عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-30-2012, 05:52 PM
الصورة الرمزية همسات مسلمة
همسات مسلمة همسات مسلمة غير متواجد حالياً
مشرفة القسم الإسلامي
 
شكراً: 4,865
تم شكره 5,049 مرة في 2,081 مشاركة

همسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدى









Oo5o.com (16) فهم لا يرجعون... فهم لا يعقلون

 
فهم لا يرجعون... فهم لا يعقلون|فهم لا يرجعون... فهم لا يعقلون|فهم لا يرجعون... فهم لا يعقلون
فهم لا يرجعون... فهم لا يعقلون|فهم لا يرجعون... فهم لا يعقلون|فهم لا يرجعون... فهم لا يعقلون
فهم لا يرجعون... فهم لا يعقلون|فهم لا يرجعون... فهم لا يعقلون|فهم لا يرجعون... فهم لا يعقلون







الصلاة والسلام على خير الأنام وأفضل خلق الله
حبيب قلوبنا وقرة عيوننا رسولنا الأمين محمد.صلى
الله عليه وعلى آله وصحبه الأخيار الأطهار وسلم تسليماً كثيرا

أمـ بعد ـــــــا؛

يختار القرآن الكريم من الألفاظ لكل مقام ما يناسبه،
ولكل حال ما يلائمها، فلا تجد لفظاً غريباً عن موضعه، ولا كلمة نابية عن سياقها، بل كل لفظ مناسب لما يجاوره من ألفاظ، وكل لفظ آخذ موضعه وما يوافق السياق الوارد فيه.





والآيتان الكريمتان التاليتان توضحان هذه الحقيقة.
الآية الأولى
: {مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت
ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون *
صم بكم عمي فهم لا يرجعون}

(البقرة:17-18).


الآية الثانية
: {ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما
لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون}
(البقرة:171).

فالآية الأولى ختمت بقوله سبحانه: {
لا يرجعون}، في حين أن الآية الثانية ختمت بقوله تعالى: {لا يعقلون}.
وكلا الآيتين وصفت من تحدثت عنهم بأنهم:
{صم بكم عمي}. والذي نريد أن نقف عنده هو ختام
الآيتين، وبيان مرجع الاختلاف في هذا الختام،
أي: بين نفي الرجوع، وبين نفي التعقُّل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

والملاحظة التي ينبغي أن تسجل في سياق الوقوف
على الفرق بين ختام الآيتين، أن الآية الأولى وردت في
سياق الحديث عن صفات المنافقين ومواقفهم، في حين أن الآية الثانية وردت في سياق الحديث عن جحود الكافرين وتعنتهم.


وعلى الرغم من اختلاف السياق الذي وردت فيه كل آية من الآيتين، بيد أن قاسماً مشتركاً يجمع المنافقين والكافرين،
وهو تعصبهم ضد الحق الذي جاءهم، والنظر إليه نظراً باطلاً. وقد عبر عن هذا القاسم المشترك بين الفريقين قوله تعالى:

{
صم بكم عمي}. فالقاسم المشترك الذي يجعلهم
(صماً بكماً عمياً) هو عدم اهتدائهم إلى الخالق جل شأنه، بقراءة كتاب الكون الموضوع أمام أبصارهم وأعينهم، وعدم قيامهم بتقويم هذا الكتاب حق تقويمه، ولا بتدقيق الوجود والحوادث ودرسها وأخذ العبر منها، وعدم إعارة سمعهم لما أنزله الله من كتاب، وما فصله فيه من أحكام. ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لأسرعوا للاستجابة لهذا الدين، ولدخلوا فيه طائعين تائبين، أي: لكانوا استعملوا عقولهم، ورجعوا إلى فطرهم الأصلية، وأمضوا حياتهم وفق هذا الدستور الإلهي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

ولو تأملنا ختام الآية الأولى
، التي تصف المنافقين بأنهم
{
لا يرجعون}، نجد أن المنافقين وُصفوا في القرآن الكريم بأنهم {مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء} (النساء:143)،
أي: مذبذبين بين المؤمنين وبين الكافرين، تراهم تارة هنا
وتارة هناك ثم لكونهم يحسبون الحياة منحصرة في هذه الحياة الدنيا فحسب، نراهم في حمَّى الانكباب على ملذات هذه الحياة؛ لذا يستوي في نظرهم الإيمان وعدمه، فأينما وجدت المتعة فثم وجهتهم. وعندما يرون مصلحتهم في القيام ببعض العبادات، فهم يقومون بها بما يحقق أغراضهم
{وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى}
(النساء:142).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

والحاصل من أمرهم
: أنهم يديمون حياتهم بمعنى من
المعاني على الإسلام، ويأخذون أماكنهم خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن بعيون عمياء لا تبصر، وبقلوب مظلمة لا تفقه، وبفكر خال من الإيمان ومن الصدق ومن الإخلاص. ولهذه الصفات والمواقف يصف القرآن الكريم المنافقين بأنهم {
لا يرجعون} أي: لا يثوبون إلى الحق وإلى الحقيقة، ولا يثوبون إلى فطرة خلقهم السليمة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

ولأجل هذا أيضاً
نجده سبحانه يصفهم في القرآن بأنهم
{لا يفقهون} (المنافقون:7)،
ويصفهم أيضاً بأنهم قوم{لا يعلمون} (المنافقون:8)،
ولم يرد في حقهم أوصاف بأنهم قوم {لا يعقلون}،
ولا بأنهم قوم {لا يتفكرون}.
أما الآية الثانية فقد وصفت الكافرين بأنهم قوم {لا يعقلون}، أي: لا يستعملون عقولهم، ولا يفكرون في مواقفهم،
ولو فكروا لأمكنهم الدلالة على الطريق المؤدية إلى الإيمان؛ بدليل أن هؤلاء الكافرين المعاندين والمتمردين الذي آذوا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأصحابه في مكة سنوات طوال، وساموهم سوء العذاب، عندما عرفوا المسلمين بعد صلح الحديبية معرفة أفضل، تركوا عنادهم القديم، ونظرتهم الجامدة الضيقة، وعرفوا أنهم كانوا على ضلال كبير؛ لذا توجهوا نحو الحق. فوصول الكافرين إلى هذه النقطة المهمة مرتبط بقيامهم بالتفكير والتقويم؛ لذا رأينا القرآن الكريم يلخص أمرهم في هذا الخصوص بأنهم قوم {لا يعقلون}.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

وحاصل الفرق بين ختام الآيتين
مرده إلى أن ختام الآية الأولى جاء بقوله: {
لا يرجعون}؛ بسبب عدم رجوعهم إلى فطرتهم الأصلية الأولى، وهي فطرة الإيمان التي فطر الله الناس عليها. أما خَتْم الآية الثانية بقوله سبحانه: {لا يعقلون}؛ فمرده
إلى عدم استعمالهم لعقولهم التي زودهم الله بها؛
للتمييز بين طريق الخير وطريق الشر.

وقد قال
ابن القيم في هذا الصدد: "سلب العقل عن الكفار؛ إذ لم يكونوا من أهل البصيرة والإيمان. وسلب الرجوع عن المنافقين؛ لأنهم آمنوا ثم كفروا، فلم يرجعوا إلى الإيمان".



فـــى أمــــان الله وحفظه



فهم لا يرجعون... فهم لا يعقلون|فهم لا يرجعون... فهم لا يعقلون|فهم لا يرجعون... فهم لا يعقلون
فهم لا يرجعون... فهم لا يعقلون|فهم لا يرجعون... فهم لا يعقلون|فهم لا يرجعون... فهم لا يعقلون
فهم لا يرجعون... فهم لا يعقلون|فهم لا يرجعون... فهم لا يعقلون|فهم لا يرجعون... فهم لا يعقلون


التوقيع :
جهلت عيون الناس مافي داخلي
فوجدت ربي بالفؤاد بصيرا
يا أيها الحزن المسافر في دمي

دعني فقلبي لن يكون أسيرا

ربي معي فمن الذي أخشي إذن

مادام ربي يحسن التدبيرا

وهو الذي قد قال في قرآنه

"وكفي بربك هاديا ونصير "

التعديل الأخير تم بواسطة همسات مسلمة ; 11-30-2012 الساعة 06:07 PM
رد مع اقتباس
7 أعضاء قالوا شكراً لـ همسات مسلمة على المشاركة المفيدة: