عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-2012, 06:06 AM   رقم المشاركة : 8
همسات مسلمة
مشرفة القسم الإسلامي






 

الحالة
همسات مسلمة غير متواجد حالياً

 
همسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدى

شكراً: 4,865
تم شكره 5,050 مرة في 2,081 مشاركة

 
Llahmuh رد: مطـــويــات....أون لايــــــــن

قال صاحب تحفة الأحوذي تعليقاً على الحديث :

( لو لم يكن في طلب الحديث و حفظه و تبليغه فائدة سوى أن يستفيد بركة هذه الدعوة لكفى ذلك فائدة وغُنماً، وجلّ في الدارين حظاً و قسماً)تحفة الأحوذي ، ج7/349.
فهذا سامع للعلم حافظ له، بلَّغه، وربما يكون المبلَّغ أفقه منه.



فالتبليغ النصي إذن نقل لكلام أهل العلم، واليوم ولله الحمد تيسرت طرق النقل، فمن توزيع فتاوى مطبوعة من كلام أهل العلم الراسخين، أو أشرطة الوعظ والإرشاد للثقاة من العلماء وطلبة العلم. إلى أن يكون دور الداعية نقل المحفوظ من كلام الله وكلام رسوله بعد الوعي والحفظ. والحقيقة أن أكثر ما يعيب الداعيات عدم الوعي للمنقول من كلام أهل العلم فيحصل التشويه والبتر وهذا أفسد ما يكون للعلم.



أما التبليغ التفهيمي :-
_____________________________


فنقصد به فهم مقاصد الشريعة، والقدرة على الاستنباط، والاجتهاد والقياس، والحكم على المسائل النازلة.
وهذا لا يكون إلا من أصحاب القدم الراسخة في العلم .






رابعًا: كيف ندعو ؟





الدعوة إلى الله U الأصل فيها المتابعة وهذا يتضح من قوله تعالى:
]قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا
وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ
[
"يوسف :108".

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :"قوله: ]
أَدْعُو[ حال من الياء في قوله ]سبيلي[، ويحتمل أن يكون استئنافاً لبيان تلك السبيل " الجزء التاسع ، مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين ص117.



إذن هذه السبيل لها كيفية يجب أن تُعلم، وهي أن يكون الداعي على بصيرة. ويقول رحمه الله في قوله ]عَلَى بَصِيرَةٍ[:"ليس المقصود بالعلم في قوله]عَلَى بَصِيرَةٍ[ العلم بالشرع فقط، بل يشمل العلم بالشرع، والعلم بحال المدعو، والعلم بالسبيل الموصل إلى المقصود وهو الحكمة. فيكونبصيراً بحكم الشرع وبصيراً بحال المدعو، وبصيراً بالطرق الموصلة لتحقيق الدعوة ولهذا قال النبي r لمعاذ : (إنك تأتي قوماً أهل كتاب)" الجزء التاسع ، مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين صـ 119.








لكن يبقى هنا أن ننبه أن هذه المعادلة تحتاج إلى موازنة ولهذا نبه ابن القيم رحمه الله فقال:"ولا يُمَكَّن المفتي ولا الحاكم من الفتوى إلا بنوعين من الفهم
أحدهما : فهم الواقع والفقه فيه واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن والأمارات والعلامات حتى يحيط به علماً. والنوع الثاني : فهم الواجب في الواقع وهو فهم حكمة الله الذي حكم به في كتابه أو على لسان رسوله r في هذا الواقع ثم يطبق أحدهما على الآخر، فمن بذل جهده واستفرغ وسعه في ذلك لم يُعدم أجرين أو أجراً"
انتهى.(1)




وبهذا يتضح إنه إذا انفرد العلم عن فهم الواقع، والأشخاص المخاطبين، وأحوالهم، والمؤثرات التي تؤثر عليهم، وتحرك كوامنهم لأصبح العلم مفهوماً مجرداً، ومُثلاً عليا لا تصل للواقع ولا تعالج جروحا

والأخطر من ذلك :

أن نفهم الواقع دون علم

وهذا ما نراه اليوم على الساحة من تميع فمثلا تقوم دعاوى بأننا لا نحتاج اليوم إلى إصلاح العقيدة جهداً، فالناس موحدين والحمد لله، بل نحن نحتاج إلى إصلاح الأخلاق.

وجهلوا أو تجاهلوا أموراً :-


1. أن التوحيد أمرٌ لا يُكلُّ ولا يُملُّ من تعليمه وتدريسه، لأنه قاعدة الشريعة وأصل كل أمر، والخطأ فيه كثير، والجهل فيه واسع، والنبي r يقول : "ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى يعبدوا الأوثان.." رواه الترمذي ، كتاب الفتن


2. أن أصل صلاح الأخلاق وتغييرها النافع إنما يكون بصلاح معتقد العبد وتصوراته ( تصرفاتنا فرع من تصوراتنا).



3. أنه لا قيمة للأخلاق إن فسدت العقيدة .
إذن مع وجود العلم وفقه واقع المخاطبين يسهل على الداعية اختيار الطرق والأساليب التي بها تُطرح المفاهيم الصحيحة .
فلا يشترط في الدعوة أن تكون الداعية طلقة فصيحة فإن كانت كذلك فيها فبها ونعمت، وإلا فإن للداعية قلماً يكتب، أو مالاً يُنفق، أو شريطاً يوزع، أو مسابقة تُنظم، و لا يشترط في كل ذلك الخروج من المنزل .






إذن ......أين ندعو ؟ و من ندعو ؟



أول مفهوم يحب أن يُغيَّر هو كون الدعوة من المرأة شرطها الخروج، فهذا ليس صحيحاً، خصوصاً مع ما نجده اليوم من أساليب حضارية تساعد على الدعوة، كالهاتف، والجوال والإنترنت، فهذه كلها وسائل تخدم الدعوة لمن يحسن ذلك.

فنرسل مثلا عن طريق الفاكس، أو البريد الإلكتروني جدول إذاعة القرآن، أو نرسل رسالة عن طريق الجوال للتذكير بموعد برنامج نور على الدرب، وهكذا .


و من الأماكن التي يمكن الدعوة فيها :



· الدروس العلمية : فإنشاء دروس علمية والانتظام فيها من أهم الأساليب التي تنشر الوعي والعلم .


· المحاضرات العامة : وهذه في العادة تكون في مناسبات ولا يشترط فيها الانتظام.


· المدارس النظامية ومدارس تحفيظ القرآن للطالبات والمعلمات.


· المستشفيات:
للممرضات والمستخدمات غير المسلمات.
· الكتابة في الصحف والمجلات.


· المناسبات الخاصة: مثل اجتماعات العيد، أو الزيارات العائلية، أو التجمعات الصيفية، اجتماع الجارات مع بعضهن البعض،
ويجب ألا تُغفل أماكن العمل للأخوات العاملات .



ومن أجل خدمة مثل هذه الأماكن المختلفة يكون هناك الفكر الاستثماري لكل فرصة، بشرط ألا تقعي في محاذير تخالفين بها مقاصد الشريعة، فإن الحماس غير المنضبط يهدم أحيانًا أكثر مما يبني،

لذلك تذكري المعادلة :


علم + فقه الواقع = الحكمة .


يقول الشيخ بن باز رحمه الله:"إلا أن اندفاع الشباب لابد أن تسايره حكمة من الشيوخ ونظرة من تجاربهم، وأفكارهم، ولا يستغني أحد الطرفين عن الآخر " مجموع فتاوى ومقالات متننوعة ج2 ص 364



وترتيب المخاطبة في الأولوية في الدعوة تكون :


أولاً : يبدأ الداعي بإصلاح نفسه قبل أي أحد،


لأن الفعل أكثر أثراً من القول، واسمعي قول شعيب u: )
وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ["هود :88"
وقوله تعالى :
) قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ("الأنعام : 14"


ثانيًا : إنذار العشيرة القريبة.

قال الله U )وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ( فصلاح البيت والأسرة داعم للداعية للاستمرار، ومساعد له على الثبات. فأهل البيت للمرأة هم العشيرة القريبة، فهذا الزوج وأهله، وهؤلاء الأبناء، وهذه الخادمة، وهناك الأم والأب، ولكلٍ منهم طريقة تنفع إن شاء الله وتؤدي الغرض .


وتذكري : أن الإمام الشافعي والإمام أحمد والإمام البخاري رحمهم الله قد نشأوا أيتامًا، فهذا فقيه الأمة وهذا إمام أهل السنة وهذا إمام في الحديث، وكلهم ربتهم نساء !



ثالثًا : أنذري المحيطين في المجتمع.

يقول الله U ) وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ( "الأنعام:92".
فننشر دعوة الخير، ونحارب الرذائل، و نشجع الفضائل.



رابعًا: انذري جميع الأمم:

قال اللهU ) الر * كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ("إبراهيم:1". وهو دعوة غير المسلمين إلى منهج الحق .




احذري هذه الأمور !!

· احذري فقدان الإخلاص والتعالم

أو كما يقول الشيخ بكر أبو زيد حفظ الله :
"عتبة الدخول الفاجرة إلى خطة السوء الجائرة (القول على الله بلا علم)، فإن القول على الله بلا علم درجة أعلى من الشرك".


ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتاب العلم:
كيف تعلم أيها العبد أن الحكم لله ثم تتقدم بين يديه فتقول في دينه وشريعته ما لاتعلم، لقد قرن الله القول عليه بلا علم بالشرك به فقال سبحانه: ] قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ[.


وقال عبد الله بن مسعود t :

"أيها الناس من سئل عن علم يعلمه فليقل به، ومن لم يكن عنده علم فليقل الله أعلم فإن من العلم أن يقول لما لا يعلمه: الله أعلم ". وسئل الشعبي رحمه الله عن مسألة فقال: لا أحسنها، فقال له أصحابه :قد استحيينا لك، فقال: لكن الملائكة لم تستحِ حين قالت )لا عِلْمَ لَنَا إِلا مَا عَلَّمْتَنَا [.




انتبهي! قد نخرج للدعوة لله، ثم نتحول للدعوة لأنفسنا
بالتعالم ونخجل من قول لا ندري

واعلمي :


1. إن حِمى الدين محمية، ولو تُرك كل شخص لهواه
لانتهكت المحارم .


2. التعالم من أشد الأخطار التي تفتك بالدعوة .


3. التعالم مؤشر على فقدان الإخلاص، بمعنى أن العبد يرى
بقاء مكانه في النفوس أولى من احترام الدين
فيتكلم في الدين بما لا يفقه .



ما آثار التعالم على المجتمع؟

آثاره مانجده اليوم من بعدٍ عن التأصيل واعتماد على الآراء ومن ثم ميل الناس لمتكلمين لا علم لهم لأنهم أكثر تساهلاً. ويُظهر هذا التعالم قولُهم: ( إن الدين يسر فلا تعسروه على الناس)، وهذه كلمة حق أُريد بها باطل، فالدين بأحكامه وشرائعه يسر، وليس تغييره والتساهل فيه هو التيسير .



· احذري ! الحسد :

وهو كراهة ما أنعم الله به على العبد وليس هو تمني زوال نعمة الله عن الغير، بل هو مجرد أن يكره الانسان ما أنعم الله به على غيره، والحسد قد لا تخلو منه النفوس، أي قد يكون اضطراريًا للنفس، ولكن جاء في الحديث " إذا حسدت فلا تبغِ، وإذا ظننت فلا تحقق " كتاب العلم للشيخ ابن عثيمين والحسد في مجال الدعوة يظهر بشكل واضح، فلا تتعجبي من ذلك، وخافي على نفسك، وعالجيه عند أول المؤشرات، بل ربما تكون لغة الحسد


الانتقاد. فاحذري!



· احذري ! الكبر

وقد فسره النبي r بأجمع التفسير وأبينه وأوضحه فقال:
"الكبر بطر الحق وغمط الناس "
وبطر الحق هو رده، وغمط الناس يعني احتقارهم، فقد تتصرفين تصرفات تدل على الكبر لأن لك نصيبًا من العلم،


وقد قيل : العلم ثلاثة أشبار :
____________________

من دخل الشبر الأول تكبر،
ومن دخل الشبر الثاني تواضع
، ومن دخل الشبر الثالث علم أنه لايعلم.

والله U يقول ) لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ( "آل عمران : 188"،

بل يجب أن يكون موقفنا من المدعو موقف الرحمة، ولذلك أُثر عن أهل الحديث أن أول ما يُحدّثون به: قول النبي r "الراحمون يرحمهم الله" ولهذا يسمى هذا الحديث المسلسل بالأولية،

و الشيخ محمد بن عبد الوهاب يقول في رسالته الأصول الثلاثة : "اعلم رحمك الله ".



· احذري ! الاستعجال :

إن استعجال النتائج في الدعوة من قصر نظر الداعي فربما نحكم على الناس أن لا أمل فيهم، وربما نستعجل على أنفسنا قبل النضوج والرسوخ في المسألة المبحوثة والمطروحة وربما يكون الاستعجال بمحاولة القيام بردود فعل تجاه المحاربين للدعوة، والله U يقول)فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ(الروم60
قال عمرو بن العاص tلايزال الرجل يجني من ثمرة العجلة الندامة)



ويجب أن تعلمي أن وعد الله آت لا ريب فيه، وتخلصي من الاستعجال بالتدرب والتصبر، والمجاهدة على عدم العجلة.


وإذا أدّيت ِ ماعليكِ فلا عليك ِ .


هذا وأسأل الله لي ولكم ولجميع المسلمين التوفيق لما فيه الخير، وأن يجمع قلوبنا على طاعته، وأن يخلص لنا النية ويبين لنا ماخفي علينا، إنه جواد كريم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


تــــــــــ بحمـــد الله ـــــــــــــــــم


آخر تعديل همسات مسلمة يوم 03-09-2012 في 12:23 AM.

رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ همسات مسلمة على المشاركة المفيدة: