لأن الكوخ صغير جدا ولا يسع الا لفرد واحد,
وأشعلت النار وجلست بقربه تنظفه بمنديل بلته بالماء , وهي كذلك فجأة أخذت بعض
القطرات تسقط من على وجه الصبي ,انها دموع العجوز تبكي بكاءا شديدا وما شوهدت
تبكي أبدا., فقد كانت قوية جدا ولا يحرك مشاعرها شئ بعد ذلك الحادث .
http://media.kenanaonline.com/photos/1238103/1238103283/large_1238103283.jpg?1299220384
انتهى الفصل الأول .
الفصل الثاني سنشاهد ماضي العجوز ولماذا تبكي وما هي علاقة الصبي بالبكاء؟كل هذا سنعرفه ان شاء الله في الفصل الثاني.
الفصل الثاني:
كانت احدى العائلات النيلة تعيش في قصر عظيم في مدينة
سباطة وتتكون من الأتي :
الأب صخر. وزوجته راضيا .وكان لهما ابنة اسمها لؤلؤة
كانت في غاية الجمال الا أنها فيها شئ من الغرور بخلاف أخيها
فارس فقد كان على ما أوتي من الحسن في الخلقة كان رقيق
القلب حسن الأخلاق لا يؤذي أحدا حتى ولو ظلم, فقد كان
يواجه الظلم بنقيضه والسئ بالحسنى كان ااااية في الأخلاق حتى
أن الخدم كانوا يحبونه كثيرا وله في قلوب الناس مكانة
عالية جدا لتصرفاته وحسن معاملته .
أما لؤلؤة فكانت تقسو على الخدم .
ولهم من الخدم عائلة من زوجين وبنت.
الأب أنس, وزوجته صفية ,وبنتهما راجية ,وكل واحد منهم
لديه فريق من الخدم يقوده ,.
صفية مكلفة بأعمال المطبخ ولديها عشر من الخدم خمس اناث
وخمس ذكور .
وأنس مكلف بأعمال الخارج, خارج القصر من التسوق و
أعمال البساتين وشئ من هذا القبيل وله خمس رجال
يقودهم .
راحية مكلفة بأعمال التنظيف ولها ست بنات في نفس عمرها
16سنة تقودهم .
فكانت لؤلؤة تقسو عليهم كثيرا وكانت كلما سمع لها صوت تجل
فلوب الخدم فيسرعون يبادرون العمل .بخلاف فارس فكان
محبوبا وكان كلما سمع له صوت انشرحت صدور الخدم ويبادرون
اليه حتى أنه كان اذا وجدهم في شقاء يمد لهم يد
العون ,ويساعدهم فيه وكانو لا يفتؤون يمنعونه من ذلك
ويأبى الا أن يساعدهم فلأجل ذلك امتلك قلوبهم وقلوب الناس.
فارس له من العمر 18سنة له حلم يطارده وهو أن يركب
البحر ويتمتع بأمواجه .
لؤلؤ لها 15 سنة, كانا يدرسان بالمدرسة الخاصة في وسط
المدينة مدرسة المفازة وفيها جناحان جناح خاص بالذكور
وجناح خاص بالاناث .
ذات صباح استيقظ فارس وكعادته مر على الجميع الخدم يبارك
لهم اليوم :صباح الخير .
وخرج من القصر متوجها نحو لسيارة التي يركبونها الى المدرسة
فوجد أنس كالعادة ينتظرهما ليوصلهم .
صباح الخير أنس .كيف حالك اليوم ؟
أنس :صباح الخير سيدي الصغير بخير والحمد لله , أين أختك لؤلؤة
؟
هيا أسرع أيها العجوز اركب كفاك حديثا ,قالت لؤلؤة من
داخل السيارة .
أنس :حاضر سيدتي الصغيرة ,هيا يا فارس اركب يا بني .
هكذا تمر الأيام على هذا المنوال ,حتى ذلك اليوم المشؤوم
الذي أدخل في قلوب الخدم والناس غما وحزنا شديدا وملأه
بالأسى والشجى .كان يوما عظيما وطويلا على العائلة
النبيلة .
خرجت الأم راضية مع ابنها فارس الى البحر للتفسح في يوم
مشمش , وفي الشاطئ اقترح فارس على أمه قال :ما رأيك أماه
في جولة في البحر؟
قالت الأم :تعلم أني أخاف من الأمواج ,وأصاب بدوار وسط
البحر , انا اااسف فارس لا أستطيع .
فارس: هيا أمي أرجوك فأنا لم أركبه في حياتي وانت تعلمين
أني ما خرجت معك الا للركوب فيه ,أرجوك أمي...
الأم :طيب لكن أنا لن أركبه ,ستذهب بمفردك مع سائق
القارب ,تجول جولة صغيرة وترجع .
فارس في فرح شديد :حسنا شكرا لك يا أمي شكرا جزيلا .
الأم :لكن بشرط...
فارس: ماهو يا أمي؟
الأ:ألا تخبر والدك اني سمحت لك بهذا ..
فارس: حاضر حاضر يا أمي ..
فاستأجرت الأم جماعة من الناس ليرافقوه في جولته ..
فركب فارس مع السائق بعد أن استوصت الأم عليه كثيرا ,و
أعطت السائق أجرة زائدة على المطلوب ..
عم السرور قلب فارس وكان حلمه أن يركب البحر قد تحقق
أخيرا بفضل الله ثم أمه التي سمحت له... واستأجرت جماعة من
أجل ذلك ..
بينما هم كذلك في وسط الأمواج اذ رفعت اشارات في المنارة
وسمعت أصوات من أبواقها تقول أخرجوا من البحر .. أيها
الناس من كان في البحر فليخرج على الفور ...قد بلغنا
أن مارد البحر استيقظ ... وبعد دقائق سيخرج على متن
البحر ...فحفاظا على سلامتكم فلتخرجوا الان وفورا ..
فأخذ الناس يهرعون الى الشاطئ وهم في فزع شديد وفارس ما
يأبه لذلك و أمر السائق أن لا يرجع حتى تنتهي
جولته ..والسائق خائف يقول: يا سيدي هذا المارد يأكل
أرواح الناس وطعامه المفضل لحوم البشر..وما يستيقظ الا
بعد عشر سنين .. أرجوك سيدي دعنا نرجع ..
فقال فارس:أنا لن أرجع ,ولا أريد اجبارك على مرافقتي,
فان كنت ترغب بالرجوع فلتركب مع أي واحد من أصدقائك
قبل أن يذهبوا جميعا ..
فأطرق السائق ساعة ... ونظر اليه وقال سيدي أرجوك فأنا
خائف عليك أكثر من نفسي وما كنت لأرحل من دونك.. ياالهي
ماذا أقول لأمك اذا رأتني من دونك ؟؟
فارس : أيها السائق ما هو حلمك ألديك حلم ؟
السائق : أأ؟
فارس:قلت ألديك حلم ؟؟
السائق : نعم
فارس: ماذا كنت ستفعل اذا حيل بين
ك وبين حلمك ؟؟
السائق في حيرة لا يدري ما يقصد وماذا يريد فارس من ذلك
فقال :سيدي ماذا تقصد ؟؟
فارس: حلمي هو أن أركب الأمواج و أتمتع بالبحر تحت دفئ
الشمس .. أعلم أنه ليس حلما كبيرا ولا مستحيلا فالكل
يستطيع ذلك ..لكن بالنسبة لي هو كذلك, لأن الشئ الوحيد
الذي حرمته هو ركوب البحر ..وذلك أن والدي منعني من
ذلك ..حقيقة لا أعرف لماذا؟ لكن الظاهر أن وراء ذلك
قصة ..فهو لم يحرمنا من أي شئ الا ركوب البحر ..
السائق: الظاهر أنه يخشى من مثل هذا اليوم ..
فجأة علا البحر حتى لم يرى له سقف ..وصرخ من كان فيه ولم
يخرج بعد النجداااااا
وأسرعو في الخروج ... وفارس رأى مالم يره في حياته ...أمه
في حيص بيص تلطم خدها وتصرخ وتطلب النجدة له, ابني أين
ابني ؟؟ تصرخ على شرطة الشاطئ .
السائق جف حلقه و فقد صوته.. والعرق عليه كأنه وضع على
جمرة من نار لا ينقطع .
خرج المارد فرأه من كان وسط البحر ومن كان في
الشاطئ ...طلبت شرطة البحر النجدة من جميع قوات
المدينة ..فتجمدت الحركة وسط البحر ..فكل من كان يريد أن
يخرج.. يسرع المارد نحوه ويلتهمه في لمح البصر .. ..الظاهر
أن للمارد عقل .. فارس تفطن لذلك علم أنه يفكر ولا
يبعد أن باستطاعته الحديث ..فقال فارس للسائق : أنحو بنا
نحوه ..
فقال السائق : أمجنون أنت يا سيدي ماذا تقول أتريد أن
تكون طعاما له ؟؟
فصرخ فارس وما علم عنه أنه صرخ في يوم ما...
وقال: أتريد أن تموت هكذا ...نحن سنكون طعامه لا
محالة ..يجب علينا أن ننقذ ما أمكن من أرواح الناس ..
قال السائق : وما ذاك يا سيدي ؟ ماذا تريد أن تفعل ؟
فارس: ثق بي و أنحو نحوه ..
فحرك السائق في وجل شديد القارب ..فلما سمع المارد قاربهم
التفت اليهم و أراد التهامهم .. فرأى أن القارب يتجه
نحوه وفارس عازم لا يعرف في وجهه خوف ولا مهابة, والسائق
يكاد يمود من شدة الهلع ..
فلما وصلوا الى المارد ,توقف القارب..
وقال فارس : أيها المارد أنا أقدم نفسي فداءا لأرواح
الناس ... وسكت.
فالمارد لا يجيب ..ولا يتحرك..
فأعاد فارس عليه :أيها المارد أقدم نفسي فداءا لأرواح
الناس...وسكت .
والمارد لا يجيب .. ولا يحرك ساكنا..
وأعاد عليه للمرة الثالثة :أيها المارد أقدم نف......
قبل أن يتمها قال المارد أيها الأحمق لماذا ؟ لماذا تريد
أن تضحي بنفسك من أجل الأخرين ...
والناس في استغراب هائل وقي تساؤلات كثيرة أيستطيع المارد
أن يتكلم ؟ كيف ؟
قال فارس : لا أريد أن يموت الناس بسبي ..
المارد : ما كنت لأخرم عزيمة المضحي بنفسه .. واني لمنفد لك
ما أردت ...
ستذهب معي وتكون فداءا لهم ..
فارس: شكرا لك أيها المارد قال ذلك في فرح شديد ..
والناس من حوله والسائق في بكاء عميق :لا.. لا تذهب نحن لا
نريد أن ننجوا ..نريد أن نموت معك ..
السائق : أيها المارد خذني بدلا عنه ..
الناس جميعهم يردون في عزيمة لا منتهية :خذني و أبقي على
حياته أيها المارد ..
فقال فارس : أيها الحمقى ... لمن تظنون أنني أفعل هذا ...
اخرجوا الان من البحر .. من كان يحبني فليخرج حالا من
البحر ولينجو بنفسه .. ومن كان يكرهوني فليبقى ...
فأخذ الناس يخرجون الواحد تلو الأخر والنحيب يعلو صوتهم
مع بكاء شديد ..
فلم يبقى الا المارد والقارب الذي عليه فارس
والسائق ..فأدخل فارس يده في جيبه و أخرج قلادة وأعطاها
للسائق وقال له أعط هذه لأمي, وقل لها أنا لم أمت ..و
أنا سعيد جدا كونك سمحت لي بهذه الجولة ,وأن هذا اليوم هو
أسعد يوم في حياتي ..قل لها ..........شكرا يا أحلى و
أغلى أم عرفتها الدنيا..............
السائق : والدموع تسيل على خده تسيل :حاضر يا سيدي...
فقفز الى البحر وتوجه القارب الى الشاطئ ..هو أخر قارب
يخرج من البحر ..
فالتقمه المارد وغطس ليأخد سباته المعهود فهو ينام عشر
سنين ويخرج ..ليتغدى على أرواح البشر ..
امتلأت السما بالطائرات والشاطئ بالدبابات ..لكن بعد
فوات الأوان ...الأم تبحث عن ولدها بين الناس وتسأل عليه
ولا أحد يجيب ..كلما سألت واحدامن الجماعة التي كانت
برفقته بكى ...وهي في كمد أحست أن هناك شيئا ما ...حتى
وصل السائق ولمحته فأسرعت اليه.. أين فارس ؟أين
ولدي ..فأخذت تشنقه ألم أئتمنه عليه ..ألم أوصيك عليه؟
أين ولدي؟ أين فارس ؟
فقال السائق وهو لا يكاد يرقأ له دمع : اني أغبطك سيدتي
على ابنك .. ما رأيت أنبل منه قط ..
الأم: أعد لي ولدي هذا الكلام لن يرجعه الي ..أين ولدي..
أخرج السائق القلادة وقال هذه أخر وصية له ..وانه قال لي
أنه ما سعد قط كسعادته اليوم ..وأنه سعيد لأنك سمحت له
في ركوب البحر.. وأنه لا يريدك أن تبكي عليه فانه لم
يمت ..وأنك أفضل أم عرفتها الدنيا ..
فحينئذ صرخت الأم وأخذت تبكي والقلادة في يدها وتقول لن
أسامح نفسي لن أسامح نفسي, أنا السبب, أنا السبب فيما
حصل لك يا فارس ...
http://3.bp.blogspot.com/_512VEbm7xB0/Sd4jYnMY3BI/AAAAAAAAYKQ/buI_AMQx-5I/s1600/18.jpg
فلم تسطيع الرجوع الى البيت ..أخذت طريقا أخر وخرجت بعيدا عن المدينة .. وهي الان من المفقودات .. ووضعت العائلة عليها مكافئة خيالية لمن وجدها ...
انها الان تسكن في حتش صغير ...بعيد عن المدينة والناس ... فلهذا كانت تبكي على الصبي ..
انتهى الفصل الثاني وهو فصل طويل شيئا ما ..وهو عبارة عن ذكريات العجوزة راضية التي كانت سيدة القصر و أم فارس ..التي وجدت الصبي .
في الفصل القادم يستيقظ الصبي ..سنعرف شيئا عنه ..
يتبع بفضل الله..
الفصل الثالث:
بعد أن نظفت العجوز راضية الصبي , مسحت دموعها ,والتمست
شيئا تباشره به اذا استيقظ ليأكله ,فلا شك أنه سيكون
جائعا ,والله أعلم كم لبث مرميا بجانب النهر ,فما وجدت الا
بعض حبيبات الأرز ,فأسرعت به لتطبخه وتحضره قبل أن
يستيقظ, وهذا كان سيكون عشاؤها,لكت أثرث به عن نفسه
لتغذيه .
وهي كذلك سمعت صوت الصبي يبكي ويقول أبي أمي .........
فأسرعت العجوز اليه فلما رأها رجع القهقرى وحمل عصى
العجوز التي تركتها بقربه وقال : من أنت ؟ أين أنا ؟
أتريدين القضاء علي ؟أين أبي أمي ؟لماذا أنا هنا ؟...
قالت العجوز :لا شك يا صغيري أنك مررت بأوقات عصيبة ...
لا عليك لا تخف ..
فخرجت وأتته بالطبق الذي أعدته له , ثم دخلت وجلست
بقربه وهو لا يزال شاغرا العصى ,فأخذت تبرد له الطبق ..
فقالت : تفضل يا بني ..فلا شك أنك جائع ...
قال الصبي : أنا لا أكل طعام الغرباء ..... ومن يدري
ماذا وضعت فيه ...وأنا لست جائعا ....
ثم سمع صوت بطنه يزقزق .
فابتسمت العجوز وقالت : بطنك يقول غير ما تدعي ...
فأكلت منه لقمة كي تزيل عليه الشك فيه ...ثم قالت :
تفضل لقد أعددته لك خصيصا ..
فرمى الصبي بالعصى وأخذ الطبق بلهف شديد ... يأكل فيه
والدموع تنزل من على خده ويقول : لذييييييييييذ شكرا
لك أيتها العجوز ..
بعد أن أكل الصبي وشرب حتى روي ..أحس بانتعاش في
جسده ..وقال : أنا ااسف أيتها العجوز عما بدر مني ..
قالت العجوز : لا داعي يا ولدي فأنا أعلم يقينا ما مررت
به ...فلكي لا تقسوا على نفسك ...لن أسألك عن ماضيك
وكيف رميت بقرب النهر المظلم ..سأدعك تستريح ..فلا تزال
اثار التعب والارهاق عليك ..فنم يا صغيري ...
الصبي :شكرا لك سيدتي ما ألطفك ..
فأخذت غطاءها وغطته به ..ثم خرجت لتنام بقرب المدفئة ..
استيقظ الصبي أثناء الليل أراد أن يقضي حاجته ..فلما
خرج وجد العجوز نائمة بدون فراش ولا غطاء ووجد القدح
الذي أعدت فيه الأرز لا يسع الا لطبق واحد ...أنذاك أيقن
الصبي أنها نامت بلا عشاء ..وأن غطاءها وفراشها هو نفسه
الذي نام عليه ..فامتلأت عينا الصبي بالدموع ... فحملها
بحذر حتى لا تفيق وذهب بها الى مكانها ..فغطاها ..ثم قال في
نفسه : أنت أحق به مني ...ولن أنا حتى أت بشئ لتأكليه
اذا استيقظت ... فلا شك أنك جائعة أكثر مني ..
ثم خرج في جنح الليل المظلم يلتمس شيئا للأكل ...
وفي الصباح استيقظت العجوز فرأت نفسها في مكانها
فتعجبت ..فأسرعت تبحث عن الصبي ..فلما خرجت لقيت الصبي
أعدها لها الفطور وكان حساءا شهيا فقد صاد بالليل أرنبا
بريا ...
صباح الخير أيتها الجدة ..
قالت العجوز :صباح الخير يا بني ..لمذا لم تنم جيدا... فأنت
لا تزال مرهقا ..
فقال الصبي في نشاط :لا أبدا يا جدة أنا بأحسن حال ...
هيا تفضلي تناولي فطورك ...
فتناولا معا الفطور ....وهم كذلك قال الصبي لماذا لماذا
تتعاملين معي بلطف يا جدة .. ؟
فابتسمت وقالت : هل أنا كذلك .. هل أنا فعلا لطيفة ؟ لا
يمكن أن يكون هذا يعتبر شيئا بالمقابل مما اقترفته ..
فتعجب الصبي وقال :وما ذاك يا جدة ؟
فقصت عليه القصة برمتها ....
فقال الصبي : ما رأيت أما أفضل منك .... وما سمعت بشجاعة
أكبر من شجاعة ابنك ..وما أراك اقترفت خطأ يستحق ما أنت
فيه الأن أيتها الجدة ...
فتنهدت الجدة وقالت : أرجوا ذلك يا صغيري...فقال الصبي :
لامع ..أنا لامع فقدت أبي أمي في الحرب ....
انتهى الفصل الثالث بفضل الله
في الفصل القادم سنتعرف أكثر على لامع وكيف رمي بقرب
النهر وكيف مات أبواه’؟؟
http://www.hayah.cc/forum/imgcache/197797.png
الفصل الرابع :
في بيت صغير وداخل قرية مسالمة لا تعرف شيئا عن القتال ... والرجال خارج البيت
ينتظرون ...فجأة سمعت صرخات طفل ... لقد ولدت زوجة أمين الصياد ...خرجت النسوة فرحين
عالية أصواتهن يباركن المولود الجديد ..وكان من عادت أهل القرية كلما ولد طفل يحتفلوت به احتفالا
عظيما وفرحون به ويجعلونه كابنهم ...فلذلك كانت القرية كلها وكأنها عائلة واحدة ..
دخل أمين على زوجته ودموع الفرح تملأ عينيه ...يقول:بعد طول انتظار أحظى بهذه النعمة ..اللهم لك
الحمد اللهم لك الحمد ... أيمكنني أن أحمله ...
قالت أخته نعم لك ذلك لكن بحذر ...تفضل هكذا...
فحمله والده أمين ويسرد عليه أمانيه سأجعل منك كذا سأعمل لك كذا سأربيك على ذا ...
قالت زوجته هناء :كفاك يا زوجي العزيز ...فالطفل لا يزال هشا ...
قال أمين : نعم نعم أنا ااااسف ..فلما أراد أن يضعه رأى على ظهره علامة وكانت علامة مضيئة
ومعروفة في الأساطير المتداولة عندهم والشائعة بين الناس ..
فلما رأها أمين أسرع وغطاها ..وأمر الجميع بالخروج فجأة ..
فقال لزوجته : ألحظت ذلك ؟
قالت زوجته :ماذا؟ مابك ؟لماذا أمتهم بالخروج هذا ليس من عادتك؟
أمين :وكشف الذي ستره ..أنظري ..
هناء وضعت يدها على فمها وقالت :يا الهي ما هذا لماذا ...؟
أمين : لقد ظننت أنها مجرد أسطورة والناس كلهم يظنون ذلك ...فهل ما حدث فبل 500 سنة
صحيح ..هل فعلا كان هناك ملك أبا دولة برمتها في أقل من ساعة ..هل كل ما يقال صحيح عن هذه
العلامة ...يالهي لن تسكت القبائل الأخرى اذا علمت به ..ماذا نفع ياالهي ماذا نفعل؟
قالت هناء :ربما تكون مجرد علامة من وحم أشئ من هذا ...فلا داعي للخوف أمين...
فأسع أمين الى المكتبة وأخرج الكتاب الذي يتحدث عن الأساطير القديمة ... فتصفحه الى أن وجد تلك
العلامة ..وهي العلامة المقدسة كما تقول الأسطورة التي لا تكون الا عند الملوك والتي تحمل في
طيتها قوة لا منتهية ...وهي نفس العلامة التي كانت عند الملك أولينك الذي أباد دولة الظلم برمتها في
أقل من ساعة ...
قال أمين :لا شك أنها نفس العلامة .. أنظري ...
هناء في تعجب وأيقنت أنها نفسها العلامة في الكتاب قالت : يا الهي ماذا نفعل ...فاتفقوا على أن يبقو
ذلك سرا بينهم ...
فعاشوا في هناء دائم وعين أمين لا تفارق ابنه خشية أن يكشف سره ...
انتهى الفصل الرابع بفضل الله
نلقاكم في الفصل الخامس وحيث سنتعرف أكثر على ابن أمين ..ونعرف ما سر خوفهما على أن
تكشف علامة ابنهما ؟
http://lh4.ggpht.com/_vP3-jxPSLMs/SvXXRHW-XtI/AAAAAAAAABA/MWghJA_iJ-I/99662_fhdr.jpg
الفصل الخامس:
مرت عشر سنوات ...فأصبح ابن أمين صبيا مفعما بالحيوية وكان محبوبا لدى الجميع لطيبة قلبه وشدة حرصه على مد يد العون لكل من يحتاج ذلك ..وكان موضع فخر لدى عائلته ...وكان كثيرا ما يرافقه والده أمين للصيد .
على هذا النمط مرت عشر سنوات...حتى اتى ذلك اليوم ..وكان يوما مشئوما بمعتى الكلمة ..
استيقظ أمين كالعادة في الصباح الباكر وأراد أن يوقظ ابنه للصيد ...فلما دخل عليه غرفته ...نظر اليه ...فقال في نفسه :لابد أنك مرهق ..فأمس لم تنم باكرا.. فقد ظللت مستقظا تساعدني حتى وقت متأخر ...فلن أسامح نفسي ان أيقظتك الأن ...فلتنم يا ولدي ...وقبله وغطاه وانصرف ...
بعد حين استيقظ الابن .. فسمعته أمه ..فخرحت ...
قال: أين أبي ياأمي ؟
الأم :ربما خرج للصيد ..
الابن :لكن أليس من المفترض أن يوقظني لرفقته كعادته ؟
الأم : ربما أراد أن تستريح قليلا ...فأنت لم تنم باكرا أمس ...
الابن : سألحق به ...فلا شك أنه يحتاج مساعدتي ..
فسمحت له الأم اذ لا مانع يمنعها من ذلك فالقرية كلها كأنها عائلة واحدة ..والذي كانوا يخافون لأجله كان شبه منسي ...فأعطته وجبة من طعام الفطور يحمله اليه ..
خرج الابن متوجها الى المكان العهود الذي يصطادون فيه ...وفي طريقه سمع صوت طفلة صغيرة تطلب النجدة ..فأسرع نحو الصوت ..فلقي طفلة صغيرة والذئب واقف عليه مكشرا أنيابه ...فحمل عص ووقف أمام تلك الصبية يرد الذئب عنها ... وأخذ يلوح بعصاه وهو في خوف شديد ويقول ابتعد أيها الذئب لن أسمح لك أن تؤذيها ..والذئب ما يزيده ذلك الا رغبة فيهما معا فأخذ يتقدم شيئا فشيئا ..فأرادت الصبية أن تهرب .حينئذ هاج الذئب وقفزة عليها واللعاب يسيل من فمه ...فصرخ الابن صرخة عضيمة أنذاك تحول الذئب الى فحم ...
الصبية رأت المنظر كيف تحول الذئب الى رماد ..وطبعا الابن لم يلاحظ شيئا فقد أغلق عينيه لما صرخ ...فلما فتحهما ووجد الصبية بخير والذئب تحول الى رماد ... التفت عن يمينه ويساره ونظر فوق وأمامه ووراءه فلم يجد غير الطفلة والذئب في حالته ...فتساءل مالذي حدث ...
توجه نحو الصبية فرحا وقال الحمد لله أنك بخير ...
والصبية تكاد تموت من الخوف من هذا يا ترى ...وخافت قالت : لا تقترب مني ... من أنت ؟كيف فعلت ذلك ؟
الابن : ماذا ..ماذا فعلت؟
فقالت الصبية في نفسها لا شك أنه لم يعي ما فعله ...أتمانع أن ترافقني الى بيتي ..فأنا خائفة في الطريق ..وكانت الصبية ابنة الساحرة حيضرة التي تسكن وحدها بمكان معزول عن القرية ...
الابن : لكن أنا في عجلة من أمري ... فأنا ذاهب الى أبي ...أنظري هذا طعام فطوره ..
الصبية : أنا قريبة من هنا ... أتطيب نفسك أن تدع فتاة صغيرة وحدها داخل الغابة ؟
الابن : بالطبع لا ..هيا بنا..
انطلاق معها ليوصلها حيث تسكن ,ثم يكمل ما خرج لأجله ..
فلما وصلا نادت الصبية بأعلى صوتها : جتي ..جدتي .. ها قد عدت ..
خرج من الكوخ عجوز هرم قد سيطر عليها ما تمارسه من السحر , وقد تكهنت بمجيئ الابن ..
فنظرت الكاهنة الساحرة الى الصبي وهي تحمل عصاها الملتوية التي تستطيع أن تفعل بها ما تشاء بسحرها وقالت : اقترب ..اقترب ..أيها الصبي ..
الابن : أنا أااسف يا جدة فأنا في عجلة من أمري ..
الساحرة : حسنا ..فالتذهب ..
قالت ذلك وهي تحدث نفسها : لاشك في ذلك انه هو انه الذي تنتظره القبائل والقرى لتنشيط فنونهم وزيادة قوتهم ..لن أدعه يذهب ..
الابن :حسنا الى اللقاء ..الى اللقاء يا.. فقبل أن يكملها وجد الصبية التي أنقذتها أمامه .. فاستغرب ..فقالت الصبية : لن تذهب الى أي مكان .. ستبقى هنا ...
قال ببراءة : لكن أبي ينتظرني .. وهو بعد لم يتناول فطوره ..^^
قالت الساحرة :لا بأس فلتذهب.. دعيه يذهب ..
ثم التفت ودخلت الى الكوخ ..
قال : أنا ااسف أريد حقا أن أبقى معكم , لكن أبي في انتظاري .. أعدكم أن اتي لزيارتكم يوما ما .. ثم ذهب الى حال سبيله ولا يدري ما ينتظره من مكر الساحرة اللعينة ..
بعثت سراياها من الشياطين خلفه وأخبرتهم أن سحرهم لن ينفع معه , قالت : اياكم أن تستعملو معه السحر فكل ذلك لن ينفع معه , لكن ألقوا القبض عليه ..
قال أحد العفاريت : لكن كيف ..والسحر لا ينفع معه ..
الساحرة : خذا ..هذه تعويذة افعلا أي شئ وضعاها في صدره ,فاذا فعلتما ذلك فانه سيغمى عليه وأتوا به ..هيا اذهبا الان..
والصبي في الطريق في أمان يمشي ..يحدث نفسه يقول أنا اسف يا أبي لأني تأخرت عليك ..فجأة تمثل له أحد العفاريت الذين أرسلتهم الساحرة بأبيه ..
فوقف الصبي متعجبا : أبي ..أخيرا ..تفضل هذا فطورك..
العفريت الذي أخذ صورة أبيه : شكرا لك يا بني ...أنا حقا جائع ..والعفاريت لا تأكل الطعام الذي فيه الملح ^^
فلذلك أخذ العفريت الفطور وو ضعه أمامه ولم يمسه
فقال الابن : ما بك يا أبي ..؟فأحس أن هناك خطب ما ..
فأخذ العفريت لقمة ثم صاح بأعلى صوته وتحول الى هيئته و أخرج التعويذة وو ضعها على صدره ..فأغمي عليه .. وأوتي به الى الساحرة ..فأرسلت الى زعيم قرية العقاب الأحمر : وهي القرية التي تهابها كل القرى والقبائل ..لقوتها الساحقة وامكانياتها التي أعجزت وأذعنت الكثير ممن وقفوا في وجهها .. وما علم أنها خسرت معركة قط ..بل كانت تلحق بالعدو هزيمة نكراء في وقت خيالي ..
انتهى الفصل
نلقاكم في الفصل السادس حيث سنتعرف عن قرية العقاب الأحمر ..ومن هو زعيمها وبماذا يتميز أهلها ..وماذا سيحدث للصبي .؟
شكرا لكـ
ههههههههههه
ماقريتها كلها انا في فصل3
_+(شكر+5نجوم+تقييم)+_
مشكووووره عالموضوع..^^
تقبل مروري..^^
الصقر الابيض
06-05-2011, 02:39 PM
واوووووووووووووووووووووو
قصص في قمه الروعه
مشكور على الموضوع الراائع
تقبل مروري
Ṁя.ήaz
06-05-2011, 02:40 PM
بالتوفيق ~~
الصديق بو وليد
06-05-2011, 02:56 PM
وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااو
شكراً جزيلاً لك
تقبل مروري
تم التقييم
تحياتي
just person
06-05-2011, 06:40 PM
القصه رااااااااااااائعه تسلم
يعطيك الف عافيه
بانتظار الفصل السادس
تقبل مروري
محبة ساسكي
06-05-2011, 06:58 PM
شكرا على الوضوع تابع للأمام تجعلت المنتدى يذهب للامام
ضوء القمر
06-05-2011, 08:25 PM
ما شااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااء الله
مبدددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددد دددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددع
النبيل شارل
06-05-2011, 09:14 PM
موفقة ان شاء الله
تسلمي
تقبلي مروري
prestige
06-05-2011, 10:18 PM
مشكور على القصة الرائعة
تالين توتو
06-06-2011, 08:09 AM
مشكووووووووووووووووووور
يعطيك العافيه
shihab8899
06-06-2011, 11:50 AM
شكرا على النوضوع الرائع والجهد الجبار
تأليفك ممتاز اتوقع لك مستقبل باهر
ننتظر جديدك
تقبل مروري
الفقير الى الله
06-07-2011, 02:55 AM
http://i68.servimg.com/u/f68/14/68/31/37/2412.gif
sakora ha
06-16-2011, 01:49 AM
واااو مبدع بمعنى الكلمة
يعطيك الف عاافيه على القصة
تسلم على مجهودك
وااصل بنتظار جديدك
تحياتي تقبل مروري ..^^
الفارس الفضي
06-20-2011, 12:02 AM
قصة رااااااائعة جدا
الفتى المبدع
06-20-2011, 03:29 PM
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على نبيه الكريم أما بعد:
شاع بين الناس أسطورة الملك أولينك الذي أباد دولة بأكملها في أقل من ساعة ,كان
عادلا متصف بجميع الصفات التي استطاع بها أن يدخل قلوب الناس جميعا.
كان ذلك منذ زمن بعيد قبل 500 سنة من العصر الذي نحن فيه الان .
بالقرب من النهر الأسود الميت( المخييييف )_سمي أسودا لأنه لا يرى قاعه وسمي ميتا
لأنه راكد لا يجري_ هناك بالقرب منه , مرت امرأة عجوز وهي راجعة الى حتشها
المعزول عن المدينة, بعد أن جمعت ما خرجت لأجله :بعض من الحطب لتشعل نارا
تستدفئ بها في الليل , والليالي في مدينة سباطة تكون قارسة شديدة البرودة .
وفي طريقها الى الكوخ المعزول وجدت صبيا مرميا بجانب النهر ,فلما وقع عينها عليه
اهتز قلبها فزعا, فخافت منه , خالته عفريتا, لما شيع بين الناس أن النهر الأسود تسكنه
العفاريت, فلما رأته لا يحرك ساكنا ,تقدمت اليه بحذر شديد تخطو خطوة وتقف ساعة,
وتحدث نفسها ربما هذه خدعة, ربما هذا كمين, وبعد حين تنظر اليه مرة أخرى فتراه لا
يحرك ساكنا, فتقدمت مرة أخرى نحوه بحذر , وهكدا تفعل هذا حتى وصلت اليه,
وأيقنت أن الصبي مصاب وهو وعاجز عن الحركة فهو مغشي عليه تماما, فرق قلبها
عليه وأخذته بكلفة شديدة على متن ظهرها مع بعض الحطب..
وضعته في مكانها الذي تنام عليه ,لأن الكوخ صغير جدا ولا يسع الا لفرد واحد,
وأشعلت النار وجلست بقربه تنظفه بمنديل بلته بالماء , وهي كذلك فجأة أخذت بعض
القطرات تسقط من على وجه الصبي ,انها دموع العجوز تبكي بكاءا شديدا وما شوهدت
تبكي أبدا., فقد كانت قوية جدا ولا يحرك مشاعرها شئ بعد ذلك الحادث .
http://media.kenanaonline.com/photos/1238103/1238103283/large_1238103283.jpg?1299220384 (http://www.monms.com/vb)
انتهى الفصل الأول .
الفصل الثاني سنشاهد ماضي العجوز ولماذا تبكي وما هي علاقة الصبي بالبكاء؟كل هذا سنعرفه ان شاء الله في الفصل الثاني.
تسلم قصة رائعة انتظر الفصل الثاني .
صراحه متحمس للجزء الثاني
الحين راح اقراه ان شاء الله بس البداية رائعة وانت مبدع ما شاء الله .
الفتى المبدع
06-20-2011, 03:41 PM
الفصل الثاني:
كانت احدى العائلات النيلة تعيش في قصر عظيم في مدينة
سباطة وتتكون من الأتي :
الأب صخر. وزوجته راضيا .وكان لهما ابنة اسمها لؤلؤة
كانت في غاية الجمال الا أنها فيها شئ من الغرور بخلاف أخيها
فارس فقد كان على ما أوتي من الحسن في الخلقة كان رقيق
القلب حسن الأخلاق لا يؤذي أحدا حتى ولو ظلم, فقد كان
يواجه الظلم بنقيضه والسئ بالحسنى كان ااااية في الأخلاق حتى
أن الخدم كانوا يحبونه كثيرا وله في قلوب الناس مكانة
عالية جدا لتصرفاته وحسن معاملته .
أما لؤلؤة فكانت تقسو على الخدم .
ولهم من الخدم عائلة من زوجين وبنت.
الأب أنس, وزوجته صفية ,وبنتهما راجية ,وكل واحد منهم
لديه فريق من الخدم يقوده ,.
صفية مكلفة بأعمال المطبخ ولديها عشر من الخدم خمس اناث
وخمس ذكور .
وأنس مكلف بأعمال الخارج, خارج القصر من التسوق و
أعمال البساتين وشئ من هذا القبيل وله خمس رجال
يقودهم .
راحية مكلفة بأعمال التنظيف ولها ست بنات في نفس عمرها
16سنة تقودهم .
فكانت لؤلؤة تقسو عليهم كثيرا وكانت كلما سمع لها صوت تجل
فلوب الخدم فيسرعون يبادرون العمل .بخلاف فارس فكان
محبوبا وكان كلما سمع له صوت انشرحت صدور الخدم ويبادرون
اليه حتى أنه كان اذا وجدهم في شقاء يمد لهم يد
العون ,ويساعدهم فيه وكانو لا يفتؤون يمنعونه من ذلك
ويأبى الا أن يساعدهم فلأجل ذلك امتلك قلوبهم وقلوب الناس.
فارس له من العمر 18سنة له حلم يطارده وهو أن يركب
البحر ويتمتع بأمواجه .
لؤلؤ لها 15 سنة, كانا يدرسان بالمدرسة الخاصة في وسط
المدينة مدرسة المفازة وفيها جناحان جناح خاص بالذكور
وجناح خاص بالاناث .
ذات صباح استيقظ فارس وكعادته مر على الجميع الخدم يبارك
لهم اليوم :صباح الخير .
وخرج من القصر متوجها نحو لسيارة التي يركبونها الى المدرسة
فوجد أنس كالعادة ينتظرهما ليوصلهم .
صباح الخير أنس .كيف حالك اليوم ؟
أنس :صباح الخير سيدي الصغير بخير والحمد لله , أين أختك لؤلؤة
؟
هيا أسرع أيها العجوز اركب كفاك حديثا ,قالت لؤلؤة من
داخل السيارة .
أنس :حاضر سيدتي الصغيرة ,هيا يا فارس اركب يا بني .
هكذا تمر الأيام على هذا المنوال ,حتى ذلك اليوم المشؤوم
الذي أدخل في قلوب الخدم والناس غما وحزنا شديدا وملأه
بالأسى والشجى .كان يوما عظيما وطويلا على العائلة
النبيلة .
خرجت الأم راضية مع ابنها فارس الى البحر للتفسح في يوم
مشمش , وفي الشاطئ اقترح فارس على أمه قال :ما رأيك أماه
في جولة في البحر؟
قالت الأم :تعلم أني أخاف من الأمواج ,وأصاب بدوار وسط
البحر , انا اااسف فارس لا أستطيع .
فارس: هيا أمي أرجوك فأنا لم أركبه في حياتي وانت تعلمين
أني ما خرجت معك الا للركوب فيه ,أرجوك أمي...
الأم :طيب لكن أنا لن أركبه ,ستذهب بمفردك مع سائق
القارب ,تجول جولة صغيرة وترجع .
فارس في فرح شديد :حسنا شكرا لك يا أمي شكرا جزيلا .
الأم :لكن بشرط...
فارس: ماهو يا أمي؟
الأ:ألا تخبر والدك اني سمحت لك بهذا ..
فارس: حاضر حاضر يا أمي ..
فاستأجرت الأم جماعة من الناس ليرافقوه في جولته ..
فركب فارس مع السائق بعد أن استوصت الأم عليه كثيرا ,و
أعطت السائق أجرة زائدة على المطلوب ..
عم السرور قلب فارس وكان حلمه أن يركب البحر قد تحقق
أخيرا بفضل الله ثم أمه التي سمحت له... واستأجرت جماعة من
أجل ذلك ..
بينما هم كذلك في وسط الأمواج اذ رفعت اشارات في المنارة
وسمعت أصوات من أبواقها تقول أخرجوا من البحر .. أيها
الناس من كان في البحر فليخرج على الفور ...قد بلغنا
أن مارد البحر استيقظ ... وبعد دقائق سيخرج على متن
البحر ...فحفاظا على سلامتكم فلتخرجوا الان وفورا ..
فأخذ الناس يهرعون الى الشاطئ وهم في فزع شديد وفارس ما
يأبه لذلك و أمر السائق أن لا يرجع حتى تنتهي
جولته ..والسائق خائف يقول: يا سيدي هذا المارد يأكل
أرواح الناس وطعامه المفضل لحوم البشر..وما يستيقظ الا
بعد عشر سنين .. أرجوك سيدي دعنا نرجع ..
فقال فارس:أنا لن أرجع ,ولا أريد اجبارك على مرافقتي,
فان كنت ترغب بالرجوع فلتركب مع أي واحد من أصدقائك
قبل أن يذهبوا جميعا ..
فأطرق السائق ساعة ... ونظر اليه وقال سيدي أرجوك فأنا
خائف عليك أكثر من نفسي وما كنت لأرحل من دونك.. ياالهي
ماذا أقول لأمك اذا رأتني من دونك ؟؟
فارس : أيها السائق ما هو حلمك ألديك حلم ؟
السائق : أأ؟
فارس:قلت ألديك حلم ؟؟
السائق : نعم
فارس: ماذا كنت ستفعل اذا حيل بين
ك وبين حلمك ؟؟
السائق في حيرة لا يدري ما يقصد وماذا يريد فارس من ذلك
فقال :سيدي ماذا تقصد ؟؟
فارس: حلمي هو أن أركب الأمواج و أتمتع بالبحر تحت دفئ
الشمس .. أعلم أنه ليس حلما كبيرا ولا مستحيلا فالكل
يستطيع ذلك ..لكن بالنسبة لي هو كذلك, لأن الشئ الوحيد
الذي حرمته هو ركوب البحر ..وذلك أن والدي منعني من
ذلك ..حقيقة لا أعرف لماذا؟ لكن الظاهر أن وراء ذلك
قصة ..فهو لم يحرمنا من أي شئ الا ركوب البحر ..
السائق: الظاهر أنه يخشى من مثل هذا اليوم ..
فجأة علا البحر حتى لم يرى له سقف ..وصرخ من كان فيه ولم
يخرج بعد النجداااااا
وأسرعو في الخروج ... وفارس رأى مالم يره في حياته ...أمه
في حيص بيص تلطم خدها وتصرخ وتطلب النجدة له, ابني أين
ابني ؟؟ تصرخ على شرطة الشاطئ .
السائق جف حلقه و فقد صوته.. والعرق عليه كأنه وضع على
جمرة من نار لا ينقطع .
خرج المارد فرأه من كان وسط البحر ومن كان في
الشاطئ ...طلبت شرطة البحر النجدة من جميع قوات
المدينة ..فتجمدت الحركة وسط البحر ..فكل من كان يريد أن
يخرج.. يسرع المارد نحوه ويلتهمه في لمح البصر .. ..الظاهر
أن للمارد عقل .. فارس تفطن لذلك علم أنه يفكر ولا
يبعد أن باستطاعته الحديث ..فقال فارس للسائق : أنحو بنا
نحوه ..
فقال السائق : أمجنون أنت يا سيدي ماذا تقول أتريد أن
تكون طعاما له ؟؟
فصرخ فارس وما علم عنه أنه صرخ في يوم ما...
وقال: أتريد أن تموت هكذا ...نحن سنكون طعامه لا
محالة ..يجب علينا أن ننقذ ما أمكن من أرواح الناس ..
قال السائق : وما ذاك يا سيدي ؟ ماذا تريد أن تفعل ؟
فارس: ثق بي و أنحو نحوه ..
فحرك السائق في وجل شديد القارب ..فلما سمع المارد قاربهم
التفت اليهم و أراد التهامهم .. فرأى أن القارب يتجه
نحوه وفارس عازم لا يعرف في وجهه خوف ولا مهابة, والسائق
يكاد يمود من شدة الهلع ..
فلما وصلوا الى المارد ,توقف القارب..
وقال فارس : أيها المارد أنا أقدم نفسي فداءا لأرواح
الناس ... وسكت.
فالمارد لا يجيب ..ولا يتحرك..
فأعاد فارس عليه :أيها المارد أقدم نفسي فداءا لأرواح
الناس...وسكت .
والمارد لا يجيب .. ولا يحرك ساكنا..
وأعاد عليه للمرة الثالثة :أيها المارد أقدم نف......
قبل أن يتمها قال المارد أيها الأحمق لماذا ؟ لماذا تريد
أن تضحي بنفسك من أجل الأخرين ...
والناس في استغراب هائل وقي تساؤلات كثيرة أيستطيع المارد
أن يتكلم ؟ كيف ؟
قال فارس : لا أريد أن يموت الناس بسبي ..
المارد : ما كنت لأخرم عزيمة المضحي بنفسه .. واني لمنفد لك
ما أردت ...
ستذهب معي وتكون فداءا لهم ..
فارس: شكرا لك أيها المارد قال ذلك في فرح شديد ..
والناس من حوله والسائق في بكاء عميق :لا.. لا تذهب نحن لا
نريد أن ننجوا ..نريد أن نموت معك ..
السائق : أيها المارد خذني بدلا عنه ..
الناس جميعهم يردون في عزيمة لا منتهية :خذني و أبقي على
حياته أيها المارد ..
فقال فارس : أيها الحمقى ... لمن تظنون أنني أفعل هذا ...
اخرجوا الان من البحر .. من كان يحبني فليخرج حالا من
البحر ولينجو بنفسه .. ومن كان يكرهوني فليبقى ...
فأخذ الناس يخرجون الواحد تلو الأخر والنحيب يعلو صوتهم
مع بكاء شديد ..
فلم يبقى الا المارد والقارب الذي عليه فارس
والسائق ..فأدخل فارس يده في جيبه و أخرج قلادة وأعطاها
للسائق وقال له أعط هذه لأمي, وقل لها أنا لم أمت ..و
أنا سعيد جدا كونك سمحت لي بهذه الجولة ,وأن هذا اليوم هو
أسعد يوم في حياتي ..قل لها ..........شكرا يا أحلى و
أغلى أم عرفتها الدنيا..............
السائق : والدموع تسيل على خده تسيل :حاضر يا سيدي...
فقفز الى البحر وتوجه القارب الى الشاطئ ..هو أخر قارب
يخرج من البحر ..
فالتقمه المارد وغطس ليأخد سباته المعهود فهو ينام عشر
سنين ويخرج ..ليتغدى على أرواح البشر ..
امتلأت السما بالطائرات والشاطئ بالدبابات ..لكن بعد
فوات الأوان ...الأم تبحث عن ولدها بين الناس وتسأل عليه
ولا أحد يجيب ..كلما سألت واحدامن الجماعة التي كانت
برفقته بكى ...وهي في كمد أحست أن هناك شيئا ما ...حتى
وصل السائق ولمحته فأسرعت اليه.. أين فارس ؟أين
ولدي ..فأخذت تشنقه ألم أئتمنه عليه ..ألم أوصيك عليه؟
أين ولدي؟ أين فارس ؟
فقال السائق وهو لا يكاد يرقأ له دمع : اني أغبطك سيدتي
على ابنك .. ما رأيت أنبل منه قط ..
الأم: أعد لي ولدي هذا الكلام لن يرجعه الي ..أين ولدي..
أخرج السائق القلادة وقال هذه أخر وصية له ..وانه قال لي
أنه ما سعد قط كسعادته اليوم ..وأنه سعيد لأنك سمحت له
في ركوب البحر.. وأنه لا يريدك أن تبكي عليه فانه لم
يمت ..وأنك أفضل أم عرفتها الدنيا ..
فحينئذ صرخت الأم وأخذت تبكي والقلادة في يدها وتقول لن
أسامح نفسي لن أسامح نفسي, أنا السبب, أنا السبب فيما
حصل لك يا فارس ...
http://3.bp.blogspot.com/_512VEbm7xB0/Sd4jYnMY3BI/AAAAAAAAYKQ/buI_AMQx-5I/s1600/18.jpg (http://www.monms.com/vb)
فلم تسطيع الرجوع الى البيت ..أخذت طريقا أخر وخرجت بعيدا عن المدينة .. وهي الان من المفقودات .. ووضعت العائلة عليها مكافئة خيالية لمن وجدها ...
انها الان تسكن في حتش صغير ...بعيد عن المدينة والناس ... فلهذا كانت تبكي على الصبي ..
انتهى الفصل الثاني وهو فصل طويل شيئا ما ..وهو عبارة عن ذكريات العجوزة راضية التي كانت سيدة القصر و أم فارس ..التي وجدت الصبي .
في الفصل القادم يستيقظ الصبي ..سنعرف شيئا عنه ..
يتبع بفضل الله..
جزاك الله خيرا قصة مذهلة صراحه لاكن العجوز ما ضيها محزن صراحه
هذا فارس بطل ومغوار نبيل حقا
اهااا العجوز هي شيدة القصور والله لو انا مكانها ماتركت القصر
اتوقع ان الصبي هو فارس مو نشوف في الجزء الثالث ان شاء الله
تقبل مروري : الفتى المبدع
انت مبدع صراحه اخووي .
الفتى المبدع
06-20-2011, 03:46 PM
الفصل الثالث:
بعد أن نظفت العجوز راضية الصبي , مسحت دموعها ,والتمست
شيئا تباشره به اذا استيقظ ليأكله ,فلا شك أنه سيكون
جائعا ,والله أعلم كم لبث مرميا بجانب النهر ,فما وجدت الا
بعض حبيبات الأرز ,فأسرعت به لتطبخه وتحضره قبل أن
يستيقظ, وهذا كان سيكون عشاؤها,لكت أثرث به عن نفسه
لتغذيه .
وهي كذلك سمعت صوت الصبي يبكي ويقول أبي أمي .........
فأسرعت العجوز اليه فلما رأها رجع القهقرى وحمل عصى
العجوز التي تركتها بقربه وقال : من أنت ؟ أين أنا ؟
أتريدين القضاء علي ؟أين أبي أمي ؟لماذا أنا هنا ؟...
قالت العجوز :لا شك يا صغيري أنك مررت بأوقات عصيبة ...
لا عليك لا تخف ..
فخرجت وأتته بالطبق الذي أعدته له , ثم دخلت وجلست
بقربه وهو لا يزال شاغرا العصى ,فأخذت تبرد له الطبق ..
فقالت : تفضل يا بني ..فلا شك أنك جائع ...
قال الصبي : أنا لا أكل طعام الغرباء ..... ومن يدري
ماذا وضعت فيه ...وأنا لست جائعا ....
ثم سمع صوت بطنه يزقزق .
فابتسمت العجوز وقالت : بطنك يقول غير ما تدعي ...
فأكلت منه لقمة كي تزيل عليه الشك فيه ...ثم قالت :
تفضل لقد أعددته لك خصيصا ..
فرمى الصبي بالعصى وأخذ الطبق بلهف شديد ... يأكل فيه
والدموع تنزل من على خده ويقول : لذييييييييييذ شكرا
لك أيتها العجوز ..
بعد أن أكل الصبي وشرب حتى روي ..أحس بانتعاش في
جسده ..وقال : أنا ااسف أيتها العجوز عما بدر مني ..
قالت العجوز : لا داعي يا ولدي فأنا أعلم يقينا ما مررت
به ...فلكي لا تقسوا على نفسك ...لن أسألك عن ماضيك
وكيف رميت بقرب النهر المظلم ..سأدعك تستريح ..فلا تزال
اثار التعب والارهاق عليك ..فنم يا صغيري ...
الصبي :شكرا لك سيدتي ما ألطفك ..
فأخذت غطاءها وغطته به ..ثم خرجت لتنام بقرب المدفئة ..
استيقظ الصبي أثناء الليل أراد أن يقضي حاجته ..فلما
خرج وجد العجوز نائمة بدون فراش ولا غطاء ووجد القدح
الذي أعدت فيه الأرز لا يسع الا لطبق واحد ...أنذاك أيقن
الصبي أنها نامت بلا عشاء ..وأن غطاءها وفراشها هو نفسه
الذي نام عليه ..فامتلأت عينا الصبي بالدموع ... فحملها
بحذر حتى لا تفيق وذهب بها الى مكانها ..فغطاها ..ثم قال في
نفسه : أنت أحق به مني ...ولن أنا حتى أت بشئ لتأكليه
اذا استيقظت ... فلا شك أنك جائعة أكثر مني ..
ثم خرج في جنح الليل المظلم يلتمس شيئا للأكل ...
وفي الصباح استيقظت العجوز فرأت نفسها في مكانها
فتعجبت ..فأسرعت تبحث عن الصبي ..فلما خرجت لقيت الصبي
أعدها لها الفطور وكان حساءا شهيا فقد صاد بالليل أرنبا
بريا ...
صباح الخير أيتها الجدة ..
قالت العجوز :صباح الخير يا بني ..لمذا لم تنم جيدا... فأنت
لا تزال مرهقا ..
فقال الصبي في نشاط :لا أبدا يا جدة أنا بأحسن حال ...
هيا تفضلي تناولي فطورك ...
فتناولا معا الفطور ....وهم كذلك قال الصبي لماذا لماذا
تتعاملين معي بلطف يا جدة .. ؟
فابتسمت وقالت : هل أنا كذلك .. هل أنا فعلا لطيفة ؟ لا
يمكن أن يكون هذا يعتبر شيئا بالمقابل مما اقترفته ..
فتعجب الصبي وقال :وما ذاك يا جدة ؟
فقصت عليه القصة برمتها ....
فقال الصبي : ما رأيت أما أفضل منك .... وما سمعت بشجاعة
أكبر من شجاعة ابنك ..وما أراك اقترفت خطأ يستحق ما أنت
فيه الأن أيتها الجدة ...
فتنهدت الجدة وقالت : أرجوا ذلك يا صغيري...فقال الصبي :
لامع ..أنا لامع فقدت أبي أمي في الحرب ....
انتهى الفصل الثالث بفضل الله
في الفصل القادم سنتعرف أكثر على لامع وكيف رمي بقرب
النهر وكيف مات أبواه’؟؟
http://www.hayah.cc/forum/imgcache/197797.png (http://www.monms.com/vb)
تسلم فصل رائع مثلك يا مبدع
متحمس اشوف ما ضي لامع هذا
:x11: لاني ظنيت انها قصة سيئة لقد اعجبتني صراحه .
تقبل مروري : الفتى المبدع
الفتى المبدع
06-20-2011, 03:55 PM
الفصل الرابع :
في بيت صغير وداخل قرية مسالمة لا تعرف شيئا عن القتال ... والرجال خارج البيت
ينتظرون ...فجأة سمعت صرخات طفل ... لقد ولدت زوجة أمين الصياد ...خرجت النسوة فرحين
عالية أصواتهن يباركن المولود الجديد ..وكان من عادت أهل القرية كلما ولد طفل يحتفلوت به احتفالا
عظيما وفرحون به ويجعلونه كابنهم ...فلذلك كانت القرية كلها وكأنها عائلة واحدة ..
دخل أمين على زوجته ودموع الفرح تملأ عينيه ...يقول:بعد طول انتظار أحظى بهذه النعمة ..اللهم لك
الحمد اللهم لك الحمد ... أيمكنني أن أحمله ...
قالت أخته نعم لك ذلك لكن بحذر ...تفضل هكذا...
فحمله والده أمين ويسرد عليه أمانيه سأجعل منك كذا سأعمل لك كذا سأربيك على ذا ...
قالت زوجته هناء :كفاك يا زوجي العزيز ...فالطفل لا يزال هشا ...
قال أمين : نعم نعم أنا ااااسف ..فلما أراد أن يضعه رأى على ظهره علامة وكانت علامة مضيئة
ومعروفة في الأساطير المتداولة عندهم والشائعة بين الناس ..
فلما رأها أمين أسرع وغطاها ..وأمر الجميع بالخروج فجأة ..
فقال لزوجته : ألحظت ذلك ؟
قالت زوجته :ماذا؟ مابك ؟لماذا أمتهم بالخروج هذا ليس من عادتك؟
أمين :وكشف الذي ستره ..أنظري ..
هناء وضعت يدها على فمها وقالت :يا الهي ما هذا لماذا ...؟
أمين : لقد ظننت أنها مجرد أسطورة والناس كلهم يظنون ذلك ...فهل ما حدث فبل 500 سنة
صحيح ..هل فعلا كان هناك ملك أبا دولة برمتها في أقل من ساعة ..هل كل ما يقال صحيح عن هذه
العلامة ...يالهي لن تسكت القبائل الأخرى اذا علمت به ..ماذا نفع ياالهي ماذا نفعل؟
قالت هناء :ربما تكون مجرد علامة من وحم أشئ من هذا ...فلا داعي للخوف أمين...
فأسع أمين الى المكتبة وأخرج الكتاب الذي يتحدث عن الأساطير القديمة ... فتصفحه الى أن وجد تلك
العلامة ..وهي العلامة المقدسة كما تقول الأسطورة التي لا تكون الا عند الملوك والتي تحمل في
طيتها قوة لا منتهية ...وهي نفس العلامة التي كانت عند الملك أولينك الذي أباد دولة الظلم برمتها في
أقل من ساعة ...
قال أمين :لا شك أنها نفس العلامة .. أنظري ...
هناء في تعجب وأيقنت أنها نفسها العلامة في الكتاب قالت : يا الهي ماذا نفعل ...فاتفقوا على أن يبقو
ذلك سرا بينهم ...
فعاشوا في هناء دائم وعين أمين لا تفارق ابنه خشية أن يكشف سره ...
انتهى الفصل الرابع بفضل الله
نلقاكم في الفصل الخامس وحيث سنتعرف أكثر على ابن أمين ..ونعرف ما سر خوفهما على أن
تكشف علامة ابنهما ؟
http://lh4.ggpht.com/_vP3-jxPSLMs/SvXXRHW-XtI/AAAAAAAAABA/MWghJA_iJ-I/99662_fhdr.jpg (http://www.monms.com/vb)
تسلم على الفصل المثير علمت الكثير الحين انا تسلم
متحمس للجزء الخامس :wub:
تقبل مروري : الفتى المبدع
الفتى المبدع
06-20-2011, 03:58 PM
الفصل الخامس:
مرت عشر سنوات ...فأصبح ابن أمين صبيا مفعما بالحيوية وكان محبوبا لدى الجميع لطيبة قلبه وشدة حرصه على مد يد العون لكل من يحتاج ذلك ..وكان موضع فخر لدى عائلته ...وكان كثيرا ما يرافقه والده أمين للصيد .
على هذا النمط مرت عشر سنوات...حتى اتى ذلك اليوم ..وكان يوما مشئوما بمعتى الكلمة ..
استيقظ أمين كالعادة في الصباح الباكر وأراد أن يوقظ ابنه للصيد ...فلما دخل عليه غرفته ...نظر اليه ...فقال في نفسه :لابد أنك مرهق ..فأمس لم تنم باكرا.. فقد ظللت مستقظا تساعدني حتى وقت متأخر ...فلن أسامح نفسي ان أيقظتك الأن ...فلتنم يا ولدي ...وقبله وغطاه وانصرف ...
بعد حين استيقظ الابن .. فسمعته أمه ..فخرحت ...
قال: أين أبي ياأمي ؟
الأم :ربما خرج للصيد ..
الابن :لكن أليس من المفترض أن يوقظني لرفقته كعادته ؟
الأم : ربما أراد أن تستريح قليلا ...فأنت لم تنم باكرا أمس ...
الابن : سألحق به ...فلا شك أنه يحتاج مساعدتي ..
فسمحت له الأم اذ لا مانع يمنعها من ذلك فالقرية كلها كأنها عائلة واحدة ..والذي كانوا يخافون لأجله كان شبه منسي ...فأعطته وجبة من طعام الفطور يحمله اليه ..
خرج الابن متوجها الى المكان العهود الذي يصطادون فيه ...وفي طريقه سمع صوت طفلة صغيرة تطلب النجدة ..فأسرع نحو الصوت ..فلقي طفلة صغيرة والذئب واقف عليه مكشرا أنيابه ...فحمل عص ووقف أمام تلك الصبية يرد الذئب عنها ... وأخذ يلوح بعصاه وهو في خوف شديد ويقول ابتعد أيها الذئب لن أسمح لك أن تؤذيها ..والذئب ما يزيده ذلك الا رغبة فيهما معا فأخذ يتقدم شيئا فشيئا ..فأرادت الصبية أن تهرب .حينئذ هاج الذئب وقفزة عليها واللعاب يسيل من فمه ...فصرخ الابن صرخة عضيمة أنذاك تحول الذئب الى فحم ...
الصبية رأت المنظر كيف تحول الذئب الى رماد ..وطبعا الابن لم يلاحظ شيئا فقد أغلق عينيه لما صرخ ...فلما فتحهما ووجد الصبية بخير والذئب تحول الى رماد ... التفت عن يمينه ويساره ونظر فوق وأمامه ووراءه فلم يجد غير الطفلة والذئب في حالته ...فتساءل مالذي حدث ...
توجه نحو الصبية فرحا وقال الحمد لله أنك بخير ...
والصبية تكاد تموت من الخوف من هذا يا ترى ...وخافت قالت : لا تقترب مني ... من أنت ؟كيف فعلت ذلك ؟
الابن : ماذا ..ماذا فعلت؟
فقالت الصبية في نفسها لا شك أنه لم يعي ما فعله ...أتمانع أن ترافقني الى بيتي ..فأنا خائفة في الطريق ..وكانت الصبية ابنة الساحرة حيضرة التي تسكن وحدها بمكان معزول عن القرية ...
الابن : لكن أنا في عجلة من أمري ... فأنا ذاهب الى أبي ...أنظري هذا طعام فطوره ..
الصبية : أنا قريبة من هنا ... أتطيب نفسك أن تدع فتاة صغيرة وحدها داخل الغابة ؟
الابن : بالطبع لا ..هيا بنا..
انطلاق معها ليوصلها حيث تسكن ,ثم يكمل ما خرج لأجله ..
فلما وصلا نادت الصبية بأعلى صوتها : جتي ..جدتي .. ها قد عدت ..
خرج من الكوخ عجوز هرم قد سيطر عليها ما تمارسه من السحر , وقد تكهنت بمجيئ الابن ..
فنظرت الكاهنة الساحرة الى الصبي وهي تحمل عصاها الملتوية التي تستطيع أن تفعل بها ما تشاء بسحرها وقالت : اقترب ..اقترب ..أيها الصبي ..
الابن : أنا أااسف يا جدة فأنا في عجلة من أمري ..
الساحرة : حسنا ..فالتذهب ..
قالت ذلك وهي تحدث نفسها : لاشك في ذلك انه هو انه الذي تنتظره القبائل والقرى لتنشيط فنونهم وزيادة قوتهم ..لن أدعه يذهب ..
الابن :حسنا الى اللقاء ..الى اللقاء يا.. فقبل أن يكملها وجد الصبية التي أنقذتها أمامه .. فاستغرب ..فقالت الصبية : لن تذهب الى أي مكان .. ستبقى هنا ...
قال ببراءة : لكن أبي ينتظرني .. وهو بعد لم يتناول فطوره ..^^
قالت الساحرة :لا بأس فلتذهب.. دعيه يذهب ..
ثم التفت ودخلت الى الكوخ ..
قال : أنا ااسف أريد حقا أن أبقى معكم , لكن أبي في انتظاري .. أعدكم أن اتي لزيارتكم يوما ما .. ثم ذهب الى حال سبيله ولا يدري ما ينتظره من مكر الساحرة اللعينة ..
بعثت سراياها من الشياطين خلفه وأخبرتهم أن سحرهم لن ينفع معه , قالت : اياكم أن تستعملو معه السحر فكل ذلك لن ينفع معه , لكن ألقوا القبض عليه ..
قال أحد العفاريت : لكن كيف ..والسحر لا ينفع معه ..
الساحرة : خذا ..هذه تعويذة افعلا أي شئ وضعاها في صدره ,فاذا فعلتما ذلك فانه سيغمى عليه وأتوا به ..هيا اذهبا الان..
والصبي في الطريق في أمان يمشي ..يحدث نفسه يقول أنا اسف يا أبي لأني تأخرت عليك ..فجأة تمثل له أحد العفاريت الذين أرسلتهم الساحرة بأبيه ..
فوقف الصبي متعجبا : أبي ..أخيرا ..تفضل هذا فطورك..
العفريت الذي أخذ صورة أبيه : شكرا لك يا بني ...أنا حقا جائع ..والعفاريت لا تأكل الطعام الذي فيه الملح ^^
فلذلك أخذ العفريت الفطور وو ضعه أمامه ولم يمسه
فقال الابن : ما بك يا أبي ..؟فأحس أن هناك خطب ما ..
فأخذ العفريت لقمة ثم صاح بأعلى صوته وتحول الى هيئته و أخرج التعويذة وو ضعها على صدره ..فأغمي عليه .. وأوتي به الى الساحرة ..فأرسلت الى زعيم قرية العقاب الأحمر : وهي القرية التي تهابها كل القرى والقبائل ..لقوتها الساحقة وامكانياتها التي أعجزت وأذعنت الكثير ممن وقفوا في وجهها .. وما علم أنها خسرت معركة قط ..بل كانت تلحق بالعدو هزيمة نكراء في وقت خيالي ..
انتهى الفصل
نلقاكم في الفصل السادس حيث سنتعرف عن قرية العقاب الأحمر ..ومن هو زعيمها وبماذا يتميز أهلها ..وماذا سيحدث للصبي .؟
جزاك الله خير متحمس ودي اعرف ما الذي سيحدث للصبي وما هي قرية العقاب الاحمر ومن زعيمها واااي متحمس
بسرعه لا تأخر الجزء السادس يالمبدع :wub:
والله اعجبتني يا الكاتب الرائع
تقبل مروري : الفتى المبدع
كيكيو
06-26-2011, 06:58 PM
مشكووووووور عالقصة
تسلم الايادي*
تقبل مروري*
vBulletin® v3.8.11, Copyright ©2000-2024