مشاهدة النسخة كاملة : --->{[ بين جحيم (الأنا) ونعيم اهدنا .. ]}<---
http://up.arab-x.com/Apr11/TDn81083.png (http://up.arab-x.com/)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
كيفَ حالكم عائلتي المكساتية ، أرجو أن تكونوا جميعاً بأحسن حال..:001:
في عصرٍ تنامى فيه الفكر الاستعلائي والنظرة الفوقية للغير، نجد أنَّ هناك من أنزل تلكَ(الأنا) منزل التقديس فجعلها مركزاً للكون وجعل كل ما حولها يدور في أفلاكِ أنانيتها ونظرتها المريضة للغير..
بعضهم لا يراهن على شيء كالأنا..! وبعضهم لا يجرؤ على مجرد الإشارة إليها..!
وموضوعنا اليوم سيتناول تلكَ (الأنا) ولكن ليس من منظور فلسفي يأخذنا إلى عالم المصطلحات المبهم الذي ينطوي على(الأنا السفلى) و(الأنا العليا)، بل من منظور إسلامي واقعي يأخذنا إلى طريق تلكَ (الأنا السوية) لنكون بها في نعيم (اهدنا الصراط المستقيم )..
فبسم الله نبدأ..
(http://up.arab-x.com/)http://up.arab-x.com/Apr11/a6h81083.png (http://www.monms.com/vb)
http://up.arab-x.com/Apr11/bQm81343.png (http://up.arab-x.com/)
نحن بحاجة دائما إلى نظرة بسيطة غير متكلفة للأمور تلك النظرة التي تقودنا إلى التجرد من القيود التي يفرضها الواقع الفكري وحين ننجح بالوصول إلى الحرية المطلقة المجردة فإننا سننظر إلى الظواهر – كجوهر ، يدركه العقل المتأمل ، وتجلٍ ظاهري ، تعطيه الحواس صورته التي يتجسد بها - والجوهر والجسد ينتميان لبعضهما في صلة وثيقة . ومن منظار البساطة يمكن للمرء أن ينظر إلى الأشياء كما هي في الواقع فيشعر بغرابة إصرار الآخرين على أن يكونوا امتداداً مقيداً لسابقيهم وذلك في الواقع سلب للانا ، اناهم التي مع عدم انفصالها التام عن الذات الكلية للمجتمع البشري إلا إنها تمتلك خصوصيتها في أن تكون أنا مميزة لها ملامحها حين تتجلى كظاهرة حسية أو حين تخضع لدراسة مستفيضة موغلة في خصائصها الجوهرية .
الأنا في الواقع ومما نلاحظه حين نتأمل شعور الآخرين بأناهم إنما تتمثل بكل ما ينتمي إلى المرء وما ينتمي إليه من فكر ، ونتاج ، وجسد ، وأرض . فمن حيث الفكر والنتاج فالعالم والأديب والفيلسوف وحتى المزارع البسيط والعامل خلف ماكنة الإنتاج يعتز بمهارته وبراعته في عمله ويرى تميزه في ذلك وهو يذود بدأب عنها ، فنتاج فكري يتمثل بكتاب لا يمكن فصله عن أنا منتِجه لأنه يمثل ما يعتمل في داخله من فكر وبناء تأريخ.
http://up.arab-x.com/Apr11/jGR81343.png (http://up.arab-x.com/)
[/URL]http://up.arab-x.com/Apr11/hQz81343.png (http://up.arab-x.com/)
لكل فرد " أنا " تماما مثل أن يكون لديك رأي. بعض الأشخاص يمكن تحملهم ولا نشعر بأي تضخم لما لديهم من " الأنا" . وهناك آخرين لا يمكن تحملهم أو التعامل معهم لتضخم الأنا لديهم و ما ينتج عنه من مضايقات للآخرين. السؤال هنا ماذا نعنى بكلمة " الأنا "؟ كثيرين يخلطوا بينها و بين الأنانية, و لكن الواقع يقول إنهما ليسا شيئاً واحداً. فقد جاء فى أحد قواميس علم النفس إنها " الشعور بأهميه الذات بصوره مبالغ فيها, و الغرور , و المفهوم الخطأ للكبرياء ". و قد وصف العالم بليز باسكال الأنا بأنها :" للأنا خاصيتان، فمن جهة هي في ذاتها غير عادله من حيث إنها تجعل من الشخص نفسه مركزا لكل شيء، وهو من جهة أخرى مضايقا للآخرين من حيث إنه يريد استعبادهم، ذلك لأن "الأنا" هي عدو لكل من حولك، وتريد أن تكون المسيطر على الجميع ".
[URL="http://www.monms.com/vb"]http://up.arab-x.com/Apr11/jGR81343.png (http://www.monms.com/vb)
[/URL][URL="http://up.arab-x.com/"]http://up.arab-x.com/Apr11/dQN81757.png (http://www.monms.com/vb)
منذ بدء الخليقة التي أبدعها المولى فاطر السماوات والأرض سبحانه وإبليس اللعين وجنوده يتربصون بآدم عليه السلام ويترصدون له ولذريته رافعين راية العداوة والحرب على بني آدم فلم يكتف إبليس اللعين بأن أخرج أبوينا من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما لكنه أقسم ليحتنكن ذريته إلى يوم الدين وليضلَّنَّهم وليمنِّينَّهم وليفتنَّنهم متفنِّناً في طرق غوايتهم متلوِّناً في أحابيل كيده ومكره لهم ليحيد بهم عن الصراط المستقيم والنعيم المقيم.
أجل هذا دأبه وجنوده ثم ليلقي بمن أطاعوه في نيران الجحيم والعياذ بالله بعد أن حلَّت عليه اللعنة ... ونال سخط الله ... بعد أن أمره الله بالسجود لآدم فكان ما كان !!؟
ترى لو تساءلنا ما الذي أخرج إبليس من الجنة ومن صحبة الملائكة ومعيَّة المقرَّبين ليكون حاله السُّخطَ المهين وتحلَّ عليه اللعنة إلى يوم الدين ؟؟ لجاءنا الجواب عليه في الذكر الحكيم:
(( قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي استكبرت أم كنت من العالين قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين قال فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين )) .
أجل .. أجل هو الكِبْرُ ... والعُجْبُ ... والفخرُ ... والاستعلاء
(( أنا خيرٌ منه خلقتني من نارٍ وخلقته من طين ))
هي أنا الأنانية، وأنا الكبر، وأنا الجحود ،وأنا الاستكبار ،وهي التي أودت به واستحق بسببها اللعنة.
لا غرو أن يكون لكل إنسان شخصيته المستقلة، وأداؤه الذاتي،وحُلَّتهُ الخاصة به، وتميزه واستقلاليته الطبيعية دون سرفٍ أو شططٍ فليس هذا بمستغرب ولا مستنكر في شرعنا الحنيف أبداً أبداً.
ولكن القضية أن يتعدى التميز خطوَه!! ويتمادى الإنسان بشخصيته!! ويتعالى المرء على بني جنسه!! فهذا مالا يحمد عقباه.. حيث يدخل في عالم النَّرجسية والطَّاوسية!! ليقع في آفة الغرور!! ويهوي في درك الاستعلاء!! ويكون فريسة الغطرسة والاستكبار والعياذ بالله.
وقد حذرنا المصطفى عليه الصلاة والسلام من الكبر إلى أبعد مدى بقوله : (( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر )) رواه البخاري
أي آفةٍ هذه بحيث أن ذرة من الكِبْرِ تحرم صاحبها من دخول الجنة !!؟
فالكبر داء ٌوبيلٌ إن أصاب أحداً جعله في أردى أحواله سلوكاً، حيث تتمادى الأنا الفردية لتشوبها نبرة الكبر لشخصها!!
والاستعلاء بذاتها!! والتميز بحالها!! والتفضيل لكينونتها على البشر!!لتقع بذلك في الأذى والشرور، وتهوي في درك الغرور فتغور بذلك بإبليسية فعلها مع إبليس لتهوي في درك الشقاء ومستنقع الكبرياء.
وهذا ما أردى وأودى بإبليس ونال به السخط وحقت عليه اللعنة
(( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ))
لغة التكبر .. ونزعة الاستعلاء .. ومنطق الحجود .. ولهجة النكران ...
تبرز نوازع الأنا نافرة!! بحواف حادة!! ونظرات جارحة!! لتنفث سموم الكبرياء، وتفحََّ نقع الاستعلاء
هي ليست قصة إبليس فحسب ولكنها قصة جبابرة وطغاة الأرض في كل مكان وعلى مر الزمان الذين يستكبرون على أقوامهم ويتعالون على بني جلدتهم من البشر ويمنحون أنفسهم ألقاباً وأوسمة وسلطات ومسميات ما أنزل الله بها من سلطان وهذه قصة فرعون شاهدة ناطقة كما قصَّها لنا القرآن الكريم:
(ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون أم أنا خير من هذا الذي هو مهينٌ ولا يكاد يُبين فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوماً فاسقين) .
أي استكبارٍ هذا ؟! وأي منطقٍ يتحدث به ؟! وأي غرورٍ أصابه ؟!
الأنا ... الأنا هذا الضمير المنفصل إن لم يهذِّب نفسه ويصلح حامله ويعالج طبائع ذاته في علاقاته وتعاملاته يقصي صاحبه، ويقطع وتينه، ويلقي به في مهاوي الجحيم، ليفصله عن معية المهتدين في الدنيا قبل يوم الدين والجنة والنعيم.
تسمع قصتهم في كل زمان وتلقى أمثالهم حيث وجود الطغيان، وتشاهدهم بمواقع الظلم والعدوان
وهذا عصرنا الحديث ناطقٌ شاهدٌ على أممٍ تلبس لبوس الكبر!! وتتحدث بلغة الاستعلاء!! وتتشدَّق بنبرات الكبرياء!! تملك ناصية الأمم المتحدة بجبروتها!!.. تدعي أن قولها الفصل !!..
وتزعم أن بيدها الحل!! تتحرك كأنها تملك مقاليد العالم كله!!! متألهة بذلك على أهل هذه البسيطة!! أساطيلها منتشرة لتظهر قوتها.. بوارجها متنقلة تبدي غطرستها ..طائراتها قاذفة صواريخها ناسفة تهدي الفناء..وتفني الحياة.. تبيد الحرث والنسل ..تدبج المكر وتصنع الغدر ...تتلون كالحرباء وتفح كالأفاعي بحجة الديمقراطية وحقوق الانسان تفني العباد وتدمر البلاد!!!!!
وبرسالة التحضر تحرق القرى وتهدم المدن!!!! وبالتحضر تحاول تغيير الحال وطمس المعالم والمكان
بئس ما يقولون وسحق ما يفعلون لسان حالهم يقول We are the first نحن الأول كما قال إبليس :أنا خير منه
يتحدثون باستعلاء كأنهم المتصرفون في شؤون البلاد والعباد، يخطبون بغطرسة يسوسون بمنطق القوة
نفس المنطق ونفس اللهجة وذات الأقوال وأردى الأفعال لنرى نبرة فرعون !! وخطاب قارون !! ومقال إبليس .. ((أنا خير منه ).. !!
نبرة الكبرياء.. ونزعة الاستعلاء.. ومنطق السفهاء.. ولغة الطغاة المستكبرين.
http://up.arab-x.com/Apr11/jGR81343.png (http://www.monms.com/vb)
http://up.arab-x.com/Apr11/59T81757.png (http://up.arab-x.com/)
الإنسان..هذا المخلوق الكريم الذي يستحق كل تكريم وكل تقدير أكرمه المولى سبحانه من فوق سبع سماوات (( ولقد كرمنا بني آدم وحملناه في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا )).
وسخر المولى سبحانه له ما في السماوات والأرض جميعاً منه لخدمته ولراحته هذا المخلوق الكريم يستحق كل تكريم والله ولكن ماذا نقول عن واقع الحال: آه.. آه.. ولا ينفع قول الآه و لا حول ولا قوة إلا بالله فما نراه في هذا العصر مما يظلم فيه الإنسان أخيه الإنسان ليندى له الجبين ويسم أهل هذا الزمان بأقذع النعوت وأقدح العبارات، حيث قاموس اللغة كله لا يتسع لما نراه من انتهاكات لحقوق الإنسان في كل مكان والعراق وفلسطين عينا الأمة التي يحاولون فقأها وطمس معالمها، ولكن خسئوا فما عرف الحقيــقة ظالمٌ ميْت الضَّمير ولا جبانٌ أحمقُ يتعاملون مع البشر كالبهائم هنا وهناك وغوانتنامو أفظع إهانة للبشرية والإنسانية في مطلع هذا القرن ولتتأمل بعد ذلك المولى سبحانه وتعالى وهو الكريم القادر العظيم الجبار من بيده ملكوت السماوات والأرض كيف يخاطب الإنسان مستثيراً فيه عقله وحكمته موقظاً فيه ضميره وفطرته:
(( يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك )) .
ما أعظم هذا الخطاب وما أبلغه وما أجمل ما يثيره في النفس أما تتحرك المشاعر والقلوب له؟..
[/URL][URL="http://www.monms.com/vb"]http://up.arab-x.com/Apr11/jGR81343.png (http://www.monms.com/vb)
http://up.arab-x.com/Apr11/YKn83459.png (http://up.arab-x.com/)
ماهية الحوار بين ثقافة الأنا و الذات المستبّدة
ما عسى الحوار أن يكون في عالم الحصار الدائم و سجن الهموم ؟ ، ماعسى الحوار أن يكون في ظل ثقافة الأنا ؟ ما عساه أن يكون دون موضوعية و رؤية معمقة لما يمكن التحاور فيه ؟ هي نتائج إنفصالنا المستمر عن ديننا و مبادئنا ، نتائج فقداننا الوعي بأصلنا النابع من تركيبة نمط إجتماعي حضاري عربي إسلامي ، كيف نسأل عن ماهية الحوار و هو يتخبط في تلفيقية البعض و ترقيع الخطأ بالأخطاء و التمادي في تكرير نفس الخطأ مرات و مرات و الذهاب بعيدا بأفكارنا كأن من يكذب و يصدق نفسه يعتبر صادقا !! .
نحن لا نلف حبال الموت حول أعناق بعضنا ، الحرية للجميع و لا أحد مكبل الأيدي أو معلثم اللسان ، كلنا أبناء لغة الضاد و ارتوينا من منبعها ، لا نقبل أن يلعب بمشاعرنا و لا بعقولنا بكلمات متلاصقة مهما كان تجانسها تبقى دون روح تشرح صدورنا و تروي تعطشنا لمعرفة الحقيقة .
الحوار لا إلغاء ، و حياة "الأنا" ليست مرهونة بموت "الآخر" لأن الذاتية لا تناقض بالضرورة الغيرية . إن المحاور يتميز بالانفتاح المستمر ، و الخروج الدائم من الذات إلى موضوع الحوار للالتقاء به و التعرف على خباياه ، و اكتشاف رموزه التي هي بعض من حقيقته و وجها آخر لذاته .
الحوار إبداع و تأطير شامل للموضوع داخل فضاء لا ينتهي أبدا ، الذي يريد أن يكون منغلقا ولا يأبه بالتأويل لن يفيدنا في شيء غير القنوط و الملل لأن الحوار معرفة بها نتطلع للحقيقة بالسؤال و البحث لا إيديولوجيا تجنح نحو الانكماش و التقوقع .
الحوار مواجهة للموضوع و ليس للأطراف الأخرى ، نحن دائما نترك الفيصل و ننتهي بتوافه الأمور لنخوض في جدال جاهلي نبرز فيه بواطن لفظية يلجأ إليها المرء كلما يحس بفشل فلسفته في التحاور الذي هو أصلا معالجة إشكالية في غنى عن أي غموض و شوائب إضافية . إن وجودنا هنا و في هذه الظروف لا معنى له إذا لم نأخذ القواعد الأساسية لطرح انشغالاتنا و العمل بها .
الحوار بالضرورة يولد وسط أحكام و اختلاف في المناهج و دوره في هذه الظروف ترتيب فوضى الأفكار و أي انهمار لغوي طائش لا معنى له يعرض الحوار للتخبط من جديد و يؤخر عقارب الساعة للوراء .
و الحوار مسؤولية و هو عملية على جانب كبير من الأهمية و الخطورة ، و لا ينهض به إلا من يستطيع الفهم الكافي للتيارات التي تحرك الحلول بالاستناد إلى الثقافة الشاملة و "الذهنية الواسعة" و الإحاطة الواعية بموضوع الإشكال كرؤيا كلية لما يمكن طرحه من حلول . إن المعاشرة الحقيقية و الاحتكاك الدائم لظروف حياتنا و المعاناة من أكبر مشاكلاتها يعطينا الدفع المعنوي للتحاور بما أنه ظاهرة حضارية تتموضع بالنسبة لنا في سياق الإستراتيجيات لأننا ملزومون بالخوض في معترك الواقع بكل أبعاده المتكاملة و بلوغ ما يرضينا ، و لا قيام لهذا الأخير بغير السؤال و البحث عن الإجابات المتعددة عند الآخرين ، و من خلال الآراء المتباينة لإيجاد المعنى المشترك الذي يؤلف الحل على محك التجربة ، لذلك يجب أن تختزل المسافات البعيدة بين "الأنا" و "الآخر" أو بين المحاور و محاوريه ، و يجب تردم الهوة السحيقة بين طرفي هذه العملية الحضارية لتكون جسر تواصل كلي و تفاعل خصب ، يساعد على تكامل الآراء و اتساع الأفق الفكري الذي يستوعب الحقيقة مهما تكن دون لون محدد لها .
http://up.arab-x.com/Apr11/jGR81343.png (http://www.monms.com/vb)
ڝـعـِب المنـاڷ ●
05-14-2011, 02:34 PM
اشكرك على هذا الموضوع المهم
واهلا بك في منتدانا
ڝـعـِب المنـاڷ ●
05-14-2011, 02:35 PM
""" تم التقييم """
http://up.arab-x.com/Apr11/6Zw83459.png (http://up.arab-x.com/)
العمل التطوعيّ: التحرّر من قيد (الأنا)
العمل التطوعي ّ ممارسة إنسانية ارتبطت بالأعمال النفعية المتعدية للآخرين، وهو أحد الركائز الأساس لبناء أي مجتمع بشري، بل وتأكيد الترابط الاجتماعي بين أفراده، يختلف في مجالاته، ودوافعه، وحجمه؛ باختلاف ثقافة ومجريات الحياة لدى هذا المجتمع أو ذاك، إلاّ أنه على أي حال يزداد ويَتَّسع عند وجود الأزمات والكوارث.
ودائرة العمل التطوعي لا تختص بالسعي على الأرملة والمسكين، وتقديم المعونات الغذائية فحسب، بل إنها لتشمل ميادين الحياة الأخرى؛ فرعاية المرضى والمسنين، والمحافظة على البيئة، وحماية الحياة الفطرية، وبناء المدارس والمستشفيات، وتوجيه التائهين، والتعريف بالآثار التاريخية، ومساعدة المزارعين على مقاومة الآفات والحشرات، وتصميم المواقع والإعلانات للجهات الخيرية، والمشاركة في أعمال الإنقاذ حين الكوارث والحروب، كل هذا وغيره يدخل ضمن العمل التطوعي.
جاء في لسان العرب، (باب: طوع): "وتَطَوَّعَ به وتَطَوَّعَه تَكَلَّفَ اسْتِطاعَتَه، وفي التنزيل فمن تَطَوَّعَ خيراً فهو خير له... والتَّطَوُّعُ ما تَبَرَّعَ به من ذات نفسه مما لا يلزمه فرضه".
وعلى هذا فيمكن تعريف العمل التطوعي بأنه: تقديم العون والنفع إلى شخص أو مجموعة أشخاص، يحتاجون إليه، دون مقابل مادي أو معنوي.
لماذا العمل التطوعي؟
العمل التطوعي من الأعمال الجليلة التي تظهر آثارها الإيجابية وثمراتها النافعة على الفرد والمجتمع, ولذا كان للعمل التطوعي الأولوية في مطلع رسالة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم؛ إذ جاءت الآيات القرآنية الكريمة بالحث على الإنفاق والبذل للمجتمع، وخصوصاً للفقراء والمحتاجين والمساكين، ومن هذه الثمرات والآثار:
1- أنه ميدان خصب للسعادة في الدنيا، والأجور العالية في الآخرة:
- "لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين". رواه مسلم.
- "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار". متفق عليه.
- "من مشى في حاجة أخيه كان خيراً له من اعتكاف عشر سنوات". متفق عليه.
2- أنه سبب سعادة المجتمع، واستقرار أركانه، وتكاتف سُكَّانه، مع تأصيل الحس الاجتماعي. ففيه: حل للمشكلات والمعضلات التي قد يمر بها بعض أفراد المجتمع، وفيه إشاعة الصلة والمحبة، وفيه علاج شكيمة النفوس وسلبيتها وضغينتها، وفيه التكاتف والتراحم.
3- أنه معين على الإيجابية، والتواصل مع الآخرين، وكذا علاج للنزعة الفردية، وتغليب "الأنا"؛ فهو تهذيب لشخصية صاحبها، وتحويلها من السلبية إلى الإيجابية، ومن القعود والسكون إلى الحركة والفاعلية.
4- وهو كذلك سبب رئيس لتطوير مهارات الفرد، بتعلم مهارات جديدة، أو تحسين مهارات يمتلكها.
5- ومن آثار العمل التطوعي تحسين الوضع الاقتصادي، والاجتماعي، والمعيشي، لدى أفراد المجتمع، مع تجسيد مبدأ التكافل الاجتماعي فيما بينهم، واستثمار أوقات الفراغ بالصالح المفيد.
غرس ثقافة العمل التطوعي؟
إننا في حاجة إلى غرس ثقافة العمل التطوعي في مجتمعاتنا الإسلامية، وبيان الفوائد المرجوة منه في الدنيا والآخرة، على الفرد والمجتمع على السواء.
المثقفون، والمعلمون، وأرباب الأسر، والإعلاميون، والخطباء، والأدباء، والمسئولون، وأئمة المساجد، وكل من كانت له ولاية على أحد؛ مسؤول مسئولية مباشرة عن هذا الأمر.
إننا لن نستطيع أن نحقق الأهداف الجليلة من وراء مشروعية هذا العمل الخيري الإنساني النبيل، ما لم تتوافر لبنات المجتمع بأكمله لتبنيه، وجعله أحد الفعاليات الطبيعية في حياة أفراد المجتمع على اختلافهم.
http://up.arab-x.com/Apr11/jGR81343.png (http://www.monms.com/vb)
http://up.arab-x.com/Apr11/5Kk83459.png (http://up.arab-x.com/)
أنا أؤمن بأن الأنا يجب أن نربيها بعقلنا لا بعاطفتنا حتى لا نهضمها حقها بأن نرهقها بالعتب والعقوبات عند الخطأ أو نهلكها بتركها تتبع الهوى لذلك كان الاتزان مطلب ضروري .
لكي تكسب احترام الناس يجب أن تحترم الأنا في داخلك وتعطيها حقوقها كاملة .
لا توبخ ذاتك حد أنك لا تستطيع أن تغفر لها بل أعطها مساحة من الإنسانية والخطأ لتغفر لها مالم ترتكب محرما وإن فعلت فكن قاسياً عليها ليس بعدم مسامحتها ولكن بالقدرة على عدم العودة إلى الخطأ الذي وقعت فيه .
حبّ الأنا لا يعني أبداً أن تهضم حقوق الآخرين أو أن تكون متكبرا متعجرفاً أو أن تنفي عن ذاتك الخطأ بل حبك إياها هو قدرتك على تطويرها للأفضل دائماً .
تعامل مع الأنا دائما كشخص آخر قيّمْ أفعالها الحسنة وأشد بها وأنهها عن الغي وشدد عليها .
والشريعة السمحة جاءت لتكمل ذلك الاتزان بإعطائها روح الجماعة والتعاون وحب الخير للغير كما تحبه لنفسك إذن لا بأس في أن تحب لنفسك الخير .
جد للأنا في داخلك عملا تشبع بها قدراتها و تعلق بالله فهو كافيك فالشعور بالاطمئنان هو مكمن سعادتها .
http://up.arab-x.com/Apr11/jGR81343.png (http://www.monms.com/vb)
http://up.arab-x.com/Apr11/5vx83459.png (http://up.arab-x.com/)
ما قلبت حجراً في نفسي إلا وجدت تحته مرقوماً بخط دقيق (أنا).
لكي ينجح الداعي عليه أن يجاهد النفس من الخلاص من حظوظها، وأن يجاهدها في الحفاظ على حقوق الآخرين .
لن تعدم في قبيلك خصلة خير تثني عليه بها بحق .
في ( لا وعي ) الإنسان مخزون ضخم من الدوافع والمؤثرات.
جل المشكلات هي من تأثير سلطة الذات، وإذا حجَّم المرء هذه السلطة صار بينه وبين غيره منطقة سلام .
( الأنا ) قد تكون شخصاً أو حزباً أو عائلة أو قبيلة أو إقليماً أو شعباً أو أمة!
لا ينصحك الآخرون بقدر ما تنصح نفسك ، ولا يخلصون لك قدر إخلاصك لنفسك .
راقب دوافعك بصدق متناهٍ ، ولا تخبر بذلك أحداً !!.
التضحية بالنفس أهون من مكاشفتها ومباصرتها بعيوبها، وخلاصها منها، وقد ينجح المرء في الأول ويخفق من الثاني .
[/URL][URL="http://www.monms.com/vb"]http://up.arab-x.com/Apr11/Qlk83459.png (http://up.arab-x.com/)
http://up.arab-x.com/Apr11/YJ584731.png (http://up.arab-x.com/)
إذا تأملنا فاتحة الكتاب وأم القرآن و إطلالة الذكر الحكيم السورة التي لا تصح صلاة إلا بها لرأينا فيها عجباً ومعاني غاية في الروعة والحكمة ترشدنا إلى ما يصلح حالنا في حياتنا ودنيانا وآخرتنا في توجهنا إليه سبحانه وما يروي أشواقنا ويثبت فؤادنا ويهدينا إلى الصراط المستقيم قولاً وفعلاً سلوكاً واتباعاً بقوله : (( إياك نعبد وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم )) .
جلَّ مقام الله وتنزه في علاه فأنت تتوجه في صلاتك إلى الله بكليتك وجوارحك وفعلك وقولك ترى هل تتوجه إليه وحدك ؟؟ كلا فأنت لست وحدك ولست بمفردك وليس المقام هنا أن تقول إياك أعبد ... وإياك أستعين ... واهدني الصراط المستقيم ...
فالمولى سبحانه وتعالى يعلمنا أن نخاطبه ونتوجه إليه بلغة الجمع لتكون في معية المهتدين وخلية من خلايا نحلهم لسانك لسانهم وحالك حالهم وجسمك بجوارهم وروحك معهم لتكون في معيتهم وتأنس بصحبتهم وتكون أقدر على الثبات في خضم الحياة بطاقة أكبر وقدرة أعظم على تجاوز الصعاب فالمؤمن قوي بأخيه والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضاً هذه صفة المؤمنين الصادقين وهذا منطق الإيمان بقولك:
(اهدنا الصراط المستقيم ))وليس اهدني الصراط المستقيم
فالإسلام دين الفرد ضمن الجماعة..ودين الجماعة ضمن الأمة...ودين الاعتصام بحبله المتين والتوجه إليه كليةً بقلوبٍ متعانقةٍ ،وأجسادٍ متلاصقةٍ، وألسنةٍ صادقةٍ، صفاً واحداً كالبنيان المرصوص ( اهدنا الصراط المستقيم).
الإسلام دين الجسد الواحد، والصف المستقيم، والبنيان المرصوص كما وصفهم سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ونعت به المؤمنين بقوله: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) متفق عليه
فمع من ترانا ؟؟! نكون مع من يقول: أنا خير منه!!
أم مع الذين يتوجهون بقلوبهم وعقولهم وأبدانهم وأجسادهم كياناً واحداً صفاً مستقيماً كالجسد الواحد معتصمين بحبل الله المتين ( اهدنا الصراط المستقيم ).
اللهم إني أعوذ بك من شرِّ نفسي ومن شرِّ (الأنا)
اللهم اجعلنا بفضلك ومنك وجودك وكرمك هداةً مهتدين غير ضالِّين ولا مضلِّين..
قمتُ بجمع النصوص من عدة مصادر إلكترونية.. والتنسيق والفكرة جهد شخصي..
جميع الحقوق محفوظة ©
دمتم بخير..
الموضوع منقول للامانه و اعداد العضو المبدع : الزهرة المضيئة
vBulletin® v3.8.11, Copyright ©2000-2024