[frame="10 80"]
■■ كأس القارات تحضير وإختبار للمونديال، ولكنه ليس دلالة قطعية على إمكانية الإنجاز .. وأفضل دليل على ذلك ، منتخب البرازيل نفسه ، الذي فاز بكأس القارات عام 2009 في جنوب افريقيا ، وبعد ذلك بأقل من عام خرج من دور الثمانية أمام هولندا في مونديال 2010 .. ولذلك فلا أعتبر فوز منتخب السامبا على اليابان 3/ صفر في إفتتاح كأس القارات بالبرازيل ، مؤشر لحال المنتخب الكبير في باقي البطولة ، ولا في المونديال القادم عام 2014 .. وما يمكن أن نأخذه في الاعتبار ، هو أن الفوز هو الانتصار الرسمي الأول للفريق منذ عامين في ضوء إبتعاده عن خوض التصفيات القارية للمونديال بصفته البلد المضيف ، وأن هذا الفوز الرسمي ربما يكون بداية إستقرار الجهاز الفني بقيادة سكولاري على أسس التشكيل الذي سيكون نواة لفريق المونديال .
■■ ولا شك أن الفوز البرازيلي بالثلاثة ، لا يرجع فقط لتفوق المنتخب اللاتيني ، بل لضعف واضح وأخطاء عديدة لبطل قارة آسيا ، الذي كان دفاعه مهترئاً ، وخط وسطه مهتزاً ، وكان هجومه غائباً .. وفي ظل ذلك تعتبر النتيجة معقولة جداً للمنتخب الياباني ، الذي لم يظهر حتى بالشكل البدني القوي المعتاد عليه ،بدليل إختفاء أسلوب الهجمات المرتدة السريعة التي تشكل عماد الكرة اليابانية .. ورغم أنهم أدوا بشكل معقول وتبادلوا السيطرة في النصف الثاني من الشوط الأول، فلم يكن لهم أي فاعلية على المرمى .
■■ وكالعادة ، كانت المهارات الفردية البرازيلية أفضل ، ولكن ذلك لم يكن هو الفارق الوحيد ، لأن سكولاري المدير الفني للسامبا ، وضح تركيزه على الجوانب اللياقية بشكل خاص ، ليظهر البرازيليون أسرع من منتخب الكر والفر الياباني .. ولأن سكولاري أيضا نجح في تحفيظ فريقه لتكتيك يعتمد على اللعب الجماعي المميز بالحذر والحرص الدفاعي وإحترام الفريق المنافس ، ثم اللعب بالطبيعة الفطرية البرازيلية العاشقة للهجوم .. ولهذا فاز البرازيليون بالثلاثة ، وإن لم يقدموا الإمتاع والإبهار الذي ينتظره منهم الجمهور المحلي والعالمي للسامبا .
■■ وأعتقد أن مهمة منتخب السامبا ، ستكون بلا شك أصعب وأكثر تعقيداً في المباراتان القادمتين أمام المكسيك وايطاليا ، وهما منتخبين أكثر خبرة وثقة وأداء من المنتخب الياباني المرعوب !
■■ وفي الإطار السابق ، أستغرب من نسيان العديد من المعلقين والمحللين الفضائيين والصحفيين ، لمباراة البرازيل مع منتخب مصر في كأس القارات عام 2009 بجنوب افريقيا ، والتي انتهت بفوز البرازيليين 4/3 بضربة جزاء مثيرة للجدل لكاكا في الدقيقة الأخيرة ، وهي مباراة أعتقد أنها من أفضل المباريات لمنتخب مصر طوال تاريخه، إن لم تكن الأفضل ، وفيها لقن المصريون فريق السامبا دروساً كروية ، في الفن والمتعة والشجاعة وسجلوا 3 أهداف في مرماه ، ومنهم هدفين في دقيقتين ، وكانوا يستحقون التعادل لولا إستهتار الحكم الإنجليزي هوارد ويب ، الذي إحتسب ركلة جزاء بقرار خارجي ، بعد اتصال الحكم الرابع معه عقب مشاهدته إعادة اللعبة بجهاز التليفزيون "المونيتور" الموجود على منضدة الحكم الرابع والمراقب ، وبعدها أصدر الفيفا قراره التاريخي بمنع وجود المونيتور نهائيا في الملاعب .
■■ وإذا كنت أستحضر هذه المباراة التي شهدتها من مقصورة الصحفيين بإستاد بلومفونتين بولاية فري ستايت بجنوب افريقيا ، فقد كنت أتمنى أن تستحضرها مراراً ستديوهات التحليل والمقالات والتقارير العربية ، لأن ما قدمه المنتخب المصري وقتها كان فخراً للمصريين والعرب والافارقة ، في مواجهة غرور السامبا ، التي للأسف لم يعترف وقتها مدربهم دونجا ولا بعض نجومهم بأداء منافسهم الذي أحرجهم وسرق الأضواء والنجومية منهم في وقت كان هذا الفريق يضم في تشكيله نجوماً، مثل كاكا وفابيانو ولوسيو ولويزاو وايلانو وراميريز وغيرهم ممن يعتبرون أفضل وأشهر عالمياً من الفريق المجدد الذي يخوض به سكولاري مشواره الجديد مع كرة السامبا.. ربما لم يعترف كاكا وبعض رفاقه وقتها بدرس منتخب الفراعنة ، ولكنهم استحضروه تماما بعد ذلك أمام منتخب جنوب افريقيا ثم منتخب امريكا ففازوا باللقب ، وأعتقد ان مباراة مصر كانت حاضرة يوم أمس في ذهن سكولاري امام اليابان، ولذلك كان التواضع للكرة واحترام المنافس أهم أسباب فوز السامبا .
[/frame]