الموضوع: الحصاد المر .. )
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-01-2012, 05:11 AM
الصورة الرمزية ابتسامة
ابتسامة ابتسامة غير متواجد حالياً
مراقبة عامة
مشرفة القسم الإسلامي
 
شكراً: 9,781
تم شكره 5,490 مرة في 2,349 مشاركة

ابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدى









Oo5o.com (16) الحصاد المر .. )

 




اخوتي في الله / اخواتي في الله :.

اضع بين ايديكم قصة " مأساة" قرأتها منذ مدة تأثرت بها كثيرا بحثت عنها وأحببت أن انقلها
لكم فارجوا ان تنال اعجابكم ،،

قصة تبكي لها العين ويتقطع لها القلب .. بعنوان (الحصاد المر)



.: القصة :.

كنت مدرسا في حلقة تحفيظ القران الكريم وكنت اراه كل يوم بعد صلاة المغرب في الخامسة
عشرة من عمره ممسكا بمصحف صغير يقرا فيه لا لم يكن يقرا في الحقيقه بل كان يوهمنا انه يقرا!

لقد كان يتخلس النظرات الينا الحين بعد الحين لقد كان يريد ان يعرف ماذا نفعل لقد كان يسترق
السمع الفينة بعد الاخرى كان يريد ان يعرف ماذا نقول ونحن جلوس في حلقة التحفيظ في المسجد
وكان كلما نظرت اليه غض طرفه وعاد الى قرائته كان يجلس يوميا هذه الجلسة الخجوله وينظر
تلك النظرات الغريبه في ذات ليله وبعد انتهاء صلاة العشاء عزمت على التعرف اليه فاقتربت منه
ثم بادرته قائلا : انا اسمي سليمان واعمل مدرسا في حلقة القران الكريم بالمسجد فبادرني قائلا
وانا اسمي خالد قالها بسرعه كانه كان يحضر الاجابه من شهور وكانه كان يتوقع هذا السؤال منذ امد
بعيد واصلت حديثي معه قائلا اين تدرس ياخالد اجابني على الفور في السنه الثالثه المتوسطه

واحب القران الكريم جدا ازداد اعجابي من كلامه ماضرورة تلك الجمله الاخيره!!!!!

تشجعت قليلا وقلت له خالد هل لديك فسحه في الوقت بعد المغرب نانس بوجودك معنا في
حلقة القران وتسعد بمجالسة اخوانك الطلاب بالحلقه!!
اجابني متلعثما هاه! القران الحلقه نعم نعم بكل سرور سوف أئتي ان شاءالله اليكم كل يوم


بعد المغرب غمرتني الفرحه فاسرعت اقول له اذن موعدنا غدا ان شاء الله ،،

امضيت ليلتي وانا افكر في حالة هذا الفتى العجيب استعصى علي النوم وفر من مقلتي
حاولت جاهدا ان اجد اجابه لما رايت وسمعت فما استطعت الى ذلك سبيلا فقلت في نفسي :
ستبدي لك الايام ماكنت جاهلا .. وتاتيك الاخبار من لم تزود

وضعت جنبي على شقي الايمن ولفني الليل بين اردائه واخذني النوم في احضانه
وتمتمت قائلا اللهم سلمت وجهي اليك وفوضت امري اليك .. الخ





ومضت الايام وخالد مستمر معنا في حلقة القران كان نشيطا في الحفظ وبالمراجعه احب الجميع
واحبه الجميع كان لايفارق المصحف ولايترك الصف الاول لم نكن ننكر عليه اي شي الا شيئا واحد
شروده الطويل وتفكيره الساهم كنا نحس ان جسمه معنا في المسجد ولكن روحه تمضي سابحه
في ملكوت آخر ..
كنت افاجئه احيانا فاساله عن شي ما وهو شارد الذهن ساهم البال فكان لايملك الا
ان يلملم هروبه الذهني وشروده الفكري ويتعذر بااي عذر .

.وهو يعلم اننا لانصدقه احسست ان لديه سرا كبيرا وانه يخفي بين ضلوعه امرا خطيرا
فعزمت على معرفة هذا الامر حتى اتكمن من ان اتعامل معه كما ينبغي اخذته يوما على شاطئ البحر
فلعل سره الكبير يلتقي مع هذا البحر الكبير فيفرغ مافي نفسه من هم ويخرج مافي روحه
من الم ومعاناه وصلنا الى البحر ومشينا على شاطئه كان الوقت
مساءا وكان القمر بدرا منيرا والليل ساجيا ...



منظر عجيب التقى فيه سواد السماء مع سواد البحر ووقف نور القمر الفضي
حائرا بينهما كوقوفي حائرا امام خالد!!

المنظر كله صمت في صمت وفجأه اخترق هذا السكون صوت بكاء حار ونحيب مر ونشيج ملتاع
انه صوت خالد وهو يبكي لم اشأ ان اقطع عليه لذة البكاء وطعم الدموع فلعل ذلك يريح من نفسه
ويزيل من همه وبعد لحظات قال خالد اني احبكم احب القران واهل القران احب الصالحين
الطيبين الطاهرين الملتزمين ولكن ابي ... ابي !؟ فقلت له ابوك ؟ ومابال ابيك ؟؟
فاجابني والعبرة تخنقه ابي يحذرني دائما من ان اخالطكم واصاحبكم ؟انه يخاف منكم انه يكرهكم
لقد كان دائما يبغضني فيكم ويستشهد على ذلك بقصص وحكايات واساطير وروايات لكنني كنت
اراكم في الحلقه تقرؤن القران وكنت ارى النور في وجوهكم والنور في ثيابكم والنور في كلامكم
بل كنت ارى النور في صمتكم كنت اشك في كلام والدي فلذالك كنت دائما اجلس بعد المغرب انظر اليكم
واتخيل نفسي معكم اقتبس من نوركم وارشف من معينكم سكت خالد برهه ثم تابع حديثه قائلا :
اتذكر يااستاذ سليمان حين اتيتني بعد صلاة العشاء لتدعوني للانضمام اليكم في الحلقه لقد كنت انتظرك
منذ زمن بعيد لتمسك بروحي وتجعلها تحلق مع ارواحكم في عالم الهدايه والاستقامه وعالم السعاده
والفلاح لقد كانت كلماتك تلك يااستاذ سلمان بمثابة المصباح الذي انار لي درب الهدايه فتشجعت ودخلت
الحلقه واجتهدت في الحفظ لم اكن انام بالليل كنت اقضي الليل مع القران والدموع والبكاء والخشوع
لقد شعرت فعلا حين صاحبتكم بطعم السعاده ولذة العيش لقد كنت اشعر وانا معكم بسعاده غامره لم اشعر
بها قط في حياتي لقد كان القران انيسي في خلوتي دائما لم اشعر بالوحشه ابدا ..



سكت خالد قليلا ثم واصل حديثه بنبره متهدجه :لاحظ ابي التغير الذي طرأ على حياتي وعرف
بطريقة او بااخرى اني دخلت حلقة تحفيظ القران وعرف اني مشيت مع (المطاوعه) ومضت الايام
حتى جاءت تلك الليله التي لن انساها ماحييت قط؟! كنت في البيت مع امي واخوتي ننتظر حضوره
من المقهى كعادته اليوميه لنتناول طعام العشاء سويا فدخل ابي البيت بوجهه المظلم وتقاطيعه
الغاضبه وجلسنا على مائدة الطعام الكل صامت كالعاده كلنا نهاب الكلام في حضوره فجأه
قطع ابي الصمت بصوته الجهوري وبصراحته المعهوده

قائلا: لقد سمعت انك تمشي مع المطاوعه!؟

فاجاني كلامه عقد لساني وذهب بياني واختلطت الكلمات في فمي لم ينتظر ابي حتى يسمع جوابا مني
بل تناول ابريق الشاي الموضوع على المائده ورماه بقوة في وجهي!! درات الدنيا في راسي واختلطت
الالوان في عيني سقطت على الارض حملتني امي الحبيبه وصحوت من اغماءتي الخفيفه على يديها الدافئه
واذ باأبي يصيح فيها قائلا : اتركيه والا اصابك مااصابه!!

استللت جسمي من بين يدي امي وتحاملت على نفسي لااذهب الى غرفتي سرت نحو غرفتي
وصوت سبابه المتواصل وشتائمه المقذعه لي يطرق مسامعي بقوة وعنف بعد تلك الحادثه لم
يكن يمر يوم الا وهو يضربني ويشتمني ويركلني ويرميني بااي شي يجده امامه وبدون ذنب
ارتكبته حتى اصبح جسمي لوحه مرعبه اختلطت فيها الالوان الداكنه والجراح الغائره !!


انفجر حينها خالد بالبكاء حاولت تهدئته وتسكيته بعد قليل هدأ من بكاؤه ثم واصل الحديث
قائلا : صدقني يااستاذ سلمان لقد كرهت ابي ابغضته امتلا قلبي بالحقد عليه في ذات يوم من الايام
ونحن على مائدة الطعام قال لي هذا الاب الظالم :قم ولاتأكل معنا وقبل ان اقوم من المائده قام
هو وركلني في ظهري برجله الغليظه ركلة اسقطتني على صحن الطعام اظلمت الدنيا في عيني
وغلى الدم في عروقي ولم اعد افكر سوى في الانتقام من هذا الاب الظالم القاسي تخيلت نفسي
وانا اصرخ في وجهه واقول له سوف اقتص منك سوف اضربك كما تضربني واشتمك كما تشتمني
سوف اكبر واصبح قويا وسوف تكبر وتصبح ضعيفا عندها ساافعل بك كما تفعل بي الان
وحينها اجزيك شر ماجزيتني!!
ثم هربت خرجت من المنزل اصبحت اجري على غير هدى وبدون هدف حتى ساقتني رجلاي الى هذا البحر
وامسكت بالمصحف اقرا فيه وابكي بحرقة ولوعه حتى لم استطع ان اواصل قراءة القران من كثرة البكاء
والنحيب فلما وصل خالد الى هذا المقدار من الكلام انفجر بالبكاء والنشيج فتركته يبكي ويبكي لان البكاء
في كثير من الاحيان يكون راحه وهو السعاده لم انطق بكلمه فقد ربط العجب لساني هل اعجب
من هذا الاب الوحشي الذي خلا قلبه من معاني الرحمه والابوه وعشعشت في قلبه القسوه والغلظه
ام اعجب من هذا الابن الصابر على البلاء الذي اراد له الله عز وجل الهدايه والاستقامه فاالهمه الثبات
رغم الضغوط الرهيبه التي يواجهها فتى صغير مثله!

ام اعجب من كليهما حين استحالت رابطة الابوه والبنوه الى اشلاء وقطع ممزقه؟!!
افقت من خواطري على صوت خالد وهو يناديني : استاذ سلمان؟

امسكت بيده ومسحت بيدي على راسه انه كاليتيم بل اشد من اليتيم كفكفت دموعه بيدي
وضممته الى صدري لعله يجد شيئا من الحنان الذي لم يشعر به طوال
حياته ودعوت له ونصحته ببر والده والصبر على اذاه
ولو حصل منه ماحصل ووعدته باان اقابل والده بنفسي واكلمه واستعطفه ليسمح
لخالد بالعوده الى حلقة القران وافترقنا على ذلك..



ومرت الايام وانا افكر في الطريقه التي افاتح بها والد خالد في موضوع ابنه وكيف
اتكلم معه وكيف اقنعه ؟!

واخيرا استجمعت قواي ولملمت افكاري وقررت ان تكون المقابله اليوم الساعه الخامسه عصرا
وفي الموعد المحدد سرت الى منزل والد خالد وسارت معي افكاري الكثيره وتساؤلاتي العديده
طرقت باب المنزل فتح الباب واذا بذلك الوجه العابس وتلك التقاطيع الغاضبه تقابلني وقبل ان اتكلم

امسك ابو خالد بتلابيب ثوبي وشدني اليه وقال انت المطوع الذي يدرس خالد في المسجد؟
قلت:ن..ع..م !!

فقال والشرر يتطاير من عينيه والله لو رايتك تمشي معه مرة اخرى كسرت رجلك !
خالد لن يأتيكم بعد الان ثم جمع لعاب فمه وقذف به دفعة واحده في وجهي ثم اغلق الباب بقوه

فمسحت مااكرمني به في سبيله ورجعت ادراجي وانا اسلي نفسي واقول لها :
رسول الله عليه الصلاة والسلام فعل به اكثر من هذا لقد كذبه قومه وشتموه ورموه بالحجاره
وادمو رجله وكسرو رباعيته ووضعوا القاذورات فوقه واخرجوه من بلده وطردوه من ارضه

ومرت الايام تلو الايام والشهور تلو الشهور ونحن لانرى خالدا فابوه يمنعه من الخروج
حتى للصلاه في المسجد ونحن يمنعنا من رؤيته وزيارته دعونا لخالد كثيرا وسألنا الله ان يلهمه
الصبر والثبات امام هذا البلاء.


بعد فتره من الزمن الطويل انتقلت عائلة خالد الى الحي المجاور وانقطعت اخبار خالد عنا بالكليه..
ومرت السنون ونسينا خالدا في غمرة الحياه ومشاغلها ..

وفي ذات ليله بعد ان صليت العشاء اذا بيد غليظه تمسك بكتفي من الخلف ..آه!!
انها ذات اليد التي امسكت بعنقي قبل سنين التفت اليه ياالهي انه نفس الوجه
ونفس التقاطيع ونفس الفم الذي اكرمني بمالااستحق انه ابو خالد!

ولكن هناك تغيرا كبيرا فالوجه العابس اضحى منكسرا والتقاطيع الغاضبه امست ذليله هادئه
والجسم قد هدته الالام والهموم والجسد اضعفته الاحزان والغموم ،،

بادرته قائلا : اهلا ياعم ثم قبلت راسه ورحبت به واخذنا زاويه في ناحية المسجد
وماكدنا نجلس حتى انفجر ابو خالد باكيا منتحبا !!
اذهلني المشهد المؤثر سبحان الله !!

ماكنت اظن ان ذلك الوجه العابس وذلك القلب القاسي سيأتي عليه يوم
يذرف فيه
الدموع بحرقة ولوعه !!

انتظرته قليلا حتى هدا بكاؤه وخف نشيجه ثم قلت له:
تكلم ياعم واخرج مافي نفسك كيف حال خالد؟وماهي اخباره؟؟

وكأني بكلمتي هذه قد غرست خنجرا في احشائه فتنهد تنهيده عميقه ثم قال : خالد؟
لقد اصبح خالد يابني شخصا اخر غير خالد الذي تعرفونه منذ ان خرج من عندكم وترك حلقة تحفيظ
القران وابتعد عن مخالطتكم ومصاحبتكم تعرف على شلة من شلل الفساد فهو اجتماعي بطبعه
وهو في سن يحب فيها ان يخرج ويلهو ويلعب بدا بالتدخين فشتمته وضربته ولكن بلافائده فقد
تعود جسمه على الضرب واستساغت اذنه الشتائم والسباب !!


وكبر خالد بسرعه وكان يسهر مع رفاق السوء طويلا وكان لاياتي المنزل الا مع خيوط
الفجر طرد
من المدرسه اصبح يأتينا في بعض الليالي وكلامه ليس ككلامه المعتاد ووجهه ليس كوجهه الطبيعي
لسانه يهذي بكلام غير مفهوم ويد ترتعش !

لقد تغير ذلك الجسم الغض الممتلئ الطري الهادء الوديع واصبح جسما مهترئا ضعيفا وتغير
ذلك الوجه الابيض النقي المشرق فاصبح وجهه اسودا عليه غبار الخطيئه والضياع !!

لقد وقع خالد في مصيدة الخمور والمخدرات لقد ذهب منه ذلك الادب والاتزان والخجل والاستحياء
وحلت مكانه العونه وسوء الادب !

لقد ذهب ذلك القلب الطيب النقي البار واستحال قلبا قاسيا كالصخر او اشد قسوة وغلظه

سكت ابو خالد يكفكف عبراته ودموعه المتلاحقه ثم واصل حديثه صدقني يااستاذ سلمان اصبح
لايكاد يوم يمر الا وخالد ... تصور يابني انا ابوه الذي علمته وكبرته يركلني ويشتمني
ثم عاود ابو خالد بكاءه الحار ونحيبه المر بقيت لفتره ذاهلا غير مصدق لما اسمعه
عن خالد وقطع علي ذهولي ابو خالد وهو يمسح دموعه ويقول لي :

ارجوك يابني ارجوك يااستاذ سلمان زوروا خالد خذوه
معكم سوف اسمح لكم بيتي مفتوح امامكم في كل وقت وكل حين مروا عليه
دائما لاتتركوه لرفقاء السوء انه يحبكم سجلوه في حلقة تحفيظ القران خذوه
معكم في رحلاتكم لامانع لدي ابدا بل انا راض ان يعيش معكم
في منازلكم وينام معكم واذا احتجتم اي مبلغ من المال فانا مستعد لتوفيره لكم !!
المهم ان يرجع خالد كما كان ارجوك يابني اقبل يديك والثم رجليك ارجوك ارجوك لاتتركوا
خالدا ولاتتخلوا عنه !!


واسترسل الاب في بكائه ونحيبه وغصصه وحسراته فلما انهى
ذلك كله وتوقف عن الكلام قلت له
والعبره تكاد تخنقني على خالد
قلت له:ياعم ..ذاك زرعك !!وهذا حصادك!!

وانك لن تجني من الشوك العنب وانك لن تحصد من كراهيتك للصالحين وبغضك للمتدينين
الا كل شر وبلاء فان الذي يدافع عنهم هو رب العالمين سبحانه .. ولكن رغم ذلك دعني احاول !
فقد انجح مع خالد وهذا فضل من الله وتوفيقه وقد افشل معه وحينها لاتلومن الانفسك
فاانت الذي ضيعت ولدك بنفسك فانت القتيل وانت القاتل وانت المظلوم وانت الظالم!

بدات محاولاتي مع خالد لرده الى طريق الهدايه والاستقامه الذي انحرف عنه بتاثير الضغوط الرهيبه
التي مارسها عليه والده الظالم القاسي وبتاثير رفقاء السوء حاولت ان اقابل خالد باي وسيله
ولكنه كان يتهرب من مواجهتي بكل وسيلة ممكنه بعثت له الخطابات والرسائل تابعت على منزله
المكالمات والاتصالات انتظرته عند باب منزله الساعات تلوا لساعات بحثت عنه في المقاهي واماكن
التجمعات ولكن دون ان اظفر بمقابلته او محادثته او مواجهته وفي ذات مره وبينما كنت سائرا على
قدمي في احد شوارع الحاره اذ بي اواجه خالدا امامي عرفته مباشرة رغم تغير ملامحه كثيرا وعرفني
هو على الفور فحاول الهرب مني والتملص من مواجهتي

امسكت يده بقوه ضممته الى صدري احتضنته الى قلبي كان موقفا مؤثرا مؤلما لم يستطع خالد
الصمود امامه فانفجر بالبكاء وانا لم اتمالك نفسي ايضا فااجهشت بالبكاء !!!

بقينا على هذه الحال لدقائق ثم اخذته معي الى منزلي جلسنا سويا لفتره طويله وحكى لي خالد
كل ماجرى له بعد تركه لحلقة القران وان حاله قد تغيرت منذ فارقنا اخبرت خالدا باان اباه هو الذي
طلب مني ان اتيه وادعوه للعوده الى حلقة القران الكريم في المسجد اخبرته ان والده

قد اصبح يحب الصالحين والمتدينين دعوته الى التوبه النصوح فتحت له ابواب الامل والرجاء
في رحمة الله حثثته على العوده الى المسجد والمصحف ومخالطة الصالحين طلبت منه وبالحاح
شديد ان يعود الى درب الهدايه والالتزام ولما اكثرت عليه
الالحاح انفجر باكيا وهو يقول:

صدقني يااستاذ سلمان انني اتمنى ان اعود اليكم والى المسجد والى درب الهدايه
والاستقامه ولكنني
لااستطيع ذلك...لااستطيع!!

لقد دمر ابي بظلمه وقسوته وكراهيته للصالحين الملتزمين كل شي جميل وسام
في حياتي لقد اصبحت اعيش في هذه الحياه بلاهدف كريم او غاية نبيله اسعى لتحقيقها


والحصول عليها لقد اصبحت لااطيق صبرا عن المخدرات والافلام والنساء والسهرات والسفرات !!!

لقد فات الاوان يااستاذ سلمان لقد انتهى كل شي فدعوني اسير في هذا النفق المظلم حتى
اصل الى نهايته والله اعلم ماذا ستكون النهايه!!


وقبل ان يفارقني خالد نظر الي نظرة حانية لطيفه وقال:
استاذ سلمان ادعوا الله ان يغفر لي ذنوبي
وجرائمي وادعوا الله على ابي الظالم الذي قادني الى الهاويه !!

ثم انصرف خالد عني والدموع تتحدر من مقلتيه ولسان حاله يقول:
هذا ماجناه ابي علي لاماجنيته على نفسي !!!

انقطعت اخبار خالد عني بالكليه بعد تلك الحادثه وعلمت من ابيه انه ازداد بعدها
قسوة وغلظة وشراسه معه وازداد ضلالا وعنادا وانهماكا
في المعاصي وظللت ادعو الله له بالهدايه والصلاح دائما ..


وفي ذات ليله حالكة السواد وقبيل الفجر بقليل خرجت من بيتي لشراء دواء
لاحد اطفالي من احدى الصيدليات المجاوره وكان طريقي يمر على منزل خالد
فلفت نظري وجود سيارات الشرطه عند باب منزله !!!!
ترجلت عن سيارتي مسرعا واتجهت الى منزل خالد لاستطلع الخبر فلقيت
احد اخوة خالد واقفا على الباب والدموع تتحدر من عينيه سالته عن الخبر فااخبرني بالكارثه
الفظيعه والمصيبه المؤلمه !!
لقد عاد خالد الى البيت قرب الفجر وكان مخمورا سكران يهذي!
طرق باب البيت بعنف حاولت الام ان تفتح له ولكن ابا خالد منعها من ذلك

استمر خالد يطرق الباب بقوة وعنف فخرج له ابوه ليطرده عن الباب ودخل الاثنان
في شجار وسباب مقذع وشتم خالد اباه وحاول
ان يمد يده عليه بدون وعي او شعور منه !

وحاول الاب ان يدافع عن نفسه فضرب خالد بعصا غليظه كانت معه على راسه!!!!!
جن جنون خالد عندها فااخرج سكينا من جيبه وهوى بها على جسد
والده العجوز وطعنه بها عدة طعنات متتابعه سقط الاب على الارض مضرجا بدمائه
واما خالد فقد ولى هاربا جاءت سيارة الاسعاف فحملت الاب الى المستشفى بين الموت والحياه!!


قال الاستاذ سلمان وفي الصباح علمت ان الاب قد لفظ انفاسه الاخيره
في المستشفى متاثرا بالطعنات التي اصابت جسده واما خالد فتم القبض عليه وايداعه
في السجن تمهيدا لتحويله الى المحكمه الشرعيه ليواجه مصيره المحتوم : الموت !!

وخرجنا في جنازة ابي خالد لقد كانت جنازة مأساويه مبكيه!!
وبعد ان دفنا ابا خالد في قبره وانصرف المشيعون

وقفت على القبر ودعوت له بالتثبيت ثم قلت له : يااباخالد : هل تسمعني؟

يااباخالد : ذاك زرعك وهذا حصادك !!!!

فذق مرارة ماجنته يداك !! فما ابشعه من حصاد ومااقساها من نهاية مريرة داميه !


ـ منقوول ـ




-:مواضيع أخرى تفيدك:-

Share

التوقيع :
لكل من ظلمته أو جرحته أو آذيته بكلمة أوفعل أرجو أن تحللوني
فالحياة قصيرة وكل ما فيها زائل إلا الخالق سبحانه وتعالى ,عفا الله عني وعنكم ..
يارب و إن نامت أجزائي بين التراب وكنت نسياً منسياً
أكرمني ببرد عفوك وارزقني من يدعو لي بلا ملل.
اللهمّ برد العيش وسُكنى الفِردوس ورؤيتك أعظم أمنياتي
وأجلّ دعواتي
وأقصى ما أرجوه يا الله ’فحقق بفضلك رجائي
;

التعديل الأخير تم بواسطة ابتسامة ; 11-01-2012 الساعة 05:15 AM
رد مع اقتباس
5 أعضاء قالوا شكراً لـ ابتسامة على المشاركة المفيدة: