وكذلك ما ورد عند أبي داوود من طريق قبيصة بن جابر قال :"كنا نشارك المرأة في السورة من القرءان نتعلمها فانطلقت مع عجوز من بني أسد إلى عبدالله بن مسعود في بيته ، وكان عنده ثلاثة نفر، قال : فاجتمعنا ثلاثة نفر ومعنا امرأة عجوز من بني أسد نقرأ القرءان على ابن مسعود وكانت امرأة كبيرة فوضعت من ثيابها وفي رواية فرأى ابن مسعود جبينها يبرق فقال: أتحلقينه ، فغضبت وقالت : التي تحف جبينها أمرأتك - أي زينب الثقفيّة أم عبد الرحمن زوج ابن مسعود فقال ابن مسعود ادخلي عليها، فإن كانت تفعله فهي مني بريئة - إن كانت تفعل مثل ما تقولين تحف جبينها أي تنمص جبينها فهي مني بريئة -،قال : أدخلي عليها ، فدخلت فانطلقت أي دخلت ثم جاءت فقالت : لا والله ما رأيتها تفعله " هذه عجوز من بني أسد.
قصة أم يعقوب في الدارمي ايضاً فيها تفصيل ، لمّا ذكر لها أن الله - عزوجل - قد لعن النامصة والمتنمصة ، قالت : إنّ أم عبدالرحمن تنمص - ويظهر - والله تعالى أعلم - أن حواجب امرأة ابن مسعود رقيقة فتبدو للناظر للوهلة الاولى أنها تزيل شيئاً منه - فقال لها : والله إن كانت تنمص ما جامعناها في البيوت - أي ما جمعنا وإياها سقف بيت واحد -.
امرأةٌ تَرجو بركتَها ، وتَرجو أنْ تُربّي أولادك ، وأنْ تعيشَ معَك حياةً سعيدةً وهي ملعونة ؛ والملعونة مطرودة من رحمة الله ، فأنّى لرجلٍ أنْ يجدَ بركة في بيته وعلى لسانِ وأفعالِ زوجته وهي ملعونة ؛ إن أردت بركة زوجك ، وأنْ تقيمَ دين الله فيبيتِك ، فابتعدْ في البداياتِ عن اللعنِ وعنْ أسبابِ اللعن .
رَوَى الإمَام مُسْلِم في صَحِيحِهِ عَنْ عَلْقَمَةِ عَنْ عَبْدِ الله قَالَ [ لَعَنَ الله الوَاشِمَات والمُسْتَوْشِمَات والنَّامِصَات والمُتَنَمِّصَات والمُتَفَلِّجَات للحُسْنِ المُغَيِّرَات خَلْق الله ، قَالَ : فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأة مِنْ بَنِي أسَد يُقَالُ لَهَا أُمّ يَعْقُوب ، وكَانَت تَقْرَأ القُرْآن ، فَأتَتْهُ فَقَالَت : مَا حَدِيث بَلَغَنِي عَنْكَ أنَّكَ لَعَنْتَ الوَاشِمَات والمُسْتَوْشِمَات والمُتَنَمِّصَات والمُتَفَلِّجَات للحُسْنِ المُغَيِّرَات خَلْق الله ؟ فَقَالَ عَبْد الله : ومَا لِي لا ألْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وهُوَ في كِتَابِ الله ، فَقَالَت المَرْأة : لَقَدْ قَرَأتُ مَا بَيْنَ لَوْحَيّ المُصْحَف فَمَاوَجَدْتُهُ ، فَقَالَ : لَئِنْ كُنْتِ قَرَأتِيهِ لَقَدْ وَجَدْتِيهِ ، قَالَ الله عَزَّ وجَلَّ (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) ، فَقَالَت المَرْأة : فَإنِّي أرَى شَيْئاً مِنْ هذا عَلَى امْرَأتِكَ الآن، قَالَ : اذْهَبِي فَانْظُرِي ، قَالَ : فَدَخَلَت عَلَى امْرَأةِ عَبْد الله فَلَمْ تَرَ شَيْئاً ، فَجَاءَت إلَيْهِ فَقَالَت : مَا رَأيْتُ شَيْئاً ، فَقَالَ: أمَا لَوْ كَانَ ذَلِكَ لَمْ نُجَامِعْهَا ].
عَنْ عَبْدِ الله بن عَمْرو بن العَاص رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
"إِنَّ الإِيمَانَ لَيخلق فِي جَوْفِ أَحَدكُمْ كَمَا يَخلقُ الثَّوْبُ فَاسْأَلُوا الله أَنْ يُجَدِّدَ الإِيمَانَ فِي قُلُوبِكُمْ".
أخرجه الحاكم ( 1 / 4 )، وحَسَّنَه الألباني (السلسلة الصحيحة، 4/ 113).
ـ انتهى ـ
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين