عرض مشاركة واحدة
قديم 07-07-2011, 06:05 AM   رقم المشاركة : 6
ILL
عضو متألق





 

الحالة
ILL غير متواجد حالياً

 
ILL عضوية لديها صيت بسيطILL عضوية لديها صيت بسيط

شكراً: 0
تم شكره 585 مرة في 210 مشاركة

 
افتراضي رد: شرح مبسط للحديث الصحيح //

القادح السادس الذي يقدح في اتصال الاسناد :

6_ التدليس :

قال البيقوني :

...................... ____ وما أتى مدلسا نوعان
الأول الاسقاط للسيخ و أن ____ ينقل عمن فوقه بعن و أن

والثان لا يسقطه لكن يصف ____ اسناده بما به لا ينعرف

في اللغة : من دلس يدلس تدليسا والتدليس في اللغة كتمان عيب السلعة عن المشتري , و أصل التدليس مشتق من الدلس وهو الظلمة أو اختلاط النور بالظلام كما في القاموس . فكأن الملس لتغطيته على الواقف على الحديث أظلم أمره فصار الحديث مدلسا .

في الاصطلاح :

ينقسم الى قسمين :

1_ تدليس الاسناد
2_ تدليس الشيوخ .

القسم الأول :

تدليس الاسناد :

وله أشكال متعددة :

1_ تدليس التسوية : هو رواية الراوي عن شيخه ثم اسقاط راو ضعيف بين ثقتين لقي أحدهما الأخر .

وصورته :

أن يسمع الحديث عن شيخه ثقة عن ضعيف عن ثقة ويكون الثقتان قد التقيا فيسقط المدلس الراوي الضعيف الذي بين الثقتين في السند ويجعله عن شيخه الثقة بلفظ محتمل عن الثقة الثاني فيكون الحديث مرويا عن الثقات فقط , ليحكم عليه بالصحة والقبول وهذا أسوأ وأشر أنواع التدليس و أخطرها لأن فيه تغرير شديد.

وممن اشتهر بتدليس التسوية :

الوليد بن مسلم على أنه ثقة فكان يحذف شيوخ الأوزاعي الضعفاء ولا يذكر الا الثقات , فسئل عن ذلك فأجاب : ان الأوزاعي أسمى من أن يروي عن مثل هؤلاء !! فقيل له : فاذا روى عن هؤلاء وهم ضغفاء أحاديث مناكير فأسقطتهم أنت وصيرتها من رواية الأوزاعي عن الثقات يكون الأوزاعي ضعيف ؟ فسكت الوليد ولم يلتفت الى ذلك القول .

أيضا بقية بن الوليد : حتى قال أبو مسهر : " أحاديث بقية ليست نقية فكن منها على تقية "

مثاله :

مارواه ابن أبي حاتم في " العلل " قال : سمعت أبي – وذكر الحديث الذي يرويه اسحاق بن راهوية عن بقية قال : حدثني أبو وهب الأسدي عن نافع عن ابن عمر حديث : " لا تحمدوا اسلام المرء حتى تعرفوا عقدة لرأيه
قال ابن أبي حاتم : قال أبي : هذا الحديث له أمر قل من يفهمه روى هذا الحديث عبيد الله بن عمرو –وهو ثقة – عن اسحاق بن أبي فروة – وهو ضعيف – عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم .
فأسقط بقية الراوي الضعيف بين ثقتين أسقط اسحاق بن أبي فروة و ألصق الاسناد وسلكه وصيره بعد أن كان ثقة عن ضعيف عن ثق صيره ثقة عن ثقة لأنه أسقط الضعيف بين الثقتين .

2_ تدليس السكوت : كأن يقول المدلس : سمعت أو حدثنا أو حدثني ثم يسكت ثم يقول مثلا سالم بن عبد الله موهما أنه سمع منه مع أنه لم يسمع منه شيئا .

مثاله :

قال الحافظ ابن حجر : مثاله مارويناه في الكامل لأبي أحمد بن عدي وغيره عن عمر بن عبيد الطنافسي أنه كان يقول حدثنا ثم يسكت ينوي القطع ثم يقول هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها .

3_ تدليس العطف : وهو أن يروي عن شيخين من شيوخه يكون قد سمع الحديث من أحدهما دون الأخر فيصرح بالسماع عن الأول ويعطف عنه الراوي الثاني فيوهم أنه حدث عنه بالسماع أيضا رغم أنه لم يسمعه من الثاني .

مثاله :

أن جماعة من أصحاب الحافظ الكبير هشيم بن بشير اجتمعوا يوما على أن لا يأخذوا منه التدليس . ففطن لهم هشيم فكان يقول في كل حديث يذكره : حدثنا حصين ومغيرة عن ابراهيم , قلما فرغ من التحديث قال لهم : هل دلست عليكم اليوم ؟ فقالو : لا . فقال : بل دلست كل حديث سمعته من حصين لم أسمعه من مغيرة .
فهشيم هنا قال : حدثني حصين ومغيرة وهو لم يسمع من مغيرة حرفا فعطفه على حصين الذي سمع منه الكثير .

4_ تدليس الاسقاط : هو أن يروي الراوي المدلس عمن سمع منه بعض الأحاديث أحاديث لم يسمعها منه بلفظ يوهم الأخرين أنه سمعها منه .
كأن يقول : عن فلان أو يقول حدث فلان بكذا .
فالمدلس هنا يسقط الواسطة بينه وبين الراوي الأخر غير المباشر ويورد الحديث موهما أنه سمعه منه مياشرة .

مثاله :

روى أبو عوانة عن الأعمش عن ابراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " فلان في النار ينادي يا حنان يا منان" .
قال أبوعوانة : قلت للأعمش أسمعت هذا من ابراهيم ؟؟ قال : لا حدثني به حكيم بن جبير عنه .
ففي هذا الحديث قد دلس الأعمش الحديث عن ابراهيم التيمي فأسقط الواسطة بينهما وهو حكيم بن جبير ولكنه عندما سئل صرح به .

5_ تدليس القطع : وهو أن يقطع الراوي أداة الرواية وصيغ التحديث فلا يعين : هل حدثه به شيخه أم قالها له أم سمعها منه أم خلاف ذلك .

مثاله :

ما قاله علي بن خشرم : كنا عند ابن عيينة فقال : ..... الزهري فقيل له : حدثك به الزهري ؟؟ فسكت !! ثم قال : ..... الزهري . فقيل له : سمعته من الزهري ؟ فقال لم أسمعه من الزهري ولا ممن سمعه من الزهري , حدثني به عبد الرزاق عن معمر عن الزهري .
فهنا لم يحدد ابن عيينة في البداية نوعية أداة الرواية مع اسقاطه لشيخين ولذا يعد مثل تدليس الاسقاط الذي مر بالاضافة الى كونه تدليس قطع لاسقاط أداة الرواية وصيغ التحمل .

القسم الثاني :

تدليس الشيوخ :

وهو أن يسمي الراوي شيخه أو ينسبه أو يكنيه بما لم يشتهر به أو يصفه بأوصاف أكثر مما يستحق قاصدا بذلك تعمية أمره .

مثاله :

ما رواه أبوبكر بن مجاهد المقرئ عن أبي بكر بن أبي داود قال : حدثنا عبد الله بن أبي عبد الله – فذكره بغير الاسم الذي اشتهر به .
وما رواه أيضا عن أبي بكر محمد ابن حسن النقاش المفسر قال : حدثنا محمد بن سند – فنسبه ألى جد له ولم ينسبه الى أبيه وهو الاسم الذي اشتهر به .

ويندرج تحت هذا القسم :

تدليس البلدان و الأماكن : فيعمد بعضهم الى لفظ مبهم متشابه يلوي به لسانه تعظيما لشيخه من خلال تعظيم البلد أو الحي الذي ينسب اليه للابهام بأنه رحالة .

مثاله أن يقول مثلا بغدادي : حدثنا فلان بما وراء النهر ويريد نهر دجلة أو يقول بالرقة ويريد بستانا على شاطئ دجلة . فيوهم من يسمعه بأنه رحالة وهو لم يخرج قط في رحلة للحديث .

أو يقول مثلا دمشقي : حدثني فلان بالكرك ويريد كرك نوح بالقرب من دمشق .

أو يقول مصري : حدثني فلان بالأندلس ويريد موضع في القاهرة اسمه الأندلس فيوهم من سمعه بأنه رحل الى المغرب .
الفرق بين التدليس والمرسل الخفي :

يفترق التدليس عن الارسال الخفي افتراقا بينا , حيث أن الارسال الخفي يروي فيه الراوي عمن عاصره ولكنه لم يلقه ولم يسمع منه مطلقا . في حين أن التدليس يكون صاحبه قد عاصر الذي يروي عنه ولقيه وسمع منه بعض الأحاديث , فيدلس الأحاديث التي لم يسمعها منه فيرويها بصيغة موهمة للسماع .

الأسباب التي تحمل الراوي على التدليس :

1_ ضعف الشيخ أو كونه غير ثقة فيدلس الراوي عنه لأنه لو صرح به يكون الحديث أنذاك بين الضعف فيردونه

2_ أن تتأخر وفاة الشيخ الذي يروي عنه المدلس حتى يدركه جماعة من الصغار المعدودين من تلامذة المدلس فيقوم المدلس فيدلس شيخه أنفة أن يشاركه جماعة من الصغار في الأخذ عنه .

3_ أيضا قد يكون الشيخ صغيرا في السن فيكون أصغر من الراوي عنه فيدلسه لأنه أصغر منه .

4_ وكذلك أن يكون مكثرا في الرواية عن الشيخ ولا يحب الاكثار من ذكر اسمه على صورة واحدة حتى يقال له لك شيخ واحد فقط ..

الأغراض التي تحمل على التدليس :

تدليس الاسناد :

1_ توهيم علو الاسناد , يعني المدلس يدلس تدليس الاسناد ليوهم العلو فيه والعلو مرغوب فيه حتى أن يحيى بن معين سئل في مرض موته فقيل له : ما تشتهي فقال : بيت خالي واسناد عالي .

2_ فوات شئ من الأحاديث عن شيخ سمع منه الكثير ولكن فاته سماع شئ فيلجأ الى تدليس الاسناد .

فهذان غرضان...

مع ثلاث أغراض تدعوا الى

تدليس الشيوخ وهي :

1_ صغر سن الشيخ بحيث يكون أصغر من الراوي عنه .

2_ كثرة الررواية عن الشيخ فلا يحب الاكثار من ذكراسم شيخه على صورة واحدة .

3_ تأخر الوفاة – وفاة الشيخ – بحيث شارك الطالب في السماع منه جماعة جاءوا بعد هذا الطالب ( وقد سبق ذكرهم في الأسباب )

بم يعرف التدليس ؟

يعرف التدليس بأحد أمرين هما :

1_ اخبار المدلس نفسه اذا سئل أنه دلس كما حدث لابن عيينة .

2_ نص امام من أئمة هذا الشأن بناءا على معرفته ذلك من البحث والتتبع .

شعبة بن الحجاج من أشد العلماء بغضا للتدليس :

قال ابن كثير في اختصار علوم الحديث بعد أن ذكر أنواع التدليس قال : وقد كره هذا القسم من التدليس جماعة من العلماء وذموه وكان شعبة من أشد الناس انكارا لذك ويروى عنه أنه قال:" لأن أزني أحب الي من أن أدلس "
وهذا الأثر صحيح عنه رواه ابن أبي حاتم في مقدمة الجرح والتعديل (1-173) وابن عدي في الكامل (1-47)وغيرهما
وكان يقول : التدليس أخ الكذب – وقد ذكره ابن عدي في الكامل (1-74) بسنده فقال حدثنا يحيى بن زكرياء بن حيوة حدثني أبو حفص بن مقلاص قال : سمعت أبي يقول سمعت الشافعي يقول قال شعبة : " التدليس أخ الكذب "

حكم رواية المدلس :

اختلف العلماء في قبولها على أقوال أشهرها قولين :

1_ رد رواية المدلس مطلقا وان بين السماع لأن التدليس نفسه جرح .(وهذا قول غير معتمد =لأن التدليس عيب في الرواية وليس في الراوي .

2_ التفصيل : وهذا هو القول الصحيح المعتمد .
قال ابن الصلاح في" المقدمة" : والصحيح التفصيل بين ما صرح فيه بالسماع فيقبل وبين ما أتي فيه بلفظ محتمل فيرد .

أ_ ان صرح بالسماع قبلت روايته أي ان قال : سمعت أو نحوها من الألفاظ التي فيها تصريح يالسماع قبل حديثه

ب_ ان لم يصرح بالسماع لم تقبل روايته أي ان قال : عن ونحوها لم يقبل حديثه .

.قال العراقي في ألفيته :

تدليس الاسناد كمن يسقط من _ حدثه ويرتقي "بعن "و" أن "
و"قال" يوهم اتصالا واحتلف _ في أهله فالرد مطلقا ثقف
والأكثرون فبلوا ما صرحا __ ثقاتهم بوصله وصححا
وفي الصحيح عدة كالأعمش __ وكهشيم بعده وفتش
وذمه شعبة ذو الرسوخ __ ودونه التدليس للشيوخ
أن يصف الشيخ بما لا يعرف __ به ذا بقصد يختلف
فشره للضعف واستصغارا _ وكالخطيب يوهم استكثارا .



..........يتبع بفضل الله

رد مع اقتباس